ميركل تتقدم على زعيمة الاشتراكيين المرتقبة في استطلاع للرأي
١٩ فبراير ٢٠١٨
تفوقت المستشارة أنغيلا ميركل بفارق كبير على الرئيسة المرتقبة للحزب الاشتراكي الديمقراطي أندريا ناليس في استطلاع للرأي. وبحسب الاستطلاع، فإن 13% فقط من الألمان يعتقدون أن ناليس قادرة على السيطرة على مشكلات البلاد.
إعلان
أظهر الاستطلاع الذي نشرت نتائجه اليوم (الاثنين 19 فبراير/ شباط 2018) أن 47 بالمائة من الألمان يرغبون في تولي أنغيلا ميركل منصب المستشارية، بزيادة قدرها 1 بالمائة مقارنة باستطلاع الأسبوع الماضي، بينما بلغت نسبة من يؤيدون تولي أنرديا ناليس هذا المنصب 16بالمائة فقط بتراجع قدره 7 بالمائة مقارنة بنتائج ذات الاستطلاع السابق.
وذكر 85 بالمائة من أنصار التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة ميركل، أنهم يؤيدون استمرار ميركل في منصبها كمستشارة، بينما بلغت نسبة تأييد تولي ناليس لمنصب المستشارية بين أنصار حزبها الاشتراكي الديمقراطي 40 بالمائة فقط. وأظهر الاستطلاع، الذي أجراه معهد "فورسا" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من محطة "آر تي إل" التليفزيونية، أن رأي المواطنين في السمات الشخصية لناليس أسوأ من رأيهم في زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي المستقيل حاليا مارتن شولتس.
وبحسب الاستطلاع، فإن 13بالمائة فقط من الألمان يعتقدون أن ناليس قادرة على السيطرة على مشكلات البلاد. كما رأى 13بالمائة من الذين شملهم الاستطلاع أن ناليس تتمتع بـ"إطلالة لطيفة". وكانت نسبة من يرون هذا الأمر في شولتس تزيد بمقدار الضعف خلال فترة الانتخابات التشريعية التي جرت في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وعلى مستوى الأحزاب، أظهر الاستطلاع أن شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي بلغت 16المائة، وهي نفس النسبة التي حققها الحزب في استطلاع أجري بتكليف من شبكة "إيه آر دي" الإعلامية الألمانية الأسبوع الماضي. في المقابل، بلغت شعبية التحالف المسيحي 34 بالمائة، مقابل 9 للحزب الديمقراطي الحر و13 بالمائة لحزب الخضر و10بالمائة لليسار، و13 بالمائة لحزب البديل من أجل ألمانيا، و5 بالمائة لأحزاب أخرى غير ممثلة في البرلمان الألماني (بوندستاغ). وشمل الاستطلاع الذي أجري خلال الفترة من 12 حتى 16 شباط / فبراير الجاري 2501 مواطن ألماني.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)