شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في حوارها الأسبوعي المصور على ضرورة اجراء حوار مفتوح بشأن إدماج اللاجئين. وأكدت ميركل على أن اللاجئين لديهم حقوق ولديهم التزامات أيضا مثل الاجتهاد في تعلم اللغة والبحث عن العمل.
صورة من: Anas Modamani
إعلان
دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى "حوار مفتوح" حول موضوع دمج اللاجئين في المجتمع، وذلك في حوارها الأسبوعي المصور عبر الانترنت اليوم السبت (25 يونيو/حزيران 2016).
وأعلنت ميركل أيضا خططا للقاء ممثلين عن الاتحادات والمنظمات الاجتماعية العاملة مع اللاجئين يوم الجمعة المقبل. وستكون المرة الرابعة التي تلتقي فيها جماعات اللاجئين. وقالت بهذا الخصوص " لن ننجح إلا بالعمل معا ".
ورغم التفاعل الايجابي بين المواطنين الألمان واللاجئين، قالت ميركل إنه لا داعي "للتطرق بشكل غير مباشر" للمسائل التي تصاحب الاندماج بما في ذلك الأفعال الإجرامية على الجانبين. وقالت إنه يجب إيضاح الحقوق والالتزامات على نحو جلي. ويجب إتباع القوانين ولابد للاجئين من بذل الجهد لتعلم اللغة وإيجاد طريق لاكتساب الرزق.
وفي سياق متصل انتقد خبراء في المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في رسالة داخلية ضعف وسائل المراقبة في ملفات اللجوء. وحسب معلومات نشرتها مجلة شبيغل الألمانية فإن الوحدة المسؤولة عن المراقبة والتأكد من صحة القرارات الخاصة بملفات اللجوء لم تفحص في السنة الماضية سوى 0,01 من قرارات الخاصة باللاجئين والتي بلغت حوالي 283 ألف قرار شملت استجوابات المحكمة والرد على طلبات اللجوء.
التحذير من خلايا إرهابية يمينية
على صعيد آخر حذر هولغر مونش رئيس هيئة مكافحة الجريمة في ألمانيا من خطر تنامي تكوين خلايا إرهابية جديدة تنتمي لليمين المتطرف في ظل تزايد الاستعداد لممارسة العنف من قبل يمينيين متطرفين ضد اللاجئين. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قال مونش إن موضوع الهجرة جعل الطيف اليميني يصل إلى أناس لم يكن لديهم قبل ذلك ميل لجرائم العنف أو لم يكونوا مصنفين كمتطرفين.
وتابع مونش أنه من غير المستبعد أن ينبثق عن تطور من هذا النوع هياكل راديكالية أو هياكل يصل بها الحال إلى أن تصبح هياكل إرهابية. يذكر أن عدد الاعتداءات على مساكن اللاجئين في ألمانيا وصل في العام الحالي إلى 568 اعتداء ووصف مونش حجم العنف اليميني بالخطير.
هـ.د/ ح.ع.ح (د ب أ، DW)
من حلب إلى بريمرهافن - متحف يعرض قصة فرار أسرة سورية
أصبحت قصص هروب اللاجئين السوررين من وطنهم إلى ألمانيا، على غرار قصة أسرة كوتو من حلب، جزءا من قصص الفرار واللجوء والهجرة التي يعرضها متحف "منزل المهاجرين" في مدينة بريمرهافن الألمانية. اخترنا بعضا من محطاتها في صور.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
صورة تذكارية من عام 2006 لعائلة كوتو: الأب خليل والأم حميدة والأطفال منان ودولوفان وأياس ونيرفانا. لا أحد منهم كان يتوقع ما ستشهده سوريا بعد سنوات فقط من ذلك التاريخ من حرب أهلية ودمار وقصص هروب ولجوء كلها معاناة وحزن.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
اتخاذ القرار بالفرار
عندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 كان خليل كوتو، وهو مهندس كهربائي، يدير فرعا لوزارة الطاقة السورية في موطنه الأصلي في مدينة عفرين، شمال غرب سوريا. ومع اشتداد الأزمة في بلاده فقد خليل عمله، كما شحَّ الماء والغذاء. وفي أبريل/نيسان من عام 2014 أصبح الوضع خطيرا جدا إلى درجة أن عائلة كوتو وجدت نفسها مجبرة على الفرار – في البداية إلى تركيا حيث تعيش أم خليل.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي تركيا باءت محاولات خليل بإيجاد عمل يوفر منه قوت أسرته بالفشل، عندها قررت العائلة في يوليو/تموز عام 2014 السفر إلى ألمانيا، بتأثير أيضا من شقيق خليل الذي كان حينها يعيش في لندن. لكن الأسرة أجبرت على قضاء الأشهر الست التي تلت قرارها بالرحيل من تركيا في أحد مراكز اللاجئين في بلغاريا. ومن هناك أخذ معه خليل هذه الملعقة كتذكار.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي دورتموند، غربي ألمانيا، كانت المحطة قبل الأخيرة في رحلة الفرار الطويلة والشاقة لعائلة كوتو، حيث قدمت هناك طلبها في اللجوء قبل أن يتم توجيهها إلى ولاية بريمن، شمالي ألمانيا. وفور وصوله إلى المدينة الساحلية حصل خليل على هدية من امرأة هي عبارة عن بنطلون من الجينز، وهو أول قطعة ملابس يحصل عليها في ألمانيا. وأخيرا وفي مدينة بريمرهافن تم إيواء الأسرة السورية في أحد المراكز المخصصة للاجئين.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
مستقبل يكتنفه الغموض
أصبحت عائلة كوتو تعيش في بريماهافن منذ خريف عام 2014. الأطفال التحقوا بمدارس، فيما يتعلم خليل وزوجته اللغة الألمانية وكله أمل في العثور قريبا على عمل. ورغم معاناتها، إلا أن عائلة كوتو تحب أن تتحدث عن ذكرياتها في وطنها سوريا. أياس مثلا، الطفل الأصغر في العائلة، جلب معه هويته الخاصة برياض الأطفال الذي كان يتردد عليه في حلب كتذكار. بيد أن لا أحد يعرف ما إذا كانت رحلتهم قد انتهت في ألمانيا...