ميركل تتوجه إلى إسرائيل اليوم لإجراء مشاورات حكومية
٣ أكتوبر ٢٠١٨
تتوجه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل برفقة عدد كبير من وزرائها اليوم إلى إسرائيل لإجراء مشاورات حكومية. ومن المقرر أن تشمل المشاورات، التي ستجرى الخميس، كافة القطاعات الوزارية بين البلدين.
إعلان
ستتركز المشاورات الحكومية الألمانية الإسرائيلية هذا العام على قضايا متعلقة بالسياسة الخارجية والأمنية إلى جانب قضايا إقليمية. وستشارك المستشارة أنغيلا ميركل يوم غد (الخميس الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2018). ومن أبرز نقاط الخلاف التي سيجرى التطرق لها خلال المشاورات، الاتفاق النووي مع إيران الذي انسحبت منه الولايات المتحدة على نحو منفرد بترحيب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويتهم نتنياهو ميركل بانتهاج سياسة ناعمة تجاه إيران.
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تسعى مع دول أوروبية أخرى لإنقاذ الاتفاق النووي الذي تم إبرامه عام 2015. ومن المنتظر أن تتطرق المشاورات أيضا إلى سياسة الاستيطان الإسرائيلية المثيرة للجدل في المناطق الفلسطينية. ويحث الاتحاد الأوروبي وألمانيا باستمرار على إجراء محادثات سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بغرض الوصول إلى حل الدولتين.
ومن المتوقع أن يعرب الجانب الإسرائيلي خلال المشاورات عن قلقه إزاء تزايد معاداة السامية في ألمانيا. تجدر الإشارة إلى أن هذه سابع مشاورات تجرى بين الحكومتين الألمانية والإسرائيلية منذ بداية عام 2008 ومنذ مطلع عام 2017 أرجأت ميركل المشاورات الحكومية مع إسرائيل لأجل غير مسمى احتجاجا على ما يبدو على سياسة الاستيطان الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية.
ومن المقرر أن تحصل ميركل خلال زيارتها لإسرائيل على الدكتوراه الفخرية من جامعة حيفا. وتشيد الجامعة بأسلوب القيادة الذي تنتهجه المستشارة، والذي يقوم على المساواة والحرية وحقوق الإنسان.
من جانبه، أعرب السفير الإسرائيلي في برلين جيرمي يسسخروف عن قلقه إزاء العنف المعادي للسامية في ألمانيا. وقال "كل واقعة أو نشاط أو هجوم ذي خلفية معادية للسامية يثير قلقنا"، مستشهدا على ذلك بالهجوم على مطعم يهودي خلال أحداث الشغب اليمينية المتطرفة في مدينة كمنيتس الألمانية. وأضاف يسسخروف: "معاداة السامية أمر مذموم بالنسبة لنا أيا كان مصدره- من اليسار أو اليمين أو من أي توجه سياسي آخر، أو من أوروبيين أو مهاجرين". وفي المقابل أعرب يسسخروف عن رضاه بإدانة الحكومة الألمانية للاعتداءات المعادية للسامية، وقال "إنها ليست مجرد مشكلة تخص اليهود أو الإسرائيليين، بل المجتمع الألماني بأكمله. لذلك يتعين على المجتمع الألماني التصدي لها ككل".
ح.ز/ س.ك (د.ب.أ)
تركيا والعالم العربي.. علاقات تتأرجح بين الصداقة والعداوة
تشترك تركيا مع الدول العربية في موضوع الدين الإسلامي، فضلاً عن القرب الجغرافي، وتقارب الرؤى في ملف النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، لكن علاقات تركيا مع العرب ليست وردية تماماً، خاصة في فترة رجب طيب أردوغان.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
الإمارات - التوتر الكبير
تمثل الطريقة التي رد بها أردوغان على وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، عندما وصفه بالمثير للشفقة، ردا على نشر الإماراتي تغريدة تتهم فخر الدين باشا بسرقة سكان المدينة النبوية، صورة عن الخلافات الجوهرية بين أنقرة وأبو ظبي. يختلف الجانبان على الإسلام السياسي، وعزل محمد مرسي، والأزمة الخليجية، كما تتهم وسائل إعلام تركية الإمارات بالمساهمة في تدبير الانقلاب الفاشل، وهو ما تنفيه أبو ظبي.
صورة من: picture alliance/Photoshot
السعودية - تنافس صامت تروّضه المصالح
يسود تنافس صامت بين تركيا والسعودية على زعامة العالم الإسلامي، كما يختلفان في ملفيْ الإسلام السياسي والأزمة الخليجية، زيادة على أن السعودية لا يروق لها استمرار علاقات طهران وأنقرة. إلّا أن الطرفين يحرصان على استمرار شراكتهما الاقتصادية، إذ توجد خطط برفع التبادل التجاري بينهما إلى 20 مليار دولار، كما يحرص الطرفان على الإشادة ببعضهما، كما لو أنهما يرغبان بتفادي الوصول إلى توتر سيؤثر سلبا عليهما معا.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/K. Ozer
قطر- الحليف الموثوق في الخليج
أظهر وقوف أردوغان مع قطر إبّان اندلاع أزمة الخليج قوة تحالف الطرفين. أردوغان دافع عن قطر في وجه اتهامات الإرهاب وأرسل إليها مساعدات غذائية في الأيام الأولى للأزمة. الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية متعددة بين الجانبين، خاصة وأن قطر زوّدت تركيا بالغاز بعد تدهور علاقة الأخيرة بروسيا. الجانبان تشاطرا الموقف ذاته في موضوع عزل محمد مرسي وكذا في سوريا، ولهما علاقات قوية مع تيارات الإسلام السياسي.
صورة من: picture alliance/dpa/abaca/Dha
الجزائر- الغاز يذيب الخلافات
تختلف وجهات النظر بين تركيا والجزائر بشأن الملف السوري، فالجزائر مازالت تحتفظ بعلاقاتها مع نظام بشار الأسد، إلّا أن الجزائر تحاول بالمقابل الإبقاء على علاقات ديبلوماسية مع غالبية القوى. من هنا تُفهم علاقتها مع تركيا التي تستفيد من استثمارات كبيرة في التراب الجزائري، منها أكبر مصنع للنسيج في إفريقيا، كما تأتي الجزائر على رأس الدول العربية في تزويد تركيا بالغاز المسال.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Images/Pool Presidential Press Service/K. Ozer
المغرب - علاقة هادئة دون تشنج
ظن متتبعون أن قرار المغرب برفع رسوم الاستيراد على سلع الملابس التركية سيؤثر سلبا على علاقة الجانبين المرتبطين باتفاقية للتبادل الحر، إلّا أن ذلك لم يحصل، فالاستثمار التركي لا يزال يتدفق على المغرب. حافظ أردوغان على علاقة مثمرة مع الرباط، خاصة مع اتخاذ هذه الأخيرة إجراءات ضد مدارس فتح الله غولن في ترابها، وهو ما تفاعلت معه أنقرة بمنع ندوة كانت مقرّرة للجماعة المغربية المعارضة، العدل والإحسان.
صورة من: picture alliance/AA
مصر - عداء بسبب الإخوان
العداء واضح بين أنقرة والقاهرة منذ عزل مرسي، إذ لا يزال أردوغان يقول إن عبد الفتاح السيسي صعد إلى الحكم عبر الانقلاب على الشرعية، واصفا إياه بـ"الطاغية"، بينما ترّد القاهرة أن أردوغان هو أكبر داعم لما تصفه بـ"إرهاب الإخوان". تنطلق أسباب العداء من رفض أردوغان للتدخل العسكري في الشأن السياسي، خاصة مع تاريخ بلاده مع الانقلابات العسكرية، فضلاً عن التقارب الإيديولوجي بين إسلاميي تركيا وإسلاميي مصر.
صورة من: picture-alliance/dpa
العراق- مد وجزر
توترت علاقتهما عام 2016 بعد وصف العراق استمرار وجود القوات التركية في شمال البلاد بالاحتلال، ووصل التوتر حدّ استدعاء السفيرين. لكن البلدين يدركان أن ما يجمعهما أكبر، خاصة تخوفهما من تنامي النفوذ الكردي، ورغبتهما تحقيق شراكة فعلية تستفيد من الحدود المشتركة بينهما. لذلك وقع تقارب جديد مؤخرا، من شأنه استمرار وصول السلع التركية إلى العراق، وتقوية التعاون المائي، واستمرار تصدير النفط العراقي إلى تركيا.