ميركل تسعى وراء "كل صوت" وشولتس "يقاتل" حتى آخر دقيقة
٢٣ سبتمبر ٢٠١٧
قبل أقل من 24 ساعة على موعد إجراء الانتخابات الألمانية، يواصل المرشحون الرئيسيون سعيهم لكسب أصوات الناخبين، خصوصا المترددين منهم. ميركل شددت على أن "كل صوت" مهم لها فيما قال منافسها شولتس إنه "سيقاتل حتى آخر دقيقة".
إعلان
توجهت المستشارة أنغيلا ميركل (63 عاما) اليوم السبت (23 أيلول/سبتمبر 2017) إلى مقر حملتها ببرلين وقالت لأنصارها "كل صوت له قيمة" في سعيها لولاية رابعة بعد 12 عاما من حكم ألمانيا. ومن المقرر أن تتوجه ميركل فيما بعد إلى دائرتها الانتخابية بشرق ألمانيا. لكنها لم تختر المناطق الأسهل حيث قررت الذهاب إلى غرايسفالد التي هزم فيها حزبها أمام حركة "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي في الانتخابات المحلية العام الماضي.
فيما روج مارتن شولتس، المنافس على منصب المستشار، لتغيير الحكومة في بلاده لتصبح تحت قيادته. وخلال مسيرة في مدينة آخن غربي ألمانيا، قال زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي: "سنقاتل حتى الدقيقة الأخيرة". وأضاف الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي: "أعتقد أنكم جميعا تشعرون بذلك، والمسألة هنا تتعلق بالكثير من الأمور"، مشيرا إلى أن من الضروري تشكيل حكومة سلم اجتماعي، والحيلولة دون نجاح حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي.
كوادريغا - نهاية السباق الانتخابي: أي ائتلاف سيقود ألمانيا؟
56:00
بيد أن فرص شولتس لا تبدو جيدة، إذ أن حزبه حصل في الاستطلاعات التي أجريت أمس الجمعة على نسبة تراوحت بين 21 إلى 22%، فيما حصل تحالف ميركل المسيحي على نسبة تراوحت بين 34 إلى 36%، وحصل حزب البديل على نسبة تراوحت بين 11 إلى 13%، واليسار على نسبة بين 9.5 إلى 11% والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) على نسبة بين 9 إلى 9.5% والخضر على نسبة بين 7 إلى 8%.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تشويشا على المستشارة أثناء تجمعاتها الانتخابية من مجموعات صغيرة من أنصار اليمين الشعبوي تتهمها بفتح ألمانيا في 2015 لمئات آلاف طالبي اللجوء معظمهم من المسلمين. ولكون الفوز شبه محسوم لميركل فإنها ستجد نفسها إثره أمام تحدي تشكيل ائتلاف حاكم. فقد استبعدت الحكم مع حزبي اليسار والبديل اليمين الشعبوي. والخيار الأسهل نظريا هو الاستمرار في التحالف مع الاشتراكيين الديمقراطيين. بيد أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي المهدد في وجوده يمكن أن يختار الانتقال إلى المعارضة.
والخيار الآخر الممكن لميركل هو التحالف مع الحزب الديموقراطي الحر (ليبرالي) إضافة إلى الخضر. لكن الخلافات بين انصار البيئة والليبراليين حول مستقبل الديزل أو ملف الهجرة قد تجعل إدارة التحالف أمرا بالغ التعقيد. كما أن الزعيم الجديد للحزب الليبرالي كريستيان ليندنر (38 عاما)، الذي يعارض بشدة مثلا مقترحات الرئيس الفرنسي بإصلاح منطقة اليورو، يبدو شريكا صعبا لأنغيلا ميركل. كما ستجد ميركل نفسها أيضا أمام تحديات دولية عديدة بينها بالخصوص علاقاتها الصعبة مع دونالد ترامب وفلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان.
ز.أ.ب/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
كيف تمول الأحزاب الألمانية حملاتها الانتخابية؟
لوحات الدعاية للمرشحين في الشوارع والمؤتمرات الانتخابية والشرح المفصل لبرامج الأحزاب، كلها أمور تكلف الأحزاب مبالغ طائلة. فمن أين تأتي الأحزاب الألمانية بالمال اللازم لتمويل حملاتها الانتخابية؟
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
اعتماد كبير على التبرعات
تلعب التبرعات –بالإضافة لدعم الدولة الذي تحصل عليه جميع الأحزاب الأخرى- دوراً مهماً في تمويل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي ترأسه المستشارة أنغيلا ميركل. وبلغت التبرعات التي حصل عليها الحزب في عام 2017 وحده، أكثر من مليوني يورو. أما تكاليف الحملة الانتخابية للحزب لانتخابات 2017 فقدرت بنحو 20 مليون يورو، وفقا لبيانات الحزب نفسه.
صورة من: Reuters/F. Bensch
سرية تكاليف الحملة الانتخابية
أما حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي (الحزب البافاري)، الشقيق الأصغر للحزب المسيحي الديمقراطي، والذي يشكل معه ما يعرف بـ"الاتحاد المسيحي"، فلم يكشف عن تكلفة حملته الانتخابية لأسباب استراتيجية داخله. لكن توقعات الخبراء، التي تعتمد على حملة الحزب الأخيرة في عام 2013، تشير إلى أن تكلفة الحملة الانتخابية هذا العام تقدر بنحو تسعة ملايين يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
الحزب الاشتراكي يكسب أموالاً بنفسه
تكلفة الحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي خلال انتخابات عام 2013، تفوقت على كافة الأحزاب الأخرى وبلغت تحديداً 23 مليون يورو. وارتفعت إلى 24 مليون يورو خلال الحملة الانتخابية الحالية. وبدلا من الاعتماد بشكل كبير على التبرعات، يكسب الحزب الاشتراكي بنفسه أموالاً من خلال المشاركة في مؤسسات مختلفة، وهو ما يدر على الحزب سنوياً نحو مليوني يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
اعتماد أساسي على التبرعات
الحزب الديمقراطي الحر هو الآخر يعتمد بشكل كبير على التبرعات مثل الحزب المسيحي الديمقراطي، وتلقى الحزب خلال العام الجاري وحده، أكثر من 1.5 مليون يورو من كبار المتبرعين. ورغم قلة ميزانية الحملة الانتخابية للحزب مقارنة بالأحزاب الأخرى، والتي بلغت نحو خمسة ملايين يورو، إلا أن حملة الحزب هذا العام جذبت الاهتمام بشكل واضح.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Gollnow
حملة انتخابية بأقل تكلفة ممكنة
ميزانية الحملة الانتخابية لحزب الخضر كانت ضئيلة أيضا مقارنة بأحزاب أخرى، إذ بلغت هذا العام، بناء على أقوال الحزب ذاته، نحو 5.5 مليون يورو، مقارنة بنحو خمسة ملايين يورو خلال انتخابات 2013.
صورة من: picture alliance / dpa
أعضاء الحزب يمولون حملته الانتخابية
اختلاف واضح في طريقة تمويل حزب "اليسار"، الذي لا يعتمد على التبرعات وإنما على مساهمات الأعضاء، والتي تشكل نحو 34 بالمئة من مصادر دخل الحزب. وأنفق "اليسار" نحو 6.5 مليون يورو على الحملة الانتخابية لهذا العام، مقارنة بنحو 4.5 مليون يورو خلال انتخابات 2013.
صورة من: DW/P. Böll
حيلة مذهلة- بيع الذهب لأجل المال!
ابتكر حزب البديل من أجل ألمانيا، طريقة جديدة لتمويل نفسه، تعتمد على بيع الذهب للأعضاء بالحزب؛ بحجة أن الذهب أكثر أمناً من اليورو، الذي يعارضه الحزب أصلاً. وحصل الحزب من خلال عمليات البيع – التي تم منعها مؤخراً- على نحو مليوني يورو، تستخدم في تمويل الحملة الانتخابية، التي تشير تقديرات إلى أنها بلغت نحو ثلاثة ملايين يورو.
صورة من: DW/M. Sileshi Siyoum
تبرع غير مباشر
في الوقت نفسه يحقق الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، مكاسب أيضا من خلال "الرعاية". فعن طريقها تحصل أحزاب على دعم مالي من شركات ومؤسسات، يتمثل في توفير مساحات للوحات الدعاية والإعلان للحزب. ينتقد الكثيرون غياب الشفافية في هذه الطريقة. ويتخلى حزب "اليسار" تماماً عن فكرة "الرعاية"، التي تلعب دورا محدودا بالنسبة لأحزاب أخرى مثل الخضر والديمقراطي الحر (الليبرالي).
صورة من: picture-alliance/F. May
مبلغ مقابل كل صوت!
تشارك الدولة أيضا في تمويل الحملات الانتخابية، لكن بعد انتهاء الانتخابات، إذ يحصل كل حزب على مبلغ معين (83 سنتاً) مقابل كل صوت يحصل عليه في الانتخابات. وهي طريقة يمكن للأحزاب من خلالها تعويض تكلفة الحملات الانتخابية. اعداد: تابيا برونته/ ابتسام فوزي