لم تحقق زيارة المستشارة ميركل لولاية بافاريا ولقائها برئيس حكومتها تقاربا بينهما حول تحديد الحد الأقصى لأعداد اللاجئين. وبالرغم من أن الأجواء بدت أكثر حميمية من زيارتها السابقة، فإن الطرفين تمسكا بموقفيهما بهذا الخصوص.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Simon
إعلان
جددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الأربعاء (السادس من كانون الثاني/ يناير 2016) رفضها لمطالب الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري بوضع حد أقصى للاجئين الوافدين إلى البلاد في العام الحالي بـ 200 ألف لاجئ. وبدا واضحا أن زيارتها لولاية بافاريا ولقاء رئيس حكومتها هورست زسهوفر وقادة حزبه، لم تسفر عن تقارب بين الطرفين حول قضية اللاجئين.
ففي أعقاب وصولها إلى فيلدباد كرويت للمشاركة في الاجتماع المغلق للحزب البافاري، قالت ميركل: "هناك بعض المواقف المختلفة، ومن المرجح ألا يتغير ذلك خلال النقاش اليوم"، وذلك في إشارة لرفضها لتحديد حد أعلى لأعداد اللاجئين. بيد أنها استدركت قائلة: "من المهم جدا بالنسبة لي أن نحقق خفضا ملحوظا في تدفق اللاجئين... وفي الوقت نفسه نحافظ على حرية حركة الناس داخل الاتحاد الأوروبي."
وبدوره أكد رئيس وزراء ولاية بافاريا وزعيم الحزب الاجتماعي المسيحي هورست زيهوفر للقناة الثانية في التلفزيون الألماني (ZDF) على موقفه المختلف عن موقف ميركل بهذا الخصوص، وأضاف: "لا يمكن أن نتوقع نتائج مفاجئة هنا في ساعة أو ساعتين"، وذلك في إشارة إلى الاجتماع بالمستشارة.
وأضاف الزعيم البافاري بأن الاجتماع مع ميركل "كان عقلانيا، وكان وديا". بيد أنه شدد على أن ذلك لا يعني أن حزبه قد تخلى عن مطلبه بتحديد سقف أعلى لأعداد اللاجئين الذين تنوي ألمانيا استقبالهم. وأكد زيهوفر بأنه سيواصل مطالبته بأن لا يتجاوز عدد اللاجئين هذا العام 200 ألف لاجئ، لأن مطلبه يلقى تأييدا واسعا، حسب تعبيره.
وعلى عكس ما حدث في المؤتمر العام للحزب البافاري في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أكدت ميركل على وجود توافق في العديد من المجالات السياسية الأخرى. وقالت :"أريد أن أؤكد أن الحزب المسيحي (الديمقراطي) والحزب المسيحي (الاجتماعي) البافاري لديهما المزيد من المواقف المشتركة على نطاق واسع".
يذكر أن زيهوفر رئيس حكومة بافاريا يطالب بوضع حد أقصى للاجئين بنحو 200 ألف لاجئ في هذا العام، غير أن ميركل تؤكد أنها عازمة على إحداث "تخفيض ملموس" لأعداد اللاجئين لكنها لم تذكر إطارا زمنيا لذلك. وتشارك ميركل لأول مرة في الاجتماع المغلق للحزب البافاري في كرويت، والذي يعقده الحزب منذ 40 عاما.
أ.ح (د ب أ، رويترز)
2015..عام اللجوء واللاجئين
لم يسبق وأن كان عدد البشر الفارين من ديارهم واللاجئين بمثل عددهم في عام 2015. كثيرون منهم جاؤوا إلى ألمانيا وأوروبا. وقالت المستشارة الألمانية واصفة موجات اللاجئين بأنها "اختبار تاريخي". شاهد تطور قضية اللاجئين بالصور.
صورة من: Getty Images/J. Mitchell
نجح هؤلاء الشبان السوريون بتخطي مرحلة خطيرة من رحلة اللجوء، بوصولهم الأراضي اليونانية وبالتالي إلى أوروبا. لكنهم لم يصلوا إلى هدفهم بعد وهو ألمانيا أو السويد، وهما هدف معظم اللاجئين في 2015.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الطريق التي سلكوها محفوفة بالمخاطر. إذ كثيرا ما تغرق القوارب غير المهيأة لأعالي البحار، لكن هذا الأب السوري وأطفاله كانوا محظوظين، وأنقذهم صيادون يونانيون قبالة جزيرة ليزبوس.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الطفل أيلان كردي وعمره ثلاث سنوات لم يكن من المحظوظين، ففي بداية سبتمبر غرق هو وأخوه وأمهما في بحر إيجه قرب شاطئ جزيرة كوس اليونانية. وقد انتشرت صورة هذا الطفل السوري بسرعة هائلة وهزت ضمير العالم.
صورة من: Reuters/Stringer
جزيرة كوس اليونانية القريبة من الساحل التركي هي هدف الكثير من اللاجئين. وهنا حيث يكون السواح عادة، نجحت هذه المجموعة من الباكستانيين بالوصول إلى شاطئ النجاة اليوناني.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الوصول إلى جزيرة كوس لا يعني السماح للاجئين بالانتقال إلى اليابسة إلا بعد إتمام إجراءات التسجيل. وحدثت توترات في الصيف الماضي حين حبست السلطات اليونانية لاجئين في ملعب كرة قدم تحت الشمس الحارة وبدون مياه.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
ونظراً للحالة التي لا توصف للاجئين، حدثت أعمال شغب، ولتهدئة الوضع استأجرت السلطات اليونانية سفينة فيها 2500 سرير، واستخدمتها كمركز لإيواء اللاجئين وتسجيلهم.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
الحدود اليونانية المقدونية: حرس الحدود لا يسمحون للاجئين بالعبور. أطفال يبكون بعد فصلهم عن ذويهم. وقد توجت هذه الصورة من منظمة اليونيسيف كصورة للعام وهي بعدسة جيورجي ليكوفسكي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
في نهاية الصيف الماضي كانت بودابست رمزاً لفشل الحكومة وكراهية الأجانب. آلاف اللاجئين تجمعوا حول محطة القطارات في العاصمة المجرية والسلطات منعتهم من مواصلة السفر إلى غرب أوروبا، فقرر كثيرون منهم المشي إلى ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
ليلة الخامس من سبتمبر كانت نقطة تحول في قضية اللاجئين: المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والمستشار النمساوي فيرنر فيمان تجاوز البيروقراطية والسماح للاجئين بمتابعة السفر من شرق أوروبا. وفعلاً وصلت قطارات عديدة إلى فينا وميونيخ محملة باللاجئين.
صورة من: picture alliance/landov/A. Zavallis
آلاف اللاجئين وصلوا ألمانيا خلال ساعات قليلة، بلغ عددهم نهاية الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 20 ألف لاجئ. وقد تجمع عدد لا يحصى من الأشخاص في محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ لاستقبال اللاجئين ومساعدتهم.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Stollarz
وبينما احتفى اللاجئون وطالبوا اللجوء السياسي بالمستشارة ميركل، أثارت قراراتها استياء في ألمانيا. وكان رد ميركل : "إذا توجب علينا الآن الاعتذار لأننا لطيفين وساعدنا أناساً في حالة طوارئ، فهذه البلاد ليست بلادي". لتصبح عبارة "نحن نستطيع فعل ذلك" شعار ميركل.
صورة من: Reuters/F. Bensch
في نهاية سبتمبر نشرت الشرطة الألمانية الاتحادية صورة حركت المشاعر. فتاة لاجئة رسمت الصورة وأهدتها إلى رجل شرطة من مدينة باساو في جنوب ألمانيا. ويظهر في الرسمة المعاناة التي عاشها الكثير من اللاجئين ومدى سعادتهم بأنهم الآن في أمان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundespolizei
مع نهاية شهر أكتوبر كان أكثر من 750 ألف لاجئ قد وصلوا إلى ألمانيا. لكن موجات الهجرة لم تتوقف مما فاق قدرات دول ما يسمى بـ"طريق البلقان"، فقررت إغلاق حدودها والسماح فقط لمواطني سوريا وأفغانستان والعراق بالدخول. واحتجاجاً على هذه السياسة قام مواطنو دول أخرى بتخييط شفاههم.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
"ساعدينا يا ألمانيا"، كتب لاجئون عالقون في مقدونيا على ملصقاتهم خوفا من الشتاء الأوروبي القارس. وحتى السويد المعروفة بمواقفها إزاء الصديقة للاجئين، قررت التدقيق مؤقتاً في الهويات على حدودها. وتتوقع أوروبا وصول ثلاثة ملايين لاجئ جديد إليها في عام 2016.