ميركل تتعرض لانتقادات بسبب اتفاق اللاجئين في ليبيا
١ ديسمبر ٢٠١٧
تعرضت خطة إجلاء اللاجئين الطارئة من ليبيا التي تم الاتفاق عليها في القمة الأوروبية الأفريقية في ساحل العاج إلى انتقادات كبيرة، طالت المستشارة ميركل من قبل سياسيين ومنظمات حقوقية بسبب موافقتها على تلك الخطة.
إعلان
طالبت منظمة "برو أزويل" الألمانية المعنية بالدفاع عن اللاجئين بإطلاق سراح كل اللاجئين والمهاجرين المعتقلين في ليبيا. واتهمت المنظمة الاتحاد الأوروبي أن تعاونه مع خفر السواحل الليبي ساهم في "إعادة عشرات الآلاف من اللاجئين في الأشهر الماضية إلى أماكن الرعب" في ليبيا.
وكان زعماء أوروبا وإفريقيا قد اتفقوا يوم أمس الخميس على خطة إجلاء طارئة للاجئين والمهاجرين الذين تعرضوا للبيع في أسواق العبيد أو تعرضوا إلى التعذيب وسوء المعاملة في معسكرات ليبية لا تخضع لرقابة السلطات الشرعية أو الأمم المتحدة. كما اتفق الزعماء على برنامج تنموي عام يتم تنفيذه في عدد من الدول الأفريقية التي تعتبر مصدرا أساسيا للهجرة السرية إلى أوروبا يتضمن استثمارات كبيرة إلى جانب برامج للتعليم والتكوين المهني تساعد الشباب على الحصول على فرص عمل في أوطانهم وتمنعهم من خوض عناء رحلة تهدد حياتهم عبر الصحراء وعبر البحر المتوسط.
بيد أن رئيس مجموعة اليسار في أوروبا غريغور غيزي وصف القمة "بقمة الفرصة الضائعة". وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يزال متمسكا بسياسته الأنانية في مجال التجارة والزراعة مع دول النصف الجنوبي من الأرض، داعيا إلى فتح الأسواق الأوروبية أمام منتجات الدول الإفريقية ودعم التنمية فيها.
ذات الانتقادات تمّ توجيهها إلى ميركل من قبل حزبي الخضر والليبرالي الحر. وقال القيادي في الحزب الليبرالي الحر ألكسندر غراف لامبيسدور "يبدو أن المستشارة ميركل لم تتعلم شيئا من أخطائها فيما يخص سياسة اللجوء". واتهم المستشارة بالتعامل مع الأمور فقط عندما تجد نفسها تحت ضغط كبير، حسب تعبيره. وأشار السياسي الأوروبي أنه كان من الممكن لميركل أن تتفاعل مع مقترح الرئيس الفرنسي ماكرون كي يتم تحريك بعض الشيء في الشأن الليبي.
من جانبه أبدى السياسي من حزب الخضر أوميد نوريبور عدم تفهمه للصفقة المقررة مع ليبيا مشيرا إلى أن التقارير عن وضع اللاجئين في ليبيا وظاهرة تجارة العبيد معروفة منذ زمن بعيد. وقال لا يمكن الاعتماد على الحكومة الليبية في تنفيذ الخطة الطارئة، لأن الحكومة الليبية لا تسيطر على المناطق التي يتم فيها ممارسة تجارة العبيد.
ح.ع.ح/و.ب(أ.ف.ب)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.