ميركل تحضر أول قمة أوروبية بعد فشل مفاوضات تشكيل حكومة
٢٣ نوفمبر ٢٠١٧
لم يخف العديد من قادة أوروبا قلقهم بشأن الموقف في ألمانيا بعد فشل مشاورات تشكيل الحكومة، لهذه تأتي زيارة ميركل الأولى لبروكسل الجمعة بعد فشل المفاوضات فرصة لشرح موقفها من الأزمة في إطار طمأنة الشركاء الأوروبيين.
إعلان
تتوجه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل غدا الجمعة(24 تشرين ثان/نوفمبر 2017) إلى بروكسل لحضور أول اجتماع رسمي لها خارج بلادها، بعد فشل مشاورات تشكيل إئتلاف لحكومة جديدة بزعامتها أطلق عليها تسمية "ائتلاف جامايكا" بين أربعة من الأحزاب الألمانية.
وتجري ميركل خلال القمة الأوروبية في بروكسل مباحثات مع رؤساء دول وحكومات مجموعة الشركاء في شرق أوروبا.
لكن المراقبين ينتظرون بشغف كبير ما إذا كانت ميركل سوف تفصح عن كيفية مواصلة إجراءات تشكيل الحكومة في برلين أم لا، حيث أعلن العديد من السياسيين في دول الاتحاد الأوروبي عن القلق بشأن الموقف السياسي في ألمانيا.
وكان مفوض الاتحاد الأوروبي غونتر أوتينغر أعلن اليوم الخميس(23 تشرين ثاني/نوفمبر 2017) أن الحكومة الألمانية الحالية "محدودة القدرة التفاوضية"، محذرا من تعطل عدد من المشروعات الهامة بالاتحاد الأوروبي جراء ذلك.
وضرب أوتينغر أمثلة على تلك المشروعات، مثل التوسيع المزمع لنطاق العملة الأوروبية الموحدة وإصلاح قانون اللجوء وسياسة الهجرة.
كما حذر المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، كريسوف كاستانيه، بالأمس من أن ضعف موقف ألمانيا يمكن أن يمثل "ضربة قوية" للخطط الأوروبية ولفرنسا ذاتها.
وتدور مباحثات القمة الأوروبية بشأن دول الشرق بصورة أساسية حول كيفية توسيع التعاون مع ست دول من دول الشراكة في شرق أوروبا، وهي أرمينيا وأذربيجان وروسيا البيضاء وجورجيا ومولدوفا وأوكرانيا.
ولا يتوقع التوصل إلى نتائج كبيرة خلال هذه القمة، حيث لا تعتزم دول مثل ألمانيا منح عضوية الاتحاد الأوروبي حاليا لدول تأمل في ذلك مثل أوكرانيا، كما أن العلاقات مع دول مثل روسيا البيضاء ما تزال شائكة بسبب الروابط الوثيقة بينها وبين روسيا.
وعلى هامش القمة يمكن متابعة المفاوضات المتعثرة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد، حيث لا يستبعد حضور رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي القمة لإجراء مباحثات مع القادة الأوروبيين في بروكسل.
ح.ع.ح/ع.أ.ج(د.ب.أ)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)