بعد أقل من 48 ساعة على منع تركيا نواباً ألمان من زيارة جنود بلادهم في قاعدة قونية، أصرت المستشارة الألمانية على حق النواب بالقيام بتلك الزيارة رافضة أي مساومة في هذا الشأن. من جانبه دعا حلف الناتو البلدين لتسوية القضية.
إعلان
أعربت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، عن إصرارها على حق النواب الألمان في زيارة جنود بلادهم في قاعدة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بقونيه التركية. وفي ردها على سؤال عن مساومة سياسية محتملة مع أنقرة، أوضحت ميركل، اليوم الأحد (16 تموز/يوليو 2017)، أن حكومة بلادها سترفض مثل هذه المساومة "بالقطع"، مؤكدة في مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (ARD) أنه لا يوجد في هذا الموضوع "مادة للتفاوض".
ويشار إلى أن تركيا ألغت أول أمس الجمعة زيارة كان نواب ألمان يزمعون القيام بها، غداً الاثنين، لجنود بلادهم المتمركزين في قاعدة قونيه للمشاركة في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وقد ترك إلغاء الزيارة أثره على العلاقات الثنائية المتأثرة بقوة في الوقت الراهن بين برلين وأنقرة.
وقالت ميركل: "الأمر برمته مؤسف، مؤسف تماماً"، وأكدت أن حق الزيارة لا مساس به "وهذا واضح تماماً، وتابعت أنه يجب إلقاء نظرة على الوضع العام. وأكدت ميركل على أن نواب البرلمان الألماني لهم بطبيعة الحال الحق في زيارة الجنود، وقالت إنه ليست الحكومة الألمانية وحدها هي التي ستتحدث مع تركيا بل إن حلف الناتو سيتحدث مع تركيا أيضاً. وطالبت ميركل بأن تتم المحادثات في هدوء مضيفة أنه يجب انتظار هذه المحادثات قبل استخلاص أي استنتاجات.
ومن جانبه، حث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، وزيري خارجية تركيا وألمانيا على حل الخلافات بشأن الزيارات لقاعدتين جويتين في تركيا. وقال حلف شمال الأطلسي إن ستولتنبرغ اتصل بوزيري الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، والتركي، مولود جاويش أوغلو، يوم الجمعة كي يطلب منهما تسوية الخلاف. وقال متحدث باسم الحلف "نأمل أن تتمكن ألمانيا وتركيا من التوصل لموعد للزيارة يرتضيه الطرفان".
يشار إلى أن تركيا كانت قد انتقدت بشدة حصول ضباط أتراك في أعقاب محاولة الانقلاب على حق اللجوء في ألمانيا، وقالت ميركل إنها لا تعرف بمطالب لتركيا مثل طلب تسليم هؤلاء الضباط على سبيل المثال، وشددت على أن قضية منح حق اللجوء في ألمانيا، وحق زيارة النواب "ليس لهما أي علاقةب البعض أبدا".
وكانت توترات كبيرة قد سادت أيضاً بين أنقرة وبرلين على خلفية حق البرلمانيين الألمان في زيارة جنود بلادهم في قاعدة أنجيرليك التركية، ولما لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق في هذا الموضوع، فقد بدأ الجيش الألماني في الانسحاب من هذه القاعدة، والتوجه إلى قاعدة "الأزرق" الأردنية بالقرب من الحدود الجنوبية لسوريا.
خ.س/أ.ح (د ب أ، رويترز)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.