في موقف يتعارض مع تصريحات وزير خارجيتها، رفضت المستشارة ميركل فرض حظر كامل على تصدير الأسلحة لتركيا شريكتها في الناتو. ميركل أقرت بوجود قيود على المبيعات لكنها في المقابل اعتبرت تركيا حليفا مهما في المعركة ضد "داعش".
إعلان
أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن رفضها لوقف تصدير السلاح بشكل عام إلى تركيا. وفي تصريحات إذاعية، قالت ميركل اليوم الثلاثاء (12 أيلول/ سبتمبر2017): "نحن نقرر في كل حالة على حدة ما الذي نصدره من بضائع التسليح"، ولفتت إلى أنه في حالة تركيا فإن الأمر يتعلق بدولة عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأكدت زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي أن زيادة تقييد صادرات السلاح كانت مطبقة بالفعل "ومع ذلك فنحن في حرب مشتركة ضد داعش وضد الإرهاب الإسلاموي"، وأضافت أن بلادها في حاجة إلى التعاون مع تركيا في القضايا الأمنية. وتابعت المستشارة الألمانية حديثها قائلة إنه "على الرغم من كل الاختلافات السياسية فلابد من وضع هذه الأمور في الاعتبار".
وكان زيغمار غابرييل وزير الخارجية الألماني ونائب المستشارة قد أعلن مساء أمس الاثنين عن تجميد معظم صادرات السلاح الألماني إلى تركيا مرجعا ذلك إلى تصاعد حدة الخلافات بين أنقرة وبرلين.
وردت الحكومة التركية على ذلك قائلة إن تعليق تصدير السلاح الألماني إليها من شأنه أن يضعف الحرب على الإرهاب، حسب ما ذكر وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي عمر جيليك. وأضاف الوزير التركي خلال زيارة له للعاصمة البريطانية أن بلاده تستخدم السلاح الألماني في الحرب على الجماعات الإرهابية، مثل تنظيم ما يسمى "بالدولة الإسلامية" (داعش) أو حزب العمال الكردستاني (PKK).
وحذر الوزير التركي من أن "إضعاف مكافحة تركيا للإرهاب يعني أيضا إضعاف أمن ألمانيا وأوروبا"، حسب تعبيره، لافتا إلى أن الحكومة الألمانية عليها أن تفرق بين السجالات السياسية ومواضيع الأمن. وقال جيليك إنه ينصح وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل بالتوازن في تصريحاته التي يدلي بها في الحملة الانتخابية.
ويتزامن هذا السجال مع الإعلان عن اتفاق تركي روسي تحصل بموجبه أنقرة على سلاح روسي من نوع النظام الدفاعي الصاروخي "س ـ 400"، حسب ما نقلت وكالات الأنباء التركية. كما أكد الكرملين الثلاثاء أن روسيا وتركيا وقعتا عقدا تشتري بموجبه أنقرة نظام الدفاع الصاروخي من طراز "س ـ 400" روسي الصنع.
وكانت وسائل إعلام تركية نقلت في وقت سابق اليوم عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده دفعت بالفعل مقدما لروسيا لحساب شراء أنظمة الصواريخ، وذلك رغم معارضة شركاء تركيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وقلق الولايات المتحدة من التقارب التركي الروسي.
ح.ع.ح/ أ.ح (د.ب.أ، رويترز)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)