ندّدت الحكومة الألمانية بالتوقيف "الاعتباطي" للمعارض الروسي أليكسي نافالني لدى عودته إلى بلده. واعتبرت أن هذه القضية "سترخي بثقلها" على العلاقات الثنائية وأن التوقيف حصل "في خرق لمبادئ دولة القانون"، مطالبة بالإفراج عنه.
إعلان
أدانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بشدة اعتقال المعارض الروسي أليكسي نافالني بعد عودته إلى موسكو، مطالبة بالإفراج الفوري عنه.
وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت اليوم الاثنين (18 كانون الثاني/يناير 2021) في برلين إن "السلطات الروسية ألقت القبض على ضحية هجوم بالأسلحة الكيماوية وليس مرتكبيها، لذلك تحث الحكومة الألمانية الحكومة الروسية أولا على إطلاق سراح السيد نافالني على الفور، وثانيا توضيح كامل لظروف الهجوم الكيماوي على الأراضي الروسية"، مضيفاً أن روسيا لديها كل ما تحتاجه للقيام بذلك.
وكان نافالني أقام في ألمانيا منذ آب/أغسطس الماضي للاستشفاء عقب محاولة ما قيل تسميمه في موطنه بغاز الأعصاب "نوفيتشوك". وخضع نافالني في ألمانيا لعملية إعادة تأهيل.
واتهم المعارض الروسي "فرقة اغتيال" من جهاز المخابرات الداخلية التابع لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، والتي تعمل بأوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمحاولة تسميمه باستخدام غاز أعصاب من مجموعة "نوفيتشوك" في آب/أغسطس الماضي.
وألقي القبض على نافالني في موسكو أمس الأحد بزعم عدم استيفائه لأحد شروط المراقبة لحكم سابق صدر ضده مع إيقاف التنفيذ المشروط.
وأشار زايبرت إلى أن الحكم، الذي من المفترض أن الاعتقال تم بناء على انتهاك شروط إيقافه، قد تم تصنيفه على أنه تعسفي من قبل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في عام 2017، مضيفاً أنه تم بعد ذلك الحُكم على روسيا بدفع تعويضات إلى نافالني وشقيقه، وقال: "اتهام السيد نافالني بانتهاك شروط المراقبة نتيجة حكم تعسفي ينتهك سيادة القانون".
وذكر زايبرت أن نافالني كان يتماثل للشفاء في ألمانيا منذ الهجوم عليه، وقال: "من غير المقبول تماماً اتهام السيد نافالني بانتهاك شروط إيقاف الحكم في هذه الفترة"، مضيفا أن جلسة الاستماع القضائية الخاصة بنافالني انعقدت خلال فترة قصيرة للغاية وفي مركز للشرطة صباح الاثنين.
وفي أول رد فعل أوروبي، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال مساء الأحد (17 كانون الثاني/ يناير 2021) في تغريدة أن اعتقال نافالني بعيد عودته إلى موسكو أمر "مرفوض"، داعياً الى "الإفراج الفوري" عنه.
من جهته دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السلطات الروسية إلى "احترام حقوق" أليكسي نافالني مطالباً أيضاً في تغريدة "بالإفراج عنه فوراً". وقال بوريل في تغريدته إن "تسيس النظام القضائي غير مقبول".
وفيما التزمت إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الصمت إزاء اعتقال نافالني ولم تصدر وزارة الخارجية الأمريكية على الفور أي رد فعل، جاءت الإدانة من فريق الرئيس المنتخب جو بايدن.
فقد اعتبر جايك سوليفان مستشار الأمن القومي لبايدن أنه "ينبغي الإفراج فوراً" عن نافالني. وكتب سوليفان على تويتر أن "هجمات الكرملين على نافالني ليست انتهاكاً للحقوق الإنسانية فحسب، بل إهانة للشعب الروسي الذي يريد أن يكون صوته مسموعاً".
ويشار إلى أن محكمة روسية قضت اليوم الاثنين في دعوى مستعجلة بحبس نافالني لمدة 30 يوما بدعوى انتهاك شروط حكم صدر ضده مع إيقاف التنفيذ، وانتهاكه لفترة خضوعه للمراقبة جراء إدانة سابقة. وسيسري حبس نافالني حتى الخامس عشر من شباط/فبراير المقبل، حسبما أعلنت المتحدثة باسم المعارض الروسي، كيرا يارميش.
خ.س/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.