في الوقت الذي يستمر فيه اجتماعا قطبي التحالف المسيحي في برلين وميونيخ حول أزمة اللاجئين، حذرت ميركل من أن الخطوات الإحادية الجانب من قبل ألمانيا يمكن أن تضعف موقفها التفاوضي على المستوى الأوروبي.
إعلان
في تسريبات من اجتماع قيادة الحزب المسيحي الديمقراطي المنعقد في برلين بشأن سياسة الهجرة واللجوء حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الأحد (الأول من تموز/ يوليو 2018) من إضعاف موقفها في المفاوضات على مستوى الاتحاد الأوروبي، إذا ما أرادت ألمانيا فرض إجراءات وطنية إحادية الجانب بشأن أزمة اللاجئين والهجرة، حسب وكالة الأنباء الألمانية
وأضافت الوكالة أن ميركل أكدت أيضاً أنها تريد مواصلة الحوار مع حليفها الاجتماعي المسيحي البافاري. وتحدثت وسائل إعلام ألمانية عن أن رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي تساند النهج الأوروبي للمستشارة ورئيسة الحزب أنغيلا ميركل في الخلاف مع الحزب المسيحي الاجتماعي حول اللاجئين والهجرة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أن قيادة الحزب حول ميركل دعمت النتائج المحصلة في قمة الاتحاد الأوروبي ببروكسل. وحظيت المستشارة بالدعم في مواصلة نهجها الأوروبي.
وصعد الحزب المسيحي الاجتماعي قبلها من الخلاف مع ميركل حول اللجوء، إذ انتقد رئيس الحزب هورست زيهوفر بقوة نتائج القمة الأوروبية في بروكسل، واصفاً إياها بعدم الفاعلية والتطابق مع عمليات الترحيل على الحدود الألمانية التي يطالب بها الحزب المسيحي الاجتماعي.
بالمقابل نقل موقع تاغسشاو الألماني أن زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي البافاري هورست زيهوفر يلقى هو الآخر دعماً كبيراً من المشاركين في اجتماع الحزب بولاية بافاريا، رغم وصف بعض المتحدثين أن قرارات القمة الأوروبية في بروكسل الأسبوع الماضي بالناجحة.
ومن المقرر أن يتحدث زيهوفر الذي يشغل أيضاً منصب وزير الداخلية في حكومة المستشارة ميركل، في مؤتمر صحفي عن نتائج اجتماع قيادة حزبه في وقت لاحق هذه الليلة.
من جانب آخر اتهم حزب اليسار المعارض الحزب المسيحي الديمقراطي "باحتجاز جميع ألمانيا وأوروبا كرهائن في خلاف حزبي داخلي". وقالت رئاسة حزب اليسار إن زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي هورست زيهوفر "لا يهمه إيجاد حل في سياسة الهجرة أكثر ما يريد فتح الباب على مصراعيه للشعبوية اليمينية" و"للإطاحة" بالمستشارة أنغيلا ميركل.
واعتبر حزب اليسار أن زيهوفر ورئيس وزراء حكومة بافاريا ماركوس زودر يتحولان بنهجهما إلى "الذراع الطولى لحزب البديل من أجل ألمانيا".
كما أعرب وزير الاقتصاد الألماني بيتر التماير عن اعتقاده بأن الخلاف الحالي بين طرفي تحالف المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي بشأن سياسة اللجوء يتجاوز كونه خلافاً بين حزبين. وقال التماير إن الأمر يتعلق "بسمعة البلاد والقدرة على التصرف والقدرة على الحكم"، وأضاف أن هذا سيكون "خلال الأيام المقبلة هو النقطة الحاسمة".
م.أ.م/ ع.غ (د ب أ، أف ب)
ميركل وزيهوفر .. قصة خلاف معلن!
الخلاف قائم بين المستشارة أنغيلا ميركل ووزير الداخلية هورست زيهوفر منذ سنوات إلا ان الخلاف تفاقم بينهما مؤخراً. لقطات مصورة تبرز أهم مواقف الخلاف بينهما.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Hoppe
صفعة في وجه ميركل
الصدام بين الحليفين حصل لأول مرة خلال مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي في نوفمبر 2015، فبعدما شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمام المندوبين على رفضها وضع حدٍ أقصى لعدد اللاجئين، إعتلى زيهوفر المنصة ليطالب بتقنين عدد اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا. واضطرت المستشارة ميركل إلى الوقوف بجانبه طيلة 13 دقيقة وقد عيل صبرها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Hoppe
سحر البداية
ساد الإنسجام بالفعل بين الشريكين، في كانون الثاني/ ديسمبر 2013 ـ قبل أزمة اللجوء . في الصورة رؤساء الأحزاب زيغمار غابرييل (الحزب الاشتراكي الديمقراطي ) وأنغيلا ميركل ( الحزب المسيحي الديمقراطي) وهورست زيهوفر ( الحزب المسيحي الاجتماعي) يمسكون باتفاقية التحالف الموقعة لتشكيل ائتلاف حكومي كبير. وللمرة الثالثة يحكم ألمانيا تحالف من الأحزاب الثلاثة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
"سننجح في إتمام المهمة"
في نهاية أغسطس 2015، أثناء المؤتمر الصحفي الاتحادي تشرح ميركل جملتها التي طبعت فترة حكمها أكثر من أي تصريح آخر: "سننجح في ذلك". وقالت أمام الصحفيين بأن هذه الجملة كانت تحمل نبرة تشجيع واعتراف. وأن يستوعب زيهوفر ذلك بشكل مختلف، فهذا لا يُعتبر سرا. وسيعرض هذا الأخير قريبا مخططاته.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
يظهر مستعدا للمقارعة
خلال اجتماع الحزب المسيحي الاجتماعي في يناير 2016 طالب زيهوفر لأول مرة بتحديد عدد المهاجرين. وبوسع ألمانيا استقبال 200.000 لاجئ كأعلى سقف سنويا. وهذه المبادرة من قبل رئيس وزراء بافاريا السابق فاجأت ميركل. وبعدها بقليل هددت الحكومة البافارية برفع دعوى أمام محكمة الدستور الاتحادية ضد سياسة اللجوء التي تنهجها ميركل.
صورة من: Imago/L. Barth
قرع الكؤوس تيمنا بمستقبل مشترك
بمشاعر التشكيك يراقب ميركل وزيهوفر بعضهما البعض. ورغم جميع الخلافات هما يدركان تبعية بعضهما لبعض ويتقاربان مجددا بصعوبة. وفي مايو 2017 يقومان معا بحملة انتخابية داخل خيمة بيرة بافارية. إلا أن ميركل تبدو غير مقتنعة بالمبادرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
انسجام مفتعل
من خيمة البيرة إلى قاعة المؤتمرات. في ديسمبر 2017 تظهر خلال مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي صورة مختلفة عن الخلاف في 2015. زيهوفر وميركل والخصام بسبب اللاجئين يبدو وكأنه انتهى. لكن وراء الواجهة يستمر الغليان.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Gebert
في الطريق إلى محادثات تشكيل ائتلاف حكومي
مشاهد الوئام أتت بثمارها. ميركل وزيهوفر يستعدان في نهاية أكتوبر 2017 بعد الفوز بالانتخابات التشريعية لخوض محادثات تشكيل تحالف. لكنهما لا يظهران كفريق واحد في المقر الرئيسي للحزب المسيحي الديمقراطي في برلين. ولا عجب في ذلك. وانصب النقاش على سياسة اللجوء للاتحاد المسيحي بالنظر إلى تحديد سقف أعلى.
صورة من: Imago/Ipon
حكومة جديدة، فرصة جديدة
ميركل وزيهوفر أثناء تسلم المناصب. الرئيس فرانك فالتر شتاينماير يكلف في قصر "بيلفو" وزراء الحكومة الجديدة. وبالنسبة إلى الخصمين من الحزبين المتحالفين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي تلوح في الأفق فرصة بداية جديدة.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
هو يلسع وهي تسكت
بصفته وزيراً للداخلية انتقل زيهوفر من ميونيخ إلى برلين. منصبه كرئيس وزراء تولاه ماركوس زودر. ومقابل ذلك ينغص زيهوفر في العاصمة ضد سياسة ميركل حتى ولو كان ذلك أخف من السابق. ويظهر خلاف جديد لاسيما فيما يخص القوانين الجديدة الخاصة بلم الشمل العائلي للاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
مشاكس ميركل
زيهوفر يؤجل عرض "مخططه الشامل حول الهجرة" بسبب خلافات مع المستشارة. وفي الوقت الذي دعت فيه المستشارة لقمة الاندماج، التقى الزعيم البافاري مع المستشار النمساوي سباستيان كورتس الذي يشعر بأنه مقرب منه سياسيا. صدام جديد مع المستشارة. والكتل الحزبية للاتحاد المسيحي تعقد اجتماعات منفصلة.