دافعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن حل وسط توصلت إليه مع شقيقها الأصغر في التحالف المسيحي، الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، بشأن تشديد سياسة اللجوء، مطالبة في الوقت نفسه بحلول أوروبية مشتركة في سياسة اللجوء.
إعلان
ميركل: استمرارية الاتحاد الأوروبي تتوقف على كيفية التعامل مع ملف الهجرة
00:22
قالت المستشارة أنغيلا ميركل اليوم الأربعاء (الرابع من يوليو/ تموز 2018) خلال جلسة نقاش في البرلمان الألماني "بوندستاغ" حول موازنة عام 2018 أن التعامل مع قضية الهجرة واللجوء سيحدد استمرارية الاتحاد الأوروبي، موضحة أن القضية بحاجة إلى حلول مقبولة قانونياً وواقعية وتتسم بالتضافر.
وأضافت ميركل: "يتعين تحقيق المزيد من الضبط في كافة أنواع الهجرة، حتى يصبح لدى المواطنين انطباع بسيادة القانون والنظام". وقالت ميركل: "الحكومة الألمانية تعمل على ذلك"، مشيرة إلى أن موازنة عام 2018 لا تتضمن ديونا جديدة، موضحة أن الهدف هو "تحسين التضافر المجتمعي". وأكدت ميركل أن ألمانيا ليس بمقدورها تشكيل مصيرها إلا على نحو مشترك مع دول أخرى، وقالت "الأمر يتعلق بقرارات المسار الذي سيجرى اتباعه خلال هذه الأعوام"، مشيرة في ذلك إلى قضايا المناخ والاقتصاد والبيئة، وقالت: "مستقبل ألمانيا مرتبط للغاية بمستقبل النظام العالمي".
وذكرت ميركل أنه رغم تضارب المصالح تم الاتفاق خلال قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي عبر مناقشات طويلة على أن التعامل مع المهاجرين واللاجئين ليس مسألة تخص دول بعينها في أوروبا، بل "مهمة تخص الجميع". وأوضحت ميركل أن سياسة اللجوء ينبغي أن تتضمن لذلك إجراءات داخلية إلى جانب التعاون الأوروبي، مشيرة إلى أنه لا يجوز أن ينتقي اللاجئون ببساطة الدول التي يريدون إتمام إجراءات لجوئهم فيها.
مسائيةDW: ماذا بعد التوصل لاتفاق أوروبي بشأن الهجرة واللجوء؟
36:42
This browser does not support the video element.
وذكرت ميركل أنه تم بالفعل الاتفاق مع اليونان على إعادة اللاجئين المسجلين لديها مباشرة من عند الحدود، على أن تسمح ألمانيا في المقابل باستقبال مهاجرين من اليونان في إطار إجراءات لم شمل أسر اللاجئين، مضيفة أنه سيجرى إبرام اتفاقيات مماثلة مع دول أخرى، في إشارة إلى أن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر يعمل على إجراء مفاوضات حول هذا الشأن.
وأشارت ميركل إلى تراجع عدد لاجئي القوارب الوافدين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط بنسبة 95 بالمائة، مؤكدة في الوقت نفسه ضرورة تعزيز حماية الحدود الخارجية الأوروبية.
وفيما يتعلق بخطط توسيع وكالة حماية الحدود الأوروبية "فرونتكس"، قالت ميركل: "ألمانيا ستقوم بإسهامها في ذلك". وذكرت ميركل أن مهمة "صوفيا" الأوروبية لمكافحة تهريب البشر عبر البحر المتوسط ساهمت في تعزيز خفر السواحل الليبي. تجدر الإشارة إلى أن الكثير من المهاجرين واللاجئين ينطلقون من ليبيا للتوجه إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
وفي إشارة على ما يبدو إلى منظمات الإغاثة التي تعمل على إنقاذ المهاجرين من البحر المتوسط، قالت ميركل: "عندما يكون هناك الآن خفر سواحل ليبي بإمكانه التصرف على نحو أفضل باستمرار، فإنه يتعين في هذه الحالة الالتزام أيضا بالقانون الدولي"، موضحة أن هذا ينطبق على كل من يقوم بمهام في هذه المنطقة.
وتواجه منظمات الإغاثة النشطة في البحر المتوسط ضغوطاً متزايدة خلال أداء مهامها، كما تواجه قواربها صعوبات في العثور على موانئ أوروبية للرسو فيها.
ح.ز (د.ب.أ)
قائمة طويلة.. ساسة وقفوا في طريق ميركل يوما ما!
كان المستشار الراحل هلموت كول عرابها وأبوها الروحي. عينها وزيرة للأسرة وهي في سن الـ 36 عاما. كان قادة الحزب الديمقراطي المسيحي في البداية يتهكمون منها، لكن حدث عكس ذلك. إذ غادر كثيرون منهم ميدان العمل السياسي وبقيت هي.
صورة من: AP
النظرة المتكلمة: هلموت كول
بماذا توحي هذه الأعين؟ مودة؟ أو شعور مثل :"لن أغفر لك ذلك أبدا!". في خضم فضيحة التبرعات التي عانى منها الحزب المسيحي الديمقراطي طالبت الأمينة العامة السابقة ميركل الحزب "بعدم خوض المعركة بحصانه القديم". وبهذا بات الرئيس الفخري للحزب المسيحي الديمقراطي هلموت كول، هنا خلال جلسة للحزب المسيحي الديمقراطي 2012، منتهيا سياسيا.
صورة من: Reuters
على يمينها: رولاند كوخ
البعض ممن تحدثوا داخل الاتحاد المسيحي عن أوقات أفضل يربطون الحلم مع هذا الرجل الجدي من ولاية هسن. إنه رئيس وزراء هسن السابق رولاند كوخ، الذي كان يُعتبر في الحزب المسيحي الديمقراطي كأبرز شخصية قيادية محافظة. ويبدو أنه كان يملك شبكة قوية داخل الاتحاد. بيد أن ميركل تقدمت عليه دون مثل هذه الشبكات.
صورة من: picture-alliance/dpa
الإرادة السياسية: فريدريش ميرتس
نعم السيد ميرتس. كان شخصا واعدا داخل الحزب المسيحي الديمقراطي. كان من المؤكد أن يصبح وزيرا للمالية وربما أيضا مستشارا لألمانيا. رجل ذو وعي حاد وشبكة اتصال داخل الاتحاد المسيحي. لكن ميركل جردت رئيس كتلة الاتحاد المسيحي (ميرتس) في البرلمان من سلطاته في 2001.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
لقد طردته فعلا: نوربرت روتغن
هنا (في الصورة) يتقدم الرئيس يواخيم غاوك (يمين لم يعد في المنصب) والمستشارة أنغيلا ميركل (يسار دوما في منصبها) مع وزير البيئة المجبر على الاستقالة نوربرت روتغن وسط قصر بيلفو (قصر الرئاسة). روتغن أخطأ حين حمّل ميركل جزءا من المسؤولية عن خسارته في انتخابات ولاية شمال الراين فيستفاليا، أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان. روتغن كان مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي لرئاسة حكومة الولاية.
صورة من: dapd
كان يثرثر حتى النهاية: غيرهارد شرودر
عندما خسر غيرهارد شرودر الانتخابات في 2005 كان يأمل في أن يرفض حزبه الاشتراكي الديمقراطي الدخول في مشاورات حول تشكيل ائتلاف كبير مع حزب ميركل وبقيادتها. "هل تظنين أن حزبي سيتحالف معك"؟ هكذا خاطبها شرودر في برنامج حواري تلفزيوني عشية ظهور نتائج الانتخابات. لكن بعد شهرين من هذه الواقعة كان عهد شرودر قد انتهى لتصبح هي أول مستشارة في تاريخ ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Finck
تدبير السلطة: فولفغانغ شويبله
من الذي كان سيشكل خطرا على ميركل، ربما فولفغانغ شويبله. كول لم يدع "ولي العهد" يمر إلى السلطة. وبعد التعرض لاعتداء والإصابة بالشلل النصفي كان التورط في فضيحة التبرعات عام 2000 يعني بالنسبة إليه كرئيس الحزب والكتلة النيابية نهاية مشواره السياسي. وعينته ميركل وزيرا للمالية، والآن رئيسا للبرلمان "البوندستاغ".
صورة من: picture alliance/AP Photo/M. Meissner
فاتورة مفتوحة: إدموند شتويبر
البافاريون. في هذه الأيام يمكن لنا متابعة رئيس الوزراء السابق إدموند شتويبر كيف ينتقد بقوة سياسة اللجوء المتبعة من ميركل في برامج حوارية. ربما لم ينس زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري السابق كيف فرض نفسه خلال فطور مشترك في 2002 ضد أنغيلا ميركل كمرشح الاتحاد المسيحي للمستشارية، إلا أنه خسر الانتخابات أمام شرودر بفارق ضئيل. ولم يقبل لاحقا أن يكون وزيرا في حكومتها.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
على الطاولة مع الرئيسة: هورست زيهوفر
بافاري آخر. هورست زيهوفر قبل منصب وزير الداخلية في حكومة ميركل والجلوس معها كرئيسة على طاولة مجلس الوزراء. تلك السيدة التي أهانها علنا في 2015 خلال مؤتمر للحزب المسيحي الاجتماعي. لكن من له هذا النوع من الوزراء لم يعد في حاجة إلى خصوم. ماذا يريد زيهوفر؟ لاجئين أقل؟ ميركل أقل؟
صورة من: Reuters/H. Hanschke
مارتن شولتس، هل نسيتموه؟
ماذا هل نسيتموه؟ مارتن شولتس (يمين) خسر بفارق كبير الانتخابات البرلمانية كمرشح لمنصب المستشار عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في 2017، ولم يرغب في البداية في العمل مع ميركل ثم رفض العمل بدونها ـ وفي النهاية خرج خالي الوفاض، لأن حزب لم يعد يتحمل هذا التأرجح. والآن يجلس شولتس في البرلمان ويشاهد المستشارة وهي تمارس الحكم.
صورة من: Getty Images/C. Koall
كان صديقا لكنه لم يعد كذلك: دونالد توسك
هنا تتحدث ميركل إلى رئيس المجلس الأوروبي البولندي دونالد توسك (يمين). وظل توسك، الذي تألق لاحقا في بروكسل بدعم ألماني طوال فترة طويلة حليفا مهما لميركل. ويبدو أنه اختار مؤخرا الابتعاد، بل إنه، ولو صحت تقارير المراسلين، حاول أن يجهض من الخلف محاولات ميركل لتحقيق حل أوروبي في أزمة اللجوء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Macdougal
يينس شبان، احتواء "منافس"؟
يينس شبان: سياسي من الحزب المسيحي الديمقراطي، ونائب برلماني ووزير صحة ومحافظ ـ وفي المجموع (كما كتبت ذلك وكالة الأنباء الألمانية منذ 2016): "منافس للمستشارة". ميركل قررت، في خطوة مفاجئة ضم شبان إلى تشكيلة الحكومة وكلفته بوزارة الصحة. ويرى المراقبون أنها أرادت بذلك "احتواءه".