ميركل تدعو أردوغان لضبط النفس والتعامل بمسؤولية في سوريا
٣٠ ديسمبر ٢٠١٨
دعت المستشارة الألمانية ميركل الرئيس التركي أدروغان في اتصال هاتفي إلى التريث في التعامل مع التطورات في سوريا. وعبرت ميركل عن توقعاتها من أن "تتصرف تركيا بتحفظ وبمسؤولية إزاء الانسحاب الأمريكي من الجارة سوريا".
إعلان
أفادت وسائل إعلام رسمية في تركيا بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتفق مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في اتصال هاتفي على تعزيز الاتصال بين الجانبين بشأن سوريا بعد الانسحاب المزمع للقوات الأمريكية. وأوضحت وكالة أنباء (اناضول) التركية اليوم الأحد (30 كانون أول/ ديسمبر 2018) أن اردوغان وميركل بحثا خلال الاتصال الهاتفي أيضا قضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب.
من جانبها، قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة أشادت بالدور التركي ولاسيما في إيواء اللاجئين السوريين، وأضافت أن ميركل أبلغت الجانب التركي أنها تنتظر أن يتسم رد الفعل التركي بضبط النفس والمسؤولية على الانسحاب المعلن للقوات الأمريكية من سوريا.
وذكرت المتحدثة أن ميركل وأردوغان أكدا على أهمية العملية السياسية تحت قيادة الأمم المتحدة لتسوية الصراع في سوريا، ولفتت إلى أنه على الرغم من العمل المشترك أدى إلى تقهقر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لكنه لا يزال يمثل خطرا كبيرا.
يذكر أن تركيا وروسيا اتفقتا خلال اجتماع لوزراء الدفاع والخارجية من الجانبين أمس السبت في موسكو على التنسيق "على الأرض" في سوريا مع السعي لدحر الإرهابيين نهائيا في البلاد، وفقا لما صرح به وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس.
وكانت الحكومة الأمريكية قد أعلنت بشكل مفاجئ منذ أكثر من أسبوع سحب قواتها البرية من سوريا، وحسب تصريحات البيت الأبيض فإنه قد تم البدء بالفعل في سحب القوات مشيرا إلى أن هذه العملية يمكن أن تستمر عدة أشهر. يذكر أن هذه الخطوة من شأنها أن تغير موازين القوى في سوريا.
ح.ع.ح/ ع.خ (د.ب.أ/ أ.ف.ب)
الغائبون الحاضرون في قمة إسطنبول حول سوريا
تتجه الأنظار خلال اليومين المقبلين إلى إسطنبول، حيث تعقد قمة رباعية بشأن سوريا بين كل من تركيا، ألمانيا، فرنسا وروسيا. غير أن اللاعبين الكبار في الملف غائبون. في ما يلي أبرز الغائبين، مواقفهم و مصالحهم في الملف السوري.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Algaloud
الولايات المتحدة الأمريكية
تغيب الولايات المتحدة عن قمة اسطنبول المرتقبة، لكن دورها يبقى أساسياً في العملية السياسية الرامية لإنهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ سبع سنوات. وكان ترامب قد أعلن ان تعليق هجوم نظام الأسد على ادلب، تم بفضله، بعد تحذيره الرئيس السوري بشار الأسد. مصلحة أمريكا تكمن بالأساس في انسحاب إيران من سوريا أو على الأقل إضعاف تأثيرها على الأرض هناك.
إيران - القوة غير المرئية
بالرغم من غيابها عن قمة اسطنبول، إلا أن إيران مازالت حاضرة على الأرض في سوريا. ووفقا لتقارير عديدة لعبت إيران دوراً كبيراً في الانتصارات الاستراتيجية العديدة التي حققها الجيش السوري. إيران غائبة و حاضرة في القمة من خلال روسيا، التي عملت إلى حد الآن بالتعاون معها على ضمان بقاء الأسد. تتطلع إيران إلى تقوية حضورها والمشاركة في عملية إعادة البناء في سوريا لكن مستقبل إدلب قد يُضعف تأثيرها في سوريا.
صورة من: picture alliance/AP/dpa/Uncredited/Iranian Presidency Office
نظام الأسد
إلى جانب تناول الوضع في إدلب، يُفترض أن تفضي قمة اسطنبول إلى حل للنزاع الدائر في سوريا منذ عام 2011، وذلك يعني أن القمة ستناقش مصير الرئيس السوري بشار الأسد، المتمسك بالسلطة. وكانت أمريكا قد هددت نظام الأسد بعقوبات مشددة في حالة عرقلته الحل السياسي. فيما تعول ميركل على روسيا "للعمل على تحقيق الاستقرار في سوريا بصفتها حليفة لنظام الأسد وشريكاً لديه مسؤوليات خاصة".
صورة من: Reuters/M. Djurica
المعارضة السورية
تتناول قمة اسطنبول بالأساس الوضع في محافظة إدلب، آخر معقل للمعارضة السورية بعد سبع سنوات من الحرب، كما تتناول أيضاً تطبيق اتفاق سوتشي الروسي التركي بشأن المحافظة. وكان الهدف من هذا الاتفاق هو وقف هجوم الحكومة السورية. لكن فصائل المعارضة تخشى من أن يشكل تنفيذ هذا الاتفاق مقدمة لعودة قوات النظام إلى إدلب.
صورة من: Getty Images/AFP
مصالح الأكراد
بالرغم من تجنب الطرفين الصراع المباشر، إلا أن هناك تضارباً في المصالح بين كل من الحكومة السورية والإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد.وفيما يسعى الأكراد إلى الحصول على حكم ذاتي في دولة لامركزية، ترغب دمشق في استعادة سيطرتها المركزية بالكامل على كل مناطق سوريا.
صورة من: Reuters/R. Said
الدور السعودي
طالما لعبت السعودية دوراً متخبطاً في الملف السوري تماشيا مع مصالحها السياسية. ففي البداية دعمت الثورة السورية، لكن سرعان ما طرأ تحول مفاجئ في موقفها وأقرت بضرورة بقاء الأسد في السلطة. كما سعت للتقارب مع روسيا بهدف منع صعود الحليف الآخر إيران. تركيا كانت تراهن على دور السعودية في إعادة البناء في سوريا، غير أن قضية مقتل الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي قد تسلب الرياض هذا الدور. إعداد: إيمان ملوك