ميركل تتهم الحكومة السورية بارتكاب "جرائم حرب" في حلب
٢ نوفمبر ٢٠١٦
في تصريحات جديدة حول سوريا، اتهمت المستشارة أنغيلا ميركل القيادة السورية بارتكاب "جرائم حرب" في حلب. وقالت إنه لا يمكن التغاضي عن هذه الجرائم المتمثلة بـ "استخدام البراميل المتفجرة والقنابل الحارقة والأسلحة الكيماوية".
إعلان
اتهمت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الحكومة السورية اليوم الأربعاء (الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) بارتكاب "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" لا يمكن التغاضي عنها. وقالت ميركل لدى تسلمها جائزة سول للسلام في برلين "استخدام البراميل المتفجرة والقنابل الحارقة بل والأسلحة الكيماوية أمر لا يمكن غض الطرف عنه".
وأضافت المستشارة الألمانية قائلة: "السكان المدنيون يتعرضون للتجويع والمنشآت الطبية تتعرض للهجوم والأطباء يموتون والمستشفيات تدمر". وشددت ميركل على أنه "حتى قوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة لم تسلم من القصف". وتابعت ميركل قائلة "هذه جرائم خطيرة ضد الإنسانية. يجب علينا ألا نتغاضى عنها".
وحثت ميركل الأوروبيين على التفكير في الأزمات الحاصلة في المناطق البعيدة عنهم أيضا. فبخصوص البرنامج النووي لكوريا الشمالية والتوتر في بحري الصين الجنوبي والشرقي قالت المستشارة الألمانية "كل الأطراف المعنية عليها واجب في الالتزام بالقواعد المتفق عليها دوليا والتعاون".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أمر بفتح تحقيق مستقل في الغارة الجوية التي استهدفت مدرسة أطفال في محافظة إدلب. كما قال مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية أواخر الشهر الماضي إنه سيحدد هوية مرتكبي جرائم حرب في حلب وإنه فتح تحقيقا خاصا في استخدام التجويع والضربات الجوية هناك.
وسبق أن اتهمت جماعات لحقوق الإنسان ودول غربية الجيش السوري الذي يدعمه سلاح الجو الروسي باستهداف مستشفيات ومخابز وغيرها من المناطق المدنية أثناء قصف مناطق تسيطر عليها المعارضة ومنها شرق حلب.
بيد أن متحدثة باسم حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قالت يوم أمس الثلاثاء إن جميع أطراف القتال في مدينة حلب السورية ربما ترتكب جرائم حرب من خلال هجمات عشوائية في مناطق يسكنها المدنيون.
أ.ح/ ص.ش (رويترز)
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في سوريا مساء يوم الاثنين. قد تخفف هذه الهدنة معاناة وآلام السوريين، الذي تُركوا طوال سنوات نهباً للحرب والجوع والمرض. إنها مأساة كبيرة، ولاسيما في المدن والمناطق المحاصرة.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
الأطفال...الحلقة الأضعف
في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الحصار كسلاح في الحرب
إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
داريا...مدينة مقاومة
كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
المشافي هي الأخرى عليلة
ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. H. Kadour
الموت في كل مكان
يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
أطلال مدينة مُقسمة
الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
نقص في كل شيء
هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
شوارع برائحة الموت
يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
بين السجن الصغير والسجن الكبير
بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".