قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عقب قمة مجموعة السبع التي شهدت توترات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحلفائه الغربيين، إن على الأوروبيين الأخذ بمصيرهم بأيديهم في إشارة لصعوبة الاعتماد على الحليف الأمريكي.
إعلان
وأضافت أنه يمكن أن تكون هناك أوقات صعبة قادمة لا يمكن أن تعتبرها التحالفات القديمة أمرا مفروغا منه. وأضافت ميركل أثناء حديثها في فعالية شهدتها ميونيخ "إن الأوقات التي كنا نستطيع فيها الاعتماد بشكل كامل على الآخرين قد مضت من بين أيدينا إلى حد ما، وهذا ما شهدته في الأيام القلائل الماضية". وتابعت "لهذا السبب، يمكنني أن أقول فقط إننا نحن الأوروبيون يجب أن نأخذ مصائرنا بأيدينا". وقالت ميركل إن ذلك بالطبع لا يمكن أن يتم إلا بروح الصداقة مع الولايات المتحدة وبريطانيا. وأضافت "لكن علينا أن نكافح من أجل مستقبلنا ومصيرنا كأوروبيين".
وكانت معظم التقارير الصادرة عن قمة مجموعة السبع في صقلية قد أظهرت أن ترامب على خلاف مع قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان. وقد تمكنت المجموعة من الاتفاق على تحديد أهداف بشأن التجارة، لكن ترامب كان له موقف مغاير عندما تم الاتفاق بشأن سياسات مكافحة تغير المناخ. وقالت ميركل إنها "مشكلة صعبة للغاية". كما اشتكت ميركل بعد الاجتماع من وجود مقاومة في الاجتماع لصياغة لغة كانت ستدعو إلى المزيد من المساعدات للاجئين. وقال مارتن شولتس، منافس ميركل، على منصب المستشارية في انتخابات أيلول / سبتمبر المقبلة، في مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (ايه.آر.دي)، مساء أمس (الأحد 28 مايو/ أيار 2017)، إن الإجابة على نهج ترامب الفردي هو أن تقترب الدول الأوروبية من بعضها البعض أكثر من أي وقت مضى. وأضاف شولتس "أوروبا هي الرد، فتعزيز تعاون الدول الأوروبية على كل المستويات هو الرد على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وتابع إن القادة لا يجب عليهم أن يستهينوا بترامب. وتابع الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي حديثه قائلا:" قبل كل شيء، لا ينبغي علينا أن نخضع لمنطق ترامب الخاص بالتسلح". وطالب شولتس بموقف أوروبي أكثر حسما حيال ترامب، وقال "أعتقد أنه كان يتعين خلال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) وبكل تأكيد خلال قمة السبع، اتخاذ موقف بالغ الوضوح ضد رئيس للولايات المتحدة يريد إخضاع الآخرين ويظهر بأسلوب حاكم مستبد".
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ)
كيف بدأت أزمة اللاجئين في أوروبا؟
من عنف وحروب تتصاعد في الشرق الأوسط وافريقيا إلى سياسات لجوء غير متماسكة. دي دبليو تلخص في هذه الصور أهم مراحل أزمة المهاجرين وكيف وجد الاتحاد الأوروبي نفسه وسط أزمة اللجوء.
صورة من: picture-alliance/dpa
هروب من الحرب والفقر
في أواخر عام 2014 ومع اقتراب مرور أربع سنوات على الحرب السورية وتحقيق تنظيم "الدولة الإسلامية" مكاسب مهمة في شمال البلاد، تزايدت أعداد السوريين النازحين. وفي الوقت ذاته كان لاجئون آخرون يفرون هربا من دول أخرى كالعراق، أفغانستان، إيريتريا، الصومال، النيجر وكوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
البحث عن ملجأ على الحدود
بدأت أعداد كبيرة من السوريين تتجمع في مخيمات ببلدات حدودية في كل من تركيا ولبنان والأردن منذ 2011. مع حلول 2015 اكتظت المخيمات بشكل كبير جدا وفي غالب الأحيان لم يكن يجد سكانها عملا يعيلون به أسرهم كما لا يستطيعون تدريس أبنائهم وهكذا قرر الناس بشكل متزايد اللجوء إلى ما هو أبعد من هذه المخيمات.
صورة من: picture-alliance/dpa
رحلة طويلة سيرا على الأقدام
في عام 2015 بدأ ما قدر بحوالي مليون ونصف مليون شخص رحلتهم من اليونان نحو أوروبا الشرقية عبر طريق البلقان مشيا على الأقدام. وإثر ذلك أصبح اتفاق شنغن، الذي يسمح بالتنقل بين معظم دول الاتحاد الأاوروبي بحرية، موضع تساؤل مع موجات اللاجئين التي كانت متجهة نحو أغنى الدول الأوروبية.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
محاولات يائسة لعبور البحر
عشرات آلاف اللاجئين كانوا يحاولون أيضا الانطلاق في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط على متن قوارب مكتظة. في أبريل 2015 غرق 800 مهاجر من جنسيات مختلفة بعد انقلاب القارب الذي كان يقلهم من ليبيا نحو سواحل إيطاليا. هذه الحادثة ليست سوى واحدة من حوادث تراجيدية أخرى، فحتى نهاية العام قضى نحو 4000 شخص غرقا وهم يحاولون عبور البحر نحو أوروبا.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
ضغط على الحدود
الدول الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي واجهت صعوبات في التعامل مع هذا الكم الهائل من الوافدين إليها. شيدت الأسوار في هنغاريا، سلوفينيا، مقدونيا والنمسا. كما تم تشديد إجراءات اللجوء وفرضت عدة دول من منطقة شنغن مراقبة مؤقتة للحدود.
صورة من: picture-alliance/epa/B. Mohai
إغلاق باب كان مفتوحا
يتهم منتقدو المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. في سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
توقيع اتفاق مع تركيا
في بدايات العام 2016، وقع الاتحاد الاوروبي وتركيا اتفاقا يتم بموجبه إرجاع اللاجئين الذين يصلون اليونان إلى تركيا. الاتفاق تعرض لانتقادات من مجموعات حقوقية. وتبعه توتر كبير بين الطرفين التركي والأوروبي عقب قرار للبرلمان الأوروبي بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
لا نهاية في الأفق
مع تنامي المشاعر المعادية للاجئين في أوروبا، تكافح الحكومات من أجل التوصل إلى حلول توافقية لمعالجة أزمة اللجوء خاصة بعد الفشل الكبير لمحاولة إدخال نظام الحصص لتوزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي. الحروب والأزمات في منطقة الشرق الأوسط لا تبدو قريبة الحل وأعداد اللاجئين الذين يموتون في طريقهم إلى أوروبا عبر البحر في تزايد.
الكاتبة: راشيل ستيوارت/ سهام أشطو