جددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رفضها وضع حد أقصى لأعداد اللاجئين الذين تنوي ألمانيا استقبالهم. رفض ميركل الجديد جاء قبيل يومين من لقائها برئيس وزراء ولاية بافاريا هورست زيهوفر، الذي يطالب بذلك.
إعلان
أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رفضها لوضع حد أقصى لأعداد اللاجئين في ألمانيا كما يطالب هورست زيهوفر زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي، شريكها الأصغر داخل التحالف المسيحي الديمقراطي. ويأتي ذلك قبل يومين فقط من اللقاء المزمع لزيهوفر، رئيس وزراء ولاية بافاريا، مع المستشارة الألمانية على هامش الاجتماع المغلق للحزب في منتجع فيلدباد كرويت بالولاية التي تقع جنوب ألمانيا.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أن تحديد سقف أعلى لأعداد اللاجئين في ألمانيا ليس "خيارا تتبناه المستشارة"، وذلك في إشارة إلى مطالبة زيهوفر وقادة آخرين للمستشارة بتبني هذا الموقف. وشدد زايبرت على ضرورة حل أزمة اللجوء على الصعيد الأوروبي من خلال التضامن وتوزيع حصص اللاجئين ومواجهة أسباب اللجوء والرقابة الفعالة للحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وقلل زايبرت اليوم الاثنين (الرابع من كانون الثاني/ يناير 2016) من اتساع الهوة بين ميركل وزيهوفر بشأن اللاجئين، مؤكدا أن لقاءهما على هامش الاجتماع المغلق لأعضاء الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الاجتماعي سيكون "منفتحا وصريحا كالعادة".
دعم من الاشتراكيين والمعارضة
كما ضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحكومي الألماني، صوته للمستشارة بشأن رفضها وضع حد أقصى لأعداد اللاجئين. وكذلك أكدت المعارضة الألمانية (حزبا اليسار والخضر) رفضها اقتراح زيهوفر بهذا الشأن في حين أبدى غيدو فولف، مرشح حزب ميركل لمنصب رئيس حكومة ولاية بادن فورتمبرغ جنوب ألمانيا، تعاطفا مع مبادرة زيهوفر.
وفي سياق ذي صلة أعلن رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن أن بلاده فرضت اليوم الاثنين قيودا مؤقتة على حدودها مع ألمانيا، وذلك بعد ساعات من فرض السويد قيودا على بطاقات الهوية الخاصة بالمسافرين إليها من الدنمارك. وأوضح راسموسن أثناء مؤتمر صحفي أن "الإجراءات سيتم تطبيقها لمدة 10 أيام بصورة مبدئية".
أ.ح/ ح.ع.ح (د ب أ، أ ف ب)
2015..عام اللجوء واللاجئين
لم يسبق وأن كان عدد البشر الفارين من ديارهم واللاجئين بمثل عددهم في عام 2015. كثيرون منهم جاؤوا إلى ألمانيا وأوروبا. وقالت المستشارة الألمانية واصفة موجات اللاجئين بأنها "اختبار تاريخي". شاهد تطور قضية اللاجئين بالصور.
صورة من: Getty Images/J. Mitchell
نجح هؤلاء الشبان السوريون بتخطي مرحلة خطيرة من رحلة اللجوء، بوصولهم الأراضي اليونانية وبالتالي إلى أوروبا. لكنهم لم يصلوا إلى هدفهم بعد وهو ألمانيا أو السويد، وهما هدف معظم اللاجئين في 2015.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الطريق التي سلكوها محفوفة بالمخاطر. إذ كثيرا ما تغرق القوارب غير المهيأة لأعالي البحار، لكن هذا الأب السوري وأطفاله كانوا محظوظين، وأنقذهم صيادون يونانيون قبالة جزيرة ليزبوس.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الطفل أيلان كردي وعمره ثلاث سنوات لم يكن من المحظوظين، ففي بداية سبتمبر غرق هو وأخوه وأمهما في بحر إيجه قرب شاطئ جزيرة كوس اليونانية. وقد انتشرت صورة هذا الطفل السوري بسرعة هائلة وهزت ضمير العالم.
صورة من: Reuters/Stringer
جزيرة كوس اليونانية القريبة من الساحل التركي هي هدف الكثير من اللاجئين. وهنا حيث يكون السواح عادة، نجحت هذه المجموعة من الباكستانيين بالوصول إلى شاطئ النجاة اليوناني.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الوصول إلى جزيرة كوس لا يعني السماح للاجئين بالانتقال إلى اليابسة إلا بعد إتمام إجراءات التسجيل. وحدثت توترات في الصيف الماضي حين حبست السلطات اليونانية لاجئين في ملعب كرة قدم تحت الشمس الحارة وبدون مياه.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
ونظراً للحالة التي لا توصف للاجئين، حدثت أعمال شغب، ولتهدئة الوضع استأجرت السلطات اليونانية سفينة فيها 2500 سرير، واستخدمتها كمركز لإيواء اللاجئين وتسجيلهم.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
الحدود اليونانية المقدونية: حرس الحدود لا يسمحون للاجئين بالعبور. أطفال يبكون بعد فصلهم عن ذويهم. وقد توجت هذه الصورة من منظمة اليونيسيف كصورة للعام وهي بعدسة جيورجي ليكوفسكي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
في نهاية الصيف الماضي كانت بودابست رمزاً لفشل الحكومة وكراهية الأجانب. آلاف اللاجئين تجمعوا حول محطة القطارات في العاصمة المجرية والسلطات منعتهم من مواصلة السفر إلى غرب أوروبا، فقرر كثيرون منهم المشي إلى ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
ليلة الخامس من سبتمبر كانت نقطة تحول في قضية اللاجئين: المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والمستشار النمساوي فيرنر فيمان تجاوز البيروقراطية والسماح للاجئين بمتابعة السفر من شرق أوروبا. وفعلاً وصلت قطارات عديدة إلى فينا وميونيخ محملة باللاجئين.
صورة من: picture alliance/landov/A. Zavallis
آلاف اللاجئين وصلوا ألمانيا خلال ساعات قليلة، بلغ عددهم نهاية الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 20 ألف لاجئ. وقد تجمع عدد لا يحصى من الأشخاص في محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ لاستقبال اللاجئين ومساعدتهم.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Stollarz
وبينما احتفى اللاجئون وطالبوا اللجوء السياسي بالمستشارة ميركل، أثارت قراراتها استياء في ألمانيا. وكان رد ميركل : "إذا توجب علينا الآن الاعتذار لأننا لطيفين وساعدنا أناساً في حالة طوارئ، فهذه البلاد ليست بلادي". لتصبح عبارة "نحن نستطيع فعل ذلك" شعار ميركل.
صورة من: Reuters/F. Bensch
في نهاية سبتمبر نشرت الشرطة الألمانية الاتحادية صورة حركت المشاعر. فتاة لاجئة رسمت الصورة وأهدتها إلى رجل شرطة من مدينة باساو في جنوب ألمانيا. ويظهر في الرسمة المعاناة التي عاشها الكثير من اللاجئين ومدى سعادتهم بأنهم الآن في أمان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundespolizei
مع نهاية شهر أكتوبر كان أكثر من 750 ألف لاجئ قد وصلوا إلى ألمانيا. لكن موجات الهجرة لم تتوقف مما فاق قدرات دول ما يسمى بـ"طريق البلقان"، فقررت إغلاق حدودها والسماح فقط لمواطني سوريا وأفغانستان والعراق بالدخول. واحتجاجاً على هذه السياسة قام مواطنو دول أخرى بتخييط شفاههم.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
"ساعدينا يا ألمانيا"، كتب لاجئون عالقون في مقدونيا على ملصقاتهم خوفا من الشتاء الأوروبي القارس. وحتى السويد المعروفة بمواقفها إزاء الصديقة للاجئين، قررت التدقيق مؤقتاً في الهويات على حدودها. وتتوقع أوروبا وصول ثلاثة ملايين لاجئ جديد إليها في عام 2016.