مجددا طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تركيا بإنهاء العملية العسكرية في شمال سوريا التي تجلب معها "الكثير من المعاناة الإنسانية"، معربة عن رضاها عن إدانة كافة دول الاتحاد الأوروبي لهذه العملية.
إعلان
طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تركيا مجددا بإنهاء العملية العسكرية في شمال سوريا. وقالت ميركل اليوم الثلاثاء (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2019) عقب لقائها رئيسة الوزراء النرويجية، إرنا سولبرغ، في برلين إن هذه العملية تجلب معها "على نحو واضح الكثير من المعاناة الإنسانية".
وأعربت ميركل عن رضاها عن الإدانة الشديدة للعملية العسكرية من قبل كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورج أمس الإثنين، وقالت: "أنا سعيدة بأنه كان هناك وحدة في الموقف".
وكان المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، قد قال إن المستشارة أجرت الأحد الماضي اتصالا هاتفيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغرق نحو ساعة، مضيفا أنها ناشدت الرئيس التركي وقف العملية العسكرية، وقالت: "نعم، تركيا لديها مصالح أمنية مشروعة في المنطقة، لكن هذه العملية، التي تقوم بها الآن هناك، تهدد بتشريد قطاعات كبيرة للغاية من المدنيين... إنها تهدد بزعزعة الاستقرار في هذه المنطقة الهشة على نحو متزايد وواضح، وقد تؤدي أيضا إلى إعادة تقوية شوكة تنظيم داعش".
وذكرت ميركل اليوم أنه يتعين أيضا التحدث عن هذا الموضوع داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، المنتمية إليه تركيا. ولم تتحدث المستشارة عما إذا كان هناك عواقب محتملة داخل الناتو على تصرف تركيا.
ومن جانبها، طالبت رئيسة وزراء النرويج سولبرغ مثل ميركل بإنهاء العملية العسكرية التركية، رافضة في المقابل مطالب بإقصاء تركيا من الناتو، وقالت: "من الأفضل أن تظل لدينا في العائلة ونجري معها محادثات داخل إطار العائلة".
وكانت الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وافقت أمس الاثنين على وقف تصدير الأسلحة إلى تركيا ردا على توغلها العسكري في شمال شرق سوريا، وهو ما أدانوه لتقويضه الاستقرار الإقليمي والتسبب في معاناة المدنيين.
وأعلن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بيان التزامهم بشأن تقييد تصدير الأسلحة، تماشيا مع التعهد الأوروبي القائم بمنع تصدير السلع العسكرية التي من شأنها أن تساهم في عدم الاستقرار الإقليمي.
وفي سياق متصل انتقد أولاف شولتس نائب المستشارة الألمانية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعدم التنسيق قبل قراره فرض عقوبات على تركيا وقال إن الاتحاد الأوروبي يدرس خياراته وينبغي أن يتخذ موقفا موحدا.
وقال شولتس خلال مقابلة مع رويترز "من المهم أن ننسق إجراءاتنا على المستوى الدولي، هذا هو أهم شيء في هذا الموقف. وهذا ينطبق كذلك على الاتحاد الأوروبي". وتابع أن التصعيد العسكري في سوريا يتعين أن يتوقف وأضاف أن ألمانيا لن تجيز أي صادرات سلاح لتركيا في الوقت الراهن.
وأعلن ترامب أمس الاثنين فرض مجموعة عقوبات على تركيا بعد أسبوع من تغيير سياسته وسحب قوات أمريكية مما مكن تركيا من مهاجمة حلفاء واشنطن في شمال سوريا.
ع.ج.م/ ص. ش ( د ب ا، رويترز)
اجتياح تركيا للشمال السوري – تنديد دولي ونزوح الآلاف وسط تزايد العنف
فيما نددت أغلب دول العالم باجتياح الجيش التركي لمناطق شمال سوريا وسط تزايد العنف ونزوح السكان، أعلن وزير الدفاع القطري تأييده للعملية، كما نقلت وكالة الأنباء التركية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.
أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".
صورة من: Getty Images/AFP/A.Altan
في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP
أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.
صورة من: Reuters/T. Zenkovich
نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى أي خطوات بشأن العملية العسكرية في الاجتماع الذي انعقد أمس الخميس، بيدْ أن التوقعات برسم خارطة طريق دولية كانت منخفضة قبل الاجتماع نظراً لانقسام المجلس منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua/L. Muzi
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" إزاء استمرار الهجوم التركي، مضيفاً في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "في الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا". ج.أ