ميركل تدعو أوروبا وتركيا للالتزام باتفاق المهاجرين
٢٥ نوفمبر ٢٠١٦
أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على ضرورة التزام تركيا والاتحاد الأوروبي باتفاق اللاجئين لما فيه من مصلحة للطرفين. يأتي ذلك بعد تهديد الرئيس التركي طيب أردوغان بالسماح للاجئين بالعبور إلى أوروبا.
إعلان
قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) إنه ينبغي للاتحاد الأوروبي وتركيا الوفاء بالتزاماتهما المشتركة وذلك في محاولة لتهدئة الخلاف الذي يهدد بانهيار اتفاق وقع مؤخرا بين الجانبين لكبح الهجرة غير الشرعية.
جاءت تصريحات ميركل بعد يوم من موافقة أعضاء البرلمان الأوروبي على قرار غير ملزم بتجميد محادثات انضمام تركيا للاتحاد احتجاجا على الحملة الصارمة التي تفرضها السلطات التركية على المعارضة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو تموز.
وهدد الرئيس التركي طيب إردوغان بفتح المجال أمام موجة جديدة من المهاجرين إلى أوروبا ردا على الإجراء وقال إنه ربما يلغي اتفاقا ينص على إبقاء مئات الآلاف من المهاجرين داخل حدود بلاده مقابل مساعدات مالية وتعهد بتسريع محادثات الانضمام للتكتل الأوروبي وحرية تنقل الأتراك في أوروبا دون تأشيرات.
وقالت المستشارة الألمانية لأعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه خلال مؤتمر إقليمي في شمال البلاد "أعتقد أن اتفاق اللاجئين مع تركيا مصلحة مشتركة لكلا الطرفين." وتابعت قائلة "ولذلك نحن كأوروبيين ينبغي أن نفي بالتزاماتنا وينبغي لتركيا أن تقوم بنفس الشيء"، مضيفة أن الاتفاق ساهم في التحكم في تدفق المهاجرين ومحاربة تهريب البشر.
وتهدد هذه العاصفة الدبلوماسية بين الحكومة التركية والاتحاد الاوروبي واتاح الاتفاق الذي أبرم في آذار/مارس 2016 بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين الى أوروبا عبر الجزر اليونانية في بحر ايجه.
وتدعم معظم دول الاتحاد الأوروبي استمرار التعاون مع تركيا رغم مخاوفها بشأن سجل أنقرة في حقوق الإنسان.
هـ.د / رويترز، أ ف ب
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.