ميركل تشارك في مؤتمر الأمم المتحدة حول الهجرة في مراكش
٩ ديسمبر ٢٠١٨
بعد تصويت البرلمان الألماني لصالح ميثاق الأمم المتحدة للهجرة، قررت المستشارة ميركل أن تشارك شخصيا في المؤتمر المخصص للتصديق عليه في مراكش. في المقابل ألغي لقاؤها المقرر مع الملك محمد السادس بناء على رغبة الجانب المغربي.
إعلان
وصلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الأحد (التاسع من كانون الأول/ ديسمبر 2018) إلى المغرب للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للهجرة بمدينة مراكش. وتم إلغاء اللقاء، الذي كان مزمعا إجراؤه بعد فترة قصيرة من وصولها مع
العاهل المغربي الملك محمد السادس، وذلك بناء على رغبة الجانب المغربي.
المغرب طلب تأجيل اللقاء إلى يوم غد الاثنين ونقل مكان انعقاده إلى العاصمة الرباط وذلك لأسباب تتعلق بجدول مواعيد الملك الذي لم يتمكن من القدوم إلى مراكش. بيد أن الموعد المقترح ليس مناسبا للمستشارة الألمانية لارتباطها بالمشاركة في جلسة البرلمان الأخيرة هذا الأسبوع قبل عطلة أعياد الميلاد.
وفي المقابل، ستحضر المستشارة مأدبة عشاء مساء اليوم مع رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني، وذلك كما كان مخططا في برنامج الزيارة وستتناول محادثات الجانبين مطالب الجانب المغربي الداعية إلى تقديم المزيد من الدعم الأوروبي في التعامل مع المهاجرين.
وستلقي ميركل كلمة صباح يوم غد الاثنين أمام مؤتمر الأمم المتحدة للتصديق على ميثاق الأمم المتحدة للهجرة المثير للجدل، قبل أن تعود إلى برلين.
يذكر أنه بهذا الميثاق سيتم للمرة الأولى إقرار توجيهات عالمية لتحسين التغلب على مشكلة الهجرة عالميا، وتتضمن الوثيقة الأممية 32 هدفا سيتم على أساسها تحسين السياسة الدولية المتعلقة بالهجرة من أجل التصدي للهجرة غير الشرعية وغير المنظمة ومن أجل جعل الهجرة أكثر أمانا للإنسان.
وعلى الرغم من أن الميثاق لا يمثل إلزاما قانونيا للدول التي قبلته كما أنه يؤكد صراحة على سيادة الدول الأعضاء، فإن هناك بعض الدول التي تتخوف على سيادتها الوطنية من هذا الميثاق.
وكانت العديد من الحكومات قد أعلنت عن رفضها للميثاق في الأسابيع الماضية وبينها حكومات الولايات المتحدة الأمريكية والمجر والنمسا والتشيك وبولندا وبلغاريا وأستراليا وسلوفاكيا وإسرائيل، وكانت الحكومة البلجيكية قد انهارت علىإثر خلاف حول الميثاق.
وحسب تعريف المنظمة الدولية للهجرة، فإن المهاجرين هم كل الأشخاص الذين يغادرون محل إقامتهم بغض النظر عن الأسباب التي دعت لهذا وبغض النظر عن المدة التي سيمكثونها وبغض النظر عن كون هذه المغادرة تمت طوعا أو كرها.
وكانت إحصائيات الأمم المتحدة في 2017 أفادت بأن عدد المهاجرين وصل إلى 258 مليون شخص على مستوى العالم.
يشار إلى أن البرلمان الألماني ـ بوندستاغ ـ كانت قد صوت بأغلبية مريحة لصالح الميثاق الأممي للهجرة، الذي اعترض عليه نواب حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي.
م.أ.م/ أ.ح (د ب أ)
الهجرة غير الشرعية.. مواقف وأوضاع شركاء أوروبا بشمال أفريقيا
تكثف دول الاتحاد الأوروبي مؤخراً مساعيها من أجل كبح جماح الهجرة غير الشرعية نحو أراضيها، وذلك من خلال عقد شراكات وثيقة مع دول شمال أفريقيا، لكن كيف هي أوضاع ومواقف هذه الدول من أزمة اللاجئين والهجرة غير الشرعية؟
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
مصر: بلد عبور يثير القلق
في السنوات الأخيرة تحولت مصر إلى أحد بلدان العبور إلى أوروبا المثيرة للقلق. ولا توجد أرقام دقيقة من جانب السلطات المصرية عن أعداد اللاجئين والمهاجرين السريين، الذين انطلقوا من السواحل المصرية على متن قوارب الصيد. لكن بحسب الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، فقد انطلقت عام 2016 نحو ألف سفينة تهريب بشر من مصر. كما شكلت مصر كابوساً للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
مصر: موقف متحفظ
أثار قرار إقامة مراكز لجوء أوروبية في دول شمال افريقيا، بينها مصر انتقادات المنظمات الحقوقية التي تعنى بشؤون اللاجئين، و تتهم هذه المنظمات نظام عبد الفتاح السيسي بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأبدت مصر عن موقف متحفظ إزاء إقامة أوروبا مراكز لاستقبال اللاجئين على أراضيها. في المقابل يُشاع أن مصر تسعى للدخول في مساومة مع أوروبا لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل مساعدات مالية.
صورة من: DW/M. Hashem
ليبيا: هاجس بدون حل
تعد ليبيا واحدة من أهم دول عبور المهاجرين واللاجئين السريين نحو أوروبا. ظلت موجة الهجرة المتدفقة من هذا البلد تمثل هاجساً للزعماء الأوروبيون، الذي لم ينجحوا لحد الآن في إيجاد حل له. في عام 2008 اُبرم اتفاق أوروبي ليبي لمكافحة الهجرة مقابل 500 مليون دولار. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد تنبأ بتدفق ملايين المهاجرين لأوروبا وطالب آنذاك بروكسل بدفع خمسة مليارات يورو سنويا لليبيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
ليبيا: موقف رافض
في عام 2017 وصل حوالي 150 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر المتوسط. و من أجل كبح جماح هذا التدفق اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على خطة جديدة وكان أهم مقترحاتها إقامة مراكز خارجية لاستيعاب المهاجرين في دول شمال أفريقيا. وقوبل هذا المقترح الأوروبي بالرفض من أغلب دول شمال أفريقيا، بينها ليبيا، التي أعلنت رفضها لأي إجراء يتعلق بإعادة المهاجرين السريين إليها.
صورة من: AP
تونس: ارتفاع عدد الرحلات غير الشرعية
بالرغم من تشديد الحكومة اليمينية الشعبوية في إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي من استقبال قوارب المهاجرين ومراكب المنظمات الناشطة لإنقاذ المهاجرين في البحر، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت موجة رحلات هجرة غير شرعية انطلقت من السواحل التونسية باتجاه ايطاليا. فبحسب أرقام للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، فإن 3811 مهاجرا تونسيا سري وصلوا السواحل الإيطالية هذا العام حتى نهاية آب/أغسطس.
صورة من: DW
تونس: رفض معسكرات المهاجرين
لا يختلف موقف تونس عن موقف دول شمال أفريقيا الرافضة لقرار تقديم الاتحاد الأوروبي المزيد من الدعم المالي لدول شمال أفريقيا مقابل المساعدة في التصدي للهجرة غير الشرعية من خلال إقامة معسكرات للمهاجرين.
صورة من: dapd
الجزائر: أكبر دول المنطقة
الجزائر هي أكبر دول منطقة شمال افريقيا، التي يعبرها المهاجرون باتجاه البحر المتوسط نحو أوروبا. ولا توجد إحصاءات رسمية جزائرية بشأن عدد المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين، غير أن تقريرا نشرته في عام 2015 منظمة "ألجيريا ووتش" (غير حكومية)، استنادا إلى الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، وضع الجزائر في المرتبة التاسعة بين الدول المصدرة للهجرة غير الشرعية عبر الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي .
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Batiche
الجزائر ترفض مراكز الاستقبال
تتعاون الجزائر مع الاتحاد الأوروبي في ملف الهجرة غير الشرعية، وذلك عن طريق إعادة المهاجرين السريين القادمين من دول جنوب الصحراء إلى وطنهم، إذ رحلت خلال الأربع والخمس سنوات الماضية حوالي 33 ألف مهاجر و لاجئ أفريقي إلى بلدانهم بجنوب الصحراء. كما ترفض الجزائر من جانبها بناء مراكز لإيواء المهاجرين الأفارقة على أراضيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
المغرب: عودة الهجرة بقوة
عرفت السواحل الإسبانية هذا العام تدفقاً لما يعرف بـ "قوارب الموت" التي تنطلق من الطريق البحرية بين إسبانيا والمغرب والجزائر. فمن أصل 74.501 مهاجرسري وصلوا أوروبا بحراً، استقبلت إسبانيا لوحدها حوالي 43 بالمئة منهم (32.272)، وذلك في الفترة بين الأول من كانون الثاني/ يناير و12 أيلول/سبتمبر 2018، ممّا يجعلها الوجهة الأولى للهجرة السرية عبر البحر الأبيض المتوسط.
صورة من: picture alliance/AP Photo
المغرب: حسابات سياسية ومالية
منذ سنوات يحاول الاتحاد الأوروبي إبرام اتفاق مع المغرب بخصوص عودة المهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء. ولكن المغرب يرفض ذلك لأسباب سياسية ومالية، أهمها أن ذلك يتعارض مع مسعى المغرب لتقوية علاقاته مع الدول الأفريقية جنوب الصحراء، والاستفادة منها اقتصادياً من خلال شراكات تجارية، وأيضاً لدعم موقف المغرب في النزاع حول الصحراء الغربية.