ميركل تتمسك بترحيل الأفغان الذين رفضت طلبات لجوئهم
١ يونيو ٢٠١٧
فيما طالبت المعارضة ومنافس ميركل الاشتراكي مارتن شولتس بوقف ترحيل اللاجئين الأفغان بعد انفجار كابول الذي أودى بحياة العشرات، أعلنت ميركل تمسكها بترحيل من رفضت طلبات لجوئهم، مؤكدة على تحليل الوضع الأمني في أفغانستان بدقة.
إعلان
تعتزم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاستمرار في ترحيل اللاجئين الأفغان الذين رُفِضت طلبات لجوئهم وذلك رغم تردي الوضع الأمني في أفغانستان على خلفية الانفجار الهائل الذي وقع أمس الأربعاء في العاصمة كابول وأودى بحياة نحو 90 شخصا و إصابة أكثر من 450 آخرين.
لكن ميركل أكدت في الوقت ذاته اليوم الخميس (الأول من حزيران/ يونيو) في برلين أن انفجار كابول يتطلب مراجعة تحليل الوضع الأمني في أفغانستان بشكل دقيق وذلك حسب كل إقليم على حدة وقالت إن الخارجية الألمانية هي التي تقوم بذلك.
كما أوضحت ميركل ضرورة أن يتركز الترحيل على اللاجئين الذين ارتكبوا جرائم جنائية في ألمانيا وطالبت بالنظر في كل حالة على حدة واضافت "هذا ما أراه الدرس الواجب استخلاصه من يوم أمس".
وكان سياسيون ألمان قد طالبوا بوقف الترحيل إلى أفغانستان على خلفية هجوم أمس. وألغت الحكومة الألمانية رحلة جوية كانت مقررة أمس لإعادة لاجئين إلى أفغانستان ولكن وزير الداخلية توماس دي ميزيير أكد أن هذه الرحلة ستنفذ في وقت لاحق موضحا أن موقف الحكومة في هذه القضية لم يتغير جراء التفجير.
وطالب مارتن شولتس، رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومرشحه لمنافسة ميركل في الانتخابات البرلمانية المقبلة، الحكومة بالإيقاف المؤقت لترحيل الأفغان الذين رفضت طلبات لجوئهم. وقال شولتس، رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، في تصريح لقناة WDR الألمانية اليوم الخميس "أعتقد أن علينا في ضوء أحداث يوم أمس ألا نستمر في الترحيل".
ورأى شولتس أن على الخارجية الألمانية أن تعيد تقييم الوضع الأمني في أفغانستان قبل ترحيل المزيد من اللاجئين إليها "ولكن هذه الترحيلات وسيلة غير منطقية في الوقت الحالي".
أما رئيس حزب الخضر الألماني، جيم أوزديمير، فطالب حكومة بلاده بوقف ترحيل اللاجئين الأفغان إلى بلادهم وذلك على خلفية الانفجار الهائل. واعتبر أوزديمير في تصريح للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني ARD صباح اليوم الخميس هذه الترحيلات بمثابة "نظام مريض" ورأى أن على وزارة الخارجية الألمانية أن تغير تقديرها للوضع في أفغانستان بالنسبة لإمكانية ترحيل المواطنين الأفغان المتقدمين بطلب الحصول على لجوء في ألمانيا و "ألا تقدم تقارير مجاملًة" لوزير الداخلية توماس دي ميزيير. وأضاف أوزديمير "أطالب وزير الخارجية بأن يسارع لاتخاذ ما هو ضروري من الإجراءات في هذا الموقف وأن يستمع لقلبه وأن يكيف التقارير الخاصة بالأوضاع في البلدان الأخرى لتصبح متوافقة مع الواقع".
أما رئيس الحزب الديمقراطي الحر، كريستيان ليندنر، فقد رفض التوقف بشكل عام عن ترحيل طالبي اللجوء الأفغان الذين رُفضت طلبات لجوئهم إلى بلادهم وقال في تصريح لصحيفة "باساور نويه بريسه" الألمانية اليوم الخميس إن الوقف العام للترحيلات سيصب في مصلحة مهربي البشر. ورأى ليندنر أنه يجب أن يوكل تقييم الأوضاع في الدول الأخرى فيما يتعلق بسماح هذه الأوضاع للاجئين بالعودة لبلادهم للقضاء المستقل وليس للسياسة.
ع.ج/ م. س (د ب أ)
الصيف قادم وأوروبا تخشى تدفقاً جديداً للاجئين
تدفق آلاف المهاجرين من شمال أفريقيا إلى أوروبا في شهر نيسان/ أبريل، كما وصل نحو 5 آلاف لاجئ إلى اليونان فقط منذ مطلع هذا العام بعد الاتفاق الأوروبي التركي. الدول الأوروبية تترقب وبعضها شرع بتقييد الحركة عبر الحدود.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
ليبيا .. محطة المهاجرين عبر المتوسط
في عطلة عيد الفصح الماضية (14 – 17 نيسان/ أبريل 2017) تمكنت سفن الإنقاذ من انتشال 8360 شخصا من وسط البحر الأبيض المتوسط، بعد أن ركب المهاجرون قوارب مطاطية وخشبية غير صالحة للإبحار لمسافات طويلة، وانطلقوا بها من ليبيا إلى القارة الأوروبية.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
"أسواق عبيد في ليبيا"
عانت ليبيا من حالة من الفوضى منذ سقوط القذافي في 2011، لتصبح النقطة الرئيسية لمغادرة المهاجرين على أمل الوصول إلى أوروبا بحرا. ونددت المنظمة الدولية للهجرة بوجود "أسواق عبيد" حقيقية في ليبيا يباع فيها مئات الرجال والنساء، ويتراوح (سعر) المهاجر مابين 200 و500 دولار. وتجري عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات، حسب المنظمة.
صورة من: AP
إيطاليا .. المحطة الأوروبية الأولى
العبور من ليبيا إلى إيطاليا هو الطريق الرئيسي الذي يسلكه المهاجرون من شمال أفريقيا إلى أوروبا. وصل أكثر من 181 ألفا إلى شواطئ إيطاليا العام الماضي. وبلغ سواحلها في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي نحو 25 ألف شخص. وتشير تقديرات إلى أن نحو 850 شخصا لقوا حتفهم منذ بداية 2017.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Isolino
نسب مختلفة
كانت إيطاليا بلد "ترانسيت" عبور للاجئين، إذ لم يكن يرغب كثير منهم بتقديم طلب لجوئه فيها. ففي عام 2014 تقدم نحو ثلث اللاجئين القادمين بطلب لجوء، أما في عام 2016 فتقدم نحو الثلثين منهم بطلب لجوء، فيما ارتفعت نسب الاعتراف بطلبات اللجوء إلى 40 بالمائة. لكن إيطاليا تعاني من مشكلة إيواء اللاجئين وتوفير فرص اندماج ملائمة لهم.
صورة من: DW/E. Barbiroglio
اليونان تنفست الصعداء .. ولكن
وصل عدد اللاجئين الوافدين عبر بحر إيجه من تركيا إلى الجزر اليونانية إلى 4800 شخص فقط، وذلك في الفترة الواقعة منذ مطلع عام 2017 ولغاية منتصف شهر نيسان/ أبريل الحالي. بينما كانت أعدادهم في الربع الأول من عام 2016 قد وصلت إلى 145 ألف شخص، حسب إحصائيات الأمم المتحدة.
صورة من: picture alliance/NurPhoto/P. Tzamaros
مخاوف قادمة ..
مع تحسن الطقس وبدء موسم الصيف يتوقع مراقبون زيادة أعداد اللاجئين المتدفقين إلى اليونان. لكن هناك مخاوف من أن الأزمة الراهنة لتركيا مع الاتحاد الأوروبي بسبب الاستفتاء على التعديلات الدستورية، قد تدفع القيادة التركية إلى التراخي في ضبط الحدود وتسهيل تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
طريق البلقان
بعد إغلاق طريق البلقان في شهر آذار/ مارس 2016 قل عدد اللاجئين السالكين لهذا الطريق. وبقي القليل منهم يحاول المرور عبر صربيا وكرواتيا وسلوفينيا متوجهين إلى النمسا ومن ثم ألمانيا وشمال أوروبا. في صربيا ينتظر حاليا 7700 مهاجرا في مراكز إيواء اللاجئين. أما في كرواتيا وفي سلوفينيا فلا يوجد إلا عدد قليل جدا منهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
بلغاريا في وضع آخر
ذكرت وزارة الداخلية البلغارية أن البلاد تحتضن نحو 4500 مهاجرا في مراكز إيواء اللاجئين التي ملئت بنسبة 60 المائة فقط من سعتها الكاملة. بينما كانت أعدادهم كبيرة جدا في العام الماضي. ويعود سبب ذلك إلى توقف تدفق المهاجرين من تركيا.
صورة من: BGNES
المجر لها سياستها
في أواخر آذار/ مارس الماضي، بدأ في المجر تطبيق قانون مثير للجدل ينص على أن يحتشد جميع طالبي اللجوء الموجودين في البلاد أو الذين يصلون إليها، في معسكرين مقفلين على الحدود الصربية. وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية أن ألمانيا ستتوقف عن إعادة المهاجرين إلى المجر، ما لم تحترم بودابست التوجيهات الأوروبية على صعيد استقبال اللاجئين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kisbenedek
النمسا تترقب
وكذلك في النمسا لم يصل في الربع الأول من العام الحالي سوى 6500 مهاجرا، وهو نصف العدد الذي قدم في الربع الأول من العام الماضي. وقال وزير الداخلية النمساوي فولفغانغ سوبوتكا إن بلاده متهيئة لتشديد الرقابة على الحدود، وخاصة بعد ارتفاع أعداد اللاجئين الواصلين إلى إيطاليا المجاورة للنمسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Bruna
ألمانيا والانتخابات القادمة
تقدم نحو 890 ألف شخص بطلب لجوء في ألمانيا في عام 2015. بينما أنخفض العدد إلى 280 ألف في عام 2016. فيما وصلها في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام نحو 48 ألف لاجئ فقط. ويأمل الساسة الألمان بعدم حدوث أزمة لجوء جديدة، خاصة قبيل إجراء الانتخابات التشريعية في أيلول/ سبتمبر القادم. الكاتب: زمن البدري