ذكرت تقارير صحفية أن المستشارة ميركل والرئيس الفرنسي ماكرون أعربا في اتصالين هاتفيين منفصلين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قلقهما إزاء الوضع الإنساني الكارثي في إدلب السورية وطالبا بوقف فوري للعمليات القتالية هناك.
إعلان
قال مشاركان في اجتماع للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، مع زملائها المحافظين من أعضاء البرلمان، إنها أبلغتهم بتأييدها لإقامة مناطق آمنة في شمال سوريا حيث تواجه تركيا مع روسيا أزمة آخذة في التفاقم. وأضاف المصدران، وهما من البرلمان، أن ميركل انتقدت كذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرفضه المشاركة في اجتماع رباعي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهدف خفض التصعيد في سوريا. وفي وقت سابق اليوم نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الكرملين قوله إن بوتين بحث الوضع في منطقة إدلب السورية خلال اتصال هاتفي مع ميركل.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن متحدث باسم الحكومة الألمانية، اليوم الثلاثاء (الثالث من مارس/آذار)، تأكيده بأن الزعيمين أعربا عن أملهما في أن يسفر اللقاء بين بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في موسكو بعد غد الخميس، عن نتائج تؤدي إلى حل للصراع.
وذكر موقع تاغيششاو الألماني التابع للقناة الألمانية الأولى ARD أن ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعربا في اتصالين هاتفيين منفصلين مع بوتين عن قلهما إزاء الوضع الإنساني الكارثي في محافظة إدلب السورية وطالبا بوقف فوري للعمليات القتالية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمحتجين لها.
وكانت روسيا وتركيا أجرتا مفاوضات مؤخرا على مستوى وزراء الخارجية والدفاع للبحث عن مخرج للأزمة. وكانت تركيا بدأت في هجمات انتقامية ضد القوات السورية بعد أن قُتِل عشرات الجنود الأتراك في قصف من جانب القوات السورية النحكومة في إدلب شمال غربي سوريا الأسبوع الماضي.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ستواصل حربها على "الإرهاب" في سوريا إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وخلال زيارته للعاصمة الفنلندية هلسنكي، أعرب لافروف عن أمل موسكو في تحسن الوضع في إدلب بعد زيارة الرئيس التركي لنظيره الروسي، وقال لافروف إن روسيا تتفهم قلق الاتحاد الأوروبي حيال وضع اللاجئين في إدلب لكنها ستواصل حربها هناك.
في سياق متصل قال مسؤول عن الإغاثة بالأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن الاحتياجات طغت على الموارد في عمليات الإغاثة لتلبية احتياجات نحو مليون شخص فروا من القتال الأخير في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا. وقال مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، من إقليم هاتاي التركي الحدودي مع سوريا، إن المنظمة الدولية تزيد مساعداتها بعد أن اتفقت مع السلطات التركية على مضاعفة عدد الشاحنات التي ترسلها عبر الحدود إلى مئة شاحنة يوميا. وأضاف أن عدد النازحين ارتفع إلى 980 ألفا أكثر من نصفهم من الأطفال الذين يعانون الآن من الافتقار للمأوى والصرف الصحي في مناطق قرب الحدود التركية.
وتصاعد القتال في إدلب في الأيام القليلة الماضيةمع تكثيف العمليات العسكرية التركية بهدف التصدي لتقدم القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا، ومن ميليشيات تدعمها إيران، في آخر معقل للمعارضين بشمال غرب البلاد.
ع.ج.م/ف.ي ( دب أ، رويترز)
مواجهة بين أنقرة ودمشق... ساحتها إدلب
شهدت إدلب خلال الأسابيع الماضية تصعيداً عسكرياً حاداً بين النظام السوري وتركيا، مما يضع المنطقة تحت تساؤلات حول إمكانية تحول هذه المواجهة إلى منحنى أخطر، فما هي آخر التطورات بين الطرفين حتى اللحظة؟
صورة من: picture-alliance/dpa/AA/M. Said
قتلى بين الطرفين
دق كل من النظام السوري وتركيا ناقوس الخطر بعد أن ثار غضب الأخيرة لمقتل 8 أتراك؛ من بينهم خمسة جنود في قصف طال موقعين لها خلال الأسبوع الأول من الشهر الحالي، لترد أنقرة بقصف مواقع سورية موقعة 13 قتيلاً. وأسفرت الغارات السورية عن ارتفاع عدد القتلى الأتراك، ليبلغ حتى هذه اللحظة 14 شخصاً.
صورة من: picture-alliance/AA/I. Idilbi
نقاط مراقبة تحت المراقبة!
تخضع ثلاث نقاط مراقبة تركية لحصار من النظام السوري، ويشار إلى أن تركيا تملك اثنتي عشر نقطة مراقبة في إدلب، وذلك بموجب اتفاق روسي تركي يعود لعام 2018. وقد أجج الصراع على النقاط التركية المحاصرة الخلاف بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/AA
إسقاط طائرة هليكوبتر تعود للجيش السوري الحكومي
في الحادي عشر من الشهر الحالي سقطت مروحية عسكرية تابعة للنظام السوري أثناء تحليقها في سماء إدلب، مما أدى إلى مقتل عسكريين سوريين. واتهمت وسائل إعلام تركية الفصائل السورية بهذا. ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن مصدر عسكري إصابة "إحدى طائرات الهليكوبتر العسكرية بصاروخ معاد " فوق منطقة النيرب في ريف إدلب الجنوبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/G. Alsayed
تقدم على الطريق الدولي
تركز تقدم جيش النظام السوري على ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي المجاور، حيث يمر طريق "إم 5" الدولي، فارضاً سيطرته على عدة بلدات وقرى. ويشكل الطريق أهمية استراتيجية إذ يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية في حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Maher
تعزيز تركي
قامت القوات التركية بتعزيز نقاط المراقبة التابعة لها بعناصر من قوات المهام الخاصة "الكوماندوز"، وذلك وسط تدابير أمنية مشددة. تضمنت التعزيزات عربات عسكرية مختصة بالتشويش الراديوي، وسيارات إسعاف عسكرية مدرعة.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Haj Kadour
النزوح الأكبر
أدى تصاعد العنف بين الطرفين إلى موجة نزوح كبيرة، وصلت إلى 700 ألف سوري حتى اللحظة، وذلك هروباً من 200 ضربة جوية نفذها طيران النظام السوري في منطقة إدلب، كما ذكر المبعوث الأمريكي الخاص بشأن سوريا جيمس جيفري. فيما وصفتها الأمم المتحدة بـ"أسوأ موجة نزوح منذ بدء الحرب".
صورة من: Getty Images/AFP/A. Watad
وضع مأساوي!
يعاني النازحون من الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، دون مكان مبيت يأويهم، مع تعاظم الوضع المأساوي في المحافظة التي تصل نسبة النازحين فيها إلى 40% من السكان، خاصة بعد سيطرة النظام السوري على الممرات الإنسانية التي كانت تزودهم بمساعدات الطوارئ الدولية؛ بما فيها الغذاء.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Al Sayed
"على الناتو التدخل"
طالبت تركيا من خلال وزير دفاعها خلوصي آكار، بتدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" بهدف وقف هجمات قوات النظام السوري على إدلب. وكان أردوغان أعلن في وقت سابق عن "مواصلة الرد" على أي هجمات سورية، مهدداً بعملية واسعة في المحافظة إن لم تتوقف القوات السورية عن زحفها.
صورة من: DHA
البيت الأبيض: لا تدخل عسكري في إدلب
جاء الموقف الأمريكي تجاه الأزمة في إدلب عن طريق مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، والذي أكد عدم وجود نية للتدخل العسكري في المحافظة، بينما ذكرت مصادر أمريكية أخرى أن واشنطن تفكر في دعم العسكريين الأتراك عبر تقديم معلومات استخباراتية ومعدات عسكرية، مؤكدة وقوفها إلى جانب تركيا.
صورة من: picture-alliance/AP/E. Vucci
موسكو في كفة الميزان الأخرى
اعتبر دبلوماسيون روس أنّ الأحداث في إدلب تؤثر سلباً على العلاقات الروسية التركية، فيما ذكر الكرملين في عدة مناسبات سياسية أنه لا يمكن لموسكو الوقوف مكتوفة الأيدي أمام هجمات المسلحين ضد النظام السوري. إعداد مرام سالم
صورة من: picture-alliance/Zuma/Kremin Pool/E. Biyato