رفضت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الاتهامات التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى نواب في البرلمان الألماني من أصول تركية بعد قرار الاعتراف بوقوع إبادة جماعية للأرمن إبان الإمبراطورية العثمانية.
إعلان
قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الثلاثاء (السابع من حزيران/يونيو 2016 ) في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في برلين إن "الاتهامات والتصريحات الصادرة عن الجانب التركي (للنواب الأتراك من أصول تركية) أعتبرها غير مفهومة".
ويذكر أنه بعد تبني البرلمان الألماني لقرار الاعتراف بوقوع إبادة جماعية للأرمن من قبل الإمبراطورية العثمانية قبل 100 عام، وجه أدروغان اتهامات لنواب البرلمان الألماني المنحدرين من أصول تركية بأنهم يعملون كأذرع ممتدة لحزب العمال الكردستاني المحظور المصنف كتنظيم إرهابي. وطالب أردوغان بإجراء "فحص دم لهؤلاء النواب في المختبر من أجل التحقق من أصولهم التركية".
بدورها انتقدت وزارة الخارجية الألمانية بشدة تصريحات أردوغان، موضحة أنه تم استدعاء القائم بالأعمال في السفارة التركية في برلين إلى مقر وزارة الخارجية حيث تم "التوضيح" بأن التصريحات الأخيرة تجاه برلمانيين ألمان "اعتُبرت غير مفهومة".
في غضون ذلك أعربت المستشار الألمانية عن "ارتياعها" جراء الانفجار الذي وقع في إسطنبول والذي أودى اليوم الثلاثاء بحياة 11 شخصا من رجال الشرطة وأربعة مدنيين وتسبب في جرح 36 شخصا.
وقالت ميركل إنه من المحزن أن يضطر 11 شخصا لدفع حياتهم ثمنا للكراهية التي يكنها الإرهابيون وعماهم عن الحقائق مضيفة: "تقف ألمانيا إلى جانب تركيا أينما كانت هناك حرب على الإرهاب". وأكدت ميركل أنه لا يمكن أن يكون هناك شيء يبرئ هذه الوحشية.
م.أ.م / أ.ح (د ب أ، رويترز)
مذابح الأرمن.. تشابهت المواقف واختلفت التصريحات
بدأت قبل مائة عام في الدولة العثمانية عملية "إبادة جماعية" ضد المسيحيين الأرمن. وفيما يتسع الاعتراف الدولي بالمذابح وبوصفها بـ"إبادة جماعية"، تمتنع تركيا ولغاية اليوم عن وصفها بذلك.
صورة من: Auswärtiges Amt
لم تستخدم ألمانيا تعبير "إبادة جماعية" من قبل مراعاةً لتركيا، لكن الرئيس غاوك استخدم هذه المفردة على هامش إحياء الذكرى المئوية لما قام به العثمانيون، ملمحاً إلى مسألة تحمل بلاده آنذاك جزءا من المسؤولية.
صورة من: Reuters/F. Bensch
البابا فرنسيس وصف أيضاً الجرائم ضد الأرمن بالإبادة الجماعية. لتكون المرة الأولى التي يصرح فيها رئيس للكنيسة الكاثوليكية بمثل ذلك. وأضاف البابا، بعد الاعتراضات التركية الشديدة على تصريحاته، بأنه "لا يمكننا أن نصمت وأن لا نتكلم عن الذي شاهدناه وسمعناه".
صورة من: Solaro/AFP/Getty Images
أما الحكومة التركية فرفضت الاعتراف بالمذابح كـ"جريمة إبادة جماعية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: نشارك آلام أطفال وأحفاد الأرمن، الذين فقدوا بعد تهجيرهم القسري في سنة 1915.
صورة من: picture-alliance/AA/Ahmet Dumanli
الأمم المتحدة، وعلى لسان الأمين العام بان كي مون، تحدثت عن "أعمال شنيعة" و"جريمة ضد الإنسانية". ورفض مون تشكيل لجنة جديدة لبحث الموضوع تاريخيا من قبل الأمم المتحدة. ودعا بان البلدين (تركيا وأرمينيا) إلى مواصلة حوارهما.
صورة من: Andrew Burton/Getty Images
أعضاء البرلمان الأوروبي وقفوا دقيقة صمت، إحياء لذكرى مذابح الأرمن. وقدموا بعدها مذكرة طالبوا فيها تركيا بالاعتراف بالمذابح على أنها "إبادة جماعية".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
موضوع "مذابح الأرمن" تخطى السياسة إلى الموسيقى والفن. ورغم أن مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الشهيرة تمنع التلميحات السياسية من قبل المشاركين، إلا أن أرمينيا دفعت هذا العام بفرقة موسيقية ستغني أغنية تحمل عنوان "Face the Shadow"، والتي تحمل رسالة سياسية تقول "لا تنكر".
صورة من: Ruzanna Pilosyan_ Head of Press / Armenia, ESC 2015 Armenian
وأوضح دانييل ديمير، رئيس تجمع الآراميين في ألمانيا، بأنه "لو لم تتصرف تركيا بعناد هكذا تجاه هذه القضية، لكانت عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي حدثت بشكل أسرع".
صورة من: BVDAD
الرئيس الروسي بوتين لم يعلق رسميا على الموضوع، ولم يقرر لغاية الآن فيما إذا كان سيشارك في احتفالية إحياء الذكرى المائة لمذابح الأرمن، في العاصمة الأرمينية يريفان. الكاتب: ريشارد أ. فوكس/زمن البدري