ميركل تثني على أنقرة بملف اللجوء لكنها قلقة بشأن حكم القانون
١٩ أكتوبر ٢٠١٧
تعتزم المستشارة الألمانية السعي لتقليص المساعدات المالية المقدمة لتركيا بشأن مفاوضات انضمامها للاتحاد الأوروبي. غير أن ميركل أثنت على سياسة أنقرة في ملف اللاجئين وأيدت منحها ثلاثة مليارات يورو أخرى كمساعدة بهذا الخصوص.
إعلان
قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في بروكسل، قبيل القمة الأوروبية، اليوم الخميس (19 تشرين الأول/أكتوبر 2017)، إن تقديرها للتطور الديمقراطي في تركيا "سلبي جداً"، وإن ذلك ليس بسبب القبض على العديد من الألمان في تركيا فقط، بل لأن دولة القانون في تركيا تسير في الاتجاه الخاطئ. وأضافت ميركل: "لدينا مخاوف شديدة جداً بهذا الشأن" مما يبرر، حسب ميركل، تقليص ما يعرف بالمساعدات الممهدة للانضمام للاتحاد الأوروبي، والتي تقدر بنحو 4.45 مليار يورو حتى عام 2020.
وكانت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي قد بدأت عام 2005 بعد عقود من السعي لبداية محاولة نيل عضوية الاتحاد وجاءت مقرونة بأول مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية يجريها إردوغان بعد توليه السلطة في 2003. وتعهدت المستشارة الألمانية خلال حملة انتخابها لفترة جديدة الشهر الماضي أن تبحث مع زعماء الاتحاد إنهاء محادثات الانضمام مع أنقرة، وهو موقف ساندته على نحو غير متوقع عندما اتخذ منافسها الرئيسي نهجا متشددا إزاء القضية.
ومن جانبه قال السياسي النمساوي سباستيان كورتس، الذي فاز حزب الشعب المحافظ الذي يتزعمه بأغلبية الأصوات في انتخابات برلمانية جرت يوم الأحد، إن تركيا لن تفي بمعايير الانضمام للتكتل وذلك بعد اجتماع عقده مع مانفريد فيبر رئيس تكتل يمين الوسط في البرلمان الأوروبي. وقال كورتس في تغريدة على تويتر "لذلك على مفاوضات الدخول مع
تركيا أن تتوقف".
ميركل تمتدح تركيا
وفي ملف منفصل، أثنت المستشارة الألمانية على سياسة اللاجئين التي تنتهجها أنقرة، وقالت: "هنا تقوم تركيا بشيء رائع"، مضيفة "لدينا التزامات بموجب الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. تعهدنا بثلاثة مليارات يورو خلال السنوات المقبلة إضافة إلى الثلاثة مليارات التي التزمنا بها بالفعل. نحن بحاجة للوفاء بهذا الوعد". ورأت ميركل ضرورة منح تركيا مثل هذا المبلغ مرة أخرى، لأن هذه الأموال تصب في مصلحة اللاجئين. ويشار إلى أن تركيا حصلت حتى الآن على ثلاثة مليارات يورو من أوروبا مقابل هذه السياسة حتى الآن.
خ.س/ص.ش(د ب أ، رويترز)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)