ميركل تستجيب لطلب الاشتراكيين بإعادة النظر في قضية ماسن
٢١ سبتمبر ٢٠١٨
بعد انتقادات حادة، طلبت زعيمة الاشتراكيين نالس من المستشارة ميركل إعادة النظر في قضية ترقية رئيس المخابرات الداخلية، هانس ـ غيورغ ماسن، إلى منصب سكرتير دولة بوزارة الداخلية. والمستشارة توافق على تقييم القضية مجددا.
إعلان
أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنها ستلتقي خلال نهاية الاسبوع بشركائها في الائتلاف الحاكم، الذي يضم أيضا إلى جوار حزب ميركل الحزبين المسيحي الاجتماعي البافاري والاشتراكي الديمقراطي، للتشاور بشأن مستقبل رئيس الاستخبارات الداخلية (حماية الدستور) هانس ـ غيورغ ماسن، وإيجاد حل للمشكلة الدائرة حوله.
وقالت ميركل مساء اليوم الجمعة أمام الصحفيين في ميونيخ إن الأطراف ترغب في إيجاد "حل مشترك ودائم للمشكلة بحلول نهاية الأسبوع".
وكانت زعيمة الحزب الاشتراكي اندريا نالس قد وافقت في اجتماع ثلاثي يوم الثلاثاء الماضي، بحضور المستشارة ميركل وزعيم الحزب الاجتماعي المسيحي البافاري ووزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر، على حل وسط لقضية ماسن، عبر نقله من منصب رئاسة الاستخبارات الداخلية إلى منصب آخر. لكن وزير الداخلية فاجأ الجميع وأمر بترقية ماسن إلى منصب سكرتير دولة بوزارة الداخلية، ما أثار غضب الاشتراكيين ومعظم المعارضة السياسية داخل وخارج البرلمان.
وواجهت نالس انتقادات وضغوطا كبيرة من قاعدة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومن قيادات الحزب ما دفعها إلى توجيه رسالة إلى ميركل وزيهوفر طلبت فيها بضرورة إعادة النظر في قضية ترقية ماسن. وكتبت نالس في رسالتها الموجهة إلى ميركل وزيهوفر "دخلنا الحكومة الحالية بهدف استعادة الثقة المفقودة لدى الناخبين. لكن قرار نقل ماسن من منصبه وترقيته إلى منصب أعلى، أثار غضب المواطنين وساهم في زيادة فقدان الثقة بالأحزاب المشاركة في الحكومة، لذلك اعتبر القرار خاطئا ويجب إعادة النظر في القضية".
وردت المستشارة سريعا على طلب نالس، حيث قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة شتيفان زايبرت إن المستشارة ترى أنه أمر صحيح ومعقول إعادة تقييم القضية المطروحة على بساط البحث بهدف الوصول إلى حل يرضي الأطراف المعنية.
من جانبه، أعلن هورست زيهوفر وزير الداخلية الألماني ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري أنه لا يستبعد إجراء جولة مشاورات جديدة مع المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل ورئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي أندريا نالس، بشأن مصير رئيس الاستخبارات الداخلية ماسن. وقال زيهوفر اليوم الجمعة لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) "أعتقد أن جولة جديدة من المشاورات سيكون لها أهميتها، إذا كان الحل بالتراضي بين الأطراف ممكنا، وهو ما يتم التفكير فيه الآن". وأضاف زيهوفر أن رؤساء الأحزاب الثلاثة تشاوروا معا هاتفيا بهذا الشأن.
ح.ع.ح/ف.ي (د.ب.أ)
هزات ومطبات وضعت حكومة ميركل في عين العاصفة
فترة مخاض استمرت ستة أشهر وجهود مضنية بذلت قبل أن ترى حكومة ميركل الحالية النور في آذار/ مارس من العام الحالي. غير أن المصاعب لم تتوقف عند ذلك. جولة مصورة تسلط الضوء على أبرز المحطات التي وضعت الائتلاف الحاكم على المحك.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
مخاض عسير ومولود ضعيف
شهدت الانتخابات التشريعية في أيلول/ سبتمبر 2017 تراجعاً لحزب المستشارة وحليفها البافاري وللحزب الاشتراكي الديمقراطي. في حين دخل حزب البديل اليميني الشعبوي البرلمان للمرة الأولى وبقوة. أدى هذا مع الخلاف حول قضايا أساسية كالهجرة، إلى فشل ميركل في تشكيل ائتلاف حاكم مع حزبي الخضر والحزب الليبرالي وبعد ذلك الاضطرار للدخول في ائتلاف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومنح الأخير وزرات سيادية.
صورة من: picture-alliance/AP/M. Sohn
فيديو كيمنتس
بعد التظاهرات المعادية للمهاجرين نفى رئيس هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) هانس غيورغ-ماسن وجود عمليات "مطاردة جماعية" لأجانب، مع أن ميركل أدانتها. كما ادعى ماسن أن فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الشأن، وشكك في صحته بينما كان التسجيل حقيقياً. وتعليقاً على كلامه، قال الحزب الاشتراكي الديمقراطي إن ماسن "ألحق ضرراً كبيراً بالثقة في أجهزة الأمن"، بسبب تدخله في الشأن السياسي.
صورة من: twitter.com/AZeckenbiss
"اتصالات" مع حزب البديل
ذكر حزب اليسار أنه يشتبه بوجود "اتصالات" بين ماسن وحزب البديل اليميني الشعبوي، مشيرا إلى الاشتباه في أن يكون ماسن قد أعطى نصائح لرئيسة حزب البديل السابقة، فراوكه بيتري، عام 2015 بشأن كيفية تجنب الخضوع لمراقبة هيئة حماية الدستور. واتهم الحزب ماسن بـ"وضع" يده الحامية فوق حزب البديل. وبالمثل ينظر الحزب الاشتراكي بعين الشك والريبة للقاءات ماسن أكثر من مرة مع ممثلين عن الحزب الشعبوي.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pilick
"ترقية" ماسن
أثار الاتفاق بين زعماء الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم بشأن إقالة ماسن (55 عاماً)، من منصبه وترقيته إلى منصب سكرتير دولة في وزارة الداخلية موجة انتقادات واسعة في الأوساط السياسية في برلين. وجاءت الانتقادات حتى من داخل الائتلاف الحاكم ومن المعارضة ممثلة بأحزاب اليسار والخضر والديمقراطي الحر (الليبرالي). ويذكر أن ماسن مثل زيهوفر انتقد سياسة ميركل في ملف اللجوء.
صورة من: Getty Images/M. Tantussi
الشريك يهدد بنفاد صبره
حذر رالف شتيغنر، نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الاتحاد المسيحي بقيادة ميركل وزيهزفر من أن "ما تبقى من صبر لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي تجاه الائتلاف الحكومي الموسع تضاءل للغاية". أما رئيس منظمة الشباب في الحزب الاشتراكي، كيفين كونيرت، فقد وصف قرار ترقية ماسن "بالصفعة في الوجه"، موجها انتقادات لاذعة لقيادة حزبه متهما إياها بانتهاج سياسة "الاسترضاء".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
زيهوفر يلوح بالاستقالة
في خطوة مفاجئة أعلن وزير الداخلية الألماني ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي هورست زيهوفر (68 عاماً) في الأول من تموز/يوليو الماضي عزمه تقديم استقالته من منصبه كوزير للداخلية احتجاجا على سياسة ميركل في ملف الهجرة واللجوء، ما أثار شكوكاً حول مستقبل الائتلاف الحكومي. جاء ذلك في اجتماع مغلق لحزبه في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/P.Kneffel
حل "توافقي"
جمّد زيهوفر استقالته في انتظار محادثات جديدة مع ميركل. وبعد شد وجذب توصل الطرفان لاتفاق ينص على إقامة مراكز عبور على حدود ألمانيا مع النمسا، للاجئين الذين تم تسجيلهم في دولة أخرى عضو في الاتحاد الأوروبي. وتوافق الطرفان على أن يتم رد هؤلاء اللاجئين انطلاقاً من هذه المراكز إلى الدول التي تم تسجيلهم فيها. ميركل بدت راضية بـ "الحل الوسط الجيد".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
"إصلاح" النظام التقاعدي
في "عقد الائتلاف" تم الاتفاق على إصلاح نظام التقاعد، غير أن أزمة ما لبثت أن انفجرت في نهايات شهر آب/ أغسطس قبل أن تعود الأطراف الثلاثة للحوار والتوصل لاتفاق بشأن التقاعد والمساعدات الاجتماعية. عندها قال رئيس كتلة الاتحاد المسيحي في البرلمان فولكر كاودر(في الصورة يسار) "يمكننا أن نبرهن أننا من يحكم هذه الدولة". مهما يكن من الأمر لم تكن هذه الأزمة حادة مثل الآنفة الذكر.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
"تردي" شعبية الحزب البافاري قبل الانتخابات
قبل أقل من شهر على الانتخابات المحلية في ولاية بافاريا أظهر استطلاع للرأي حصول الحزب (الاتحاد المسيحي الاجتماعي) في الولاية على نسبة تأييد 35 بالمائة فقط، وهي أقل بكثير من نسبة 47.7 بالمائة التي حصل عليها في انتخابات عام 2013. ويحكم الحزب الولاية منذ أكثر من 70 عاما، ويكافح حاليا للدفاع عن أغلبيته المطلقة في البرلمان المحلي في مواجهة التحدي الذي يشكله حزب "البديل من أجل ألمانيا". إعداد: خالد سلامة