قالت المستشارة ميركل في كلمة لها أمام البرلمان التونسي إن "تونس تمضي في طريقها ويمكن أن تعول على دعمنا"، مشيدة بتجربة تونس الديمقراطية، ومؤكدة أن أوروبا وألمانيا يرغبان بالتعاون بشكل أكبر "مع تونس ومع حكومة قوية".
إعلان
أشادت المستشارة أنغيلا ميركل بتجربة تونس الديمقراطية، لكنها شددت في نفس الوقت على أهمية الاستمرار في الإصلاحات بدعم من ألمانيا وشركائها. وجاءت كلمة المستشارة ميركل اليوم الجمعة (الثالث من آذار/ مارس 2017) في البرلمان التونسي، لتركز مرة أخرى على دعم الديمقراطية الناشئة في إنعاش اقتصادها العليل وتوفير فرص عمل وبرامج للشباب، بهدف تعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتصدي لنزيف الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط.
وقالت المستشارة الألمانية: "الطريق كان صعبا لتونس ومتعثرا، وأدى في نهاية المطاف إلى وضع دستور بديل. لكن هذا ليس نهاية المطاف. يجب على تونس التغلب على التحديات الكثيرة". وأضافت ميركل "تونس تمضي في طريقها ويمكن أن تعول على دعمنا".
وأشارت في كلمتها أيضا إلى أن "الاتحاد الأوروبي يريد التعاون بشكل أكبر مع تونس ومع حكومة قوية". كما شددت المستشارة الألمانية على أهمية التعاون بشكل أكبر في مكافحة الإرهاب، حيث قالت في كلمتها "يتعين أن نشحذ طاقاتنا ونوحد جهودنا لمكافحة الإرهاب"، مشيرة إلى أن "تحسن الاقتصاد يسحب البساط من تحت التطرف واليأس الذي يدفع (الشباب) للهجرة عبر المتوسط".
وأوضحت ميركل استعداد ألمانيا في توظيف خبرتها في النظام الاتحادي والحكم التشاركي ومساعدة تونس في تعميم تجربة التعليم المزدوج الذي يمزج بين الدراسة والممارسة العملية، بجانب تأهيل البنوك والبنية التحتية. وقالت إن تونس لديها طاقات اقتصادية ويمكن أن تتطور بمساعدة شركائها. وأوضحت ميركل أيضا في كلمتها أنه ستتم دعوة الرئيس التونسي إلى اجتماع دول السبع، لمناقشة مسائل ترتبط بالأمن والاقتصاد. كما أشارت إلى أن قمة الدول العشرين ستركز على إفريقيا وعلى الاقتصاد والبنية التحتية في القارة.
وكانت المستشارة ميركل قد قالت إن تونس وافقت على استعادة 1500 مهاجر تونسي ممن رفضت ألمانيا طلباتهم للجوء بعد هجوم نفذه تونسي على سوق لعيد الميلاد في برلين أودى بحياة 12 شخصا.
وكانت ميركل أبلغت المسوؤلين في تونس إنها تريد تسريع وتيرة عمليات الترحيل لطالبي اللجوء الذين رفضت طلباتهم بعد أن قاد أنيس العامري المؤيد لتنظيم الدولة الإسلامية شاحنة ونفذ بها الهجوم في ديسمبر/ كانون الأول.
ع.خ/ ص.ش (د ب ا)
أنيس عامري.. رحلته من مجرم صغير في تونس ونهايته كإرهابي في أوروبا
أكدت السلطات الإيطالية مقتل أنيس عامري، المشتبه به في تنفيذ اعتداء برلين، الذي قتل فيه 12 شخصا. عامري كان قد هرب بسبب الأوضاع الاقتصادية وبسبب عقوبة جنائية في تونس قبل سبع سنوات، فيما "تطرف لاحقا وصار إرهابيا في أوروبا."
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Police Handout
أكدت السلطات الإيطالية رسميا اليوم الجمعة (23 كانون الأول/ ديسمبر 2016) مقتل أنيس عامري المشتبه به في تنفيذ الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين، في اشتباك مع الشرطة في مدينة ميلانو.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniele Bennati/B&V
مصطفى عامري والد أنيس أمام منزل العائلة. أنيس من مواليد عام 1992 وهو مولود في حي حشاد بمنطقة الوسلاتية التابعة لولاية القيروان. وقال مسؤول أمني تونسي إن له أخا واحدا وأربع شقيقات. كما ذكر أن أنيس عامري أوقف مرات عدة بسبب المخدرات قبل الثورة، التي أطاحت مطلع 2011 بنظام زين العابدين بن علي.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
بسبب تاريخها الإسلامي تعد القيروان عاصمة روحية لتونس. وفيها الجامع الكبير، الذي أسسه عقبة بن نافع. لكن المدينة تحولت في الأعوام الأخيرة إلى مركز للسلفيين المتشددين في تونس. واندلعت مصادمات في سنة 2013 بين الشرطة ومؤيدي جماعة "أنصار الشريعة" المتشددة في القيروان، بعد أن منعت السلطات التونسية ملتقى سنويا تعقده الجماعة في المدينة ويحضره الآلاف منهم.
صورة من: picture alliance/AP Photo
غادر أنيس تونس في سنة 2009، وبحسب أخيه عبد القادر، هرب أنيس من الفقر في تونس وكان "يريد بأي ثمن تحسين الوضع المادي لعائلاتنا التي تعيش تحت خط الفقر كأغلب سكان الوسلاتية." وذكر عبد القادر عامري أن أنيس حكم عليه في تونس بالسجن 4 سنوات بسبب إدانته في جرائم سرقة وسطو.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
وذكرت صحف إيطالية أن أنيس أعلن أنه قاصر عندما قدم طلب اللجوء وتم ارساله إلى مركز لاستقبال اللاجئين القصر في مدينة كاتانيا في جزيرة صقلية. وفي 24 تشرين الأول/ اكتوبر 2011 أُوقف مع ثلاثة من مواطنيه بعد حرقهم مدرسة، وحكم عليه بالسجن لأربع سنوات، وأمضى عقوبته في كاتانيا ثم في عدة سجون في صقلية. ولأنه لم يكن من المساجين المنضبطين، لم ينل أي خفض لمدة عقوبته وأمضي فترة العقوبة بالكامل في السجون.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
بعد خروجه من السجن سنة 2015 أُرسل إلى مركز لتحديد هويته وصدر بحقه قرار طرد من إيطاليا. وقالت صحيفة "ميلانو" إن إجراءات تحديد الهوية الضرورية لترحيله "لم تقم بها السلطات التونسية ضمن المهل القانونية"، ما يفسر اضطرار ايطاليا "للإفراج عنه". ومن ثم دخل ألمانيا وقدم فيها طلبا للجوء في تموز/ يوليو 2015. واشتبهت الشرطة الألمانية باتصاله بالتيار السلفي، وتم تصنيفه كـ "شخص خطر."
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundeskriminalamt
كان أنيس يخضع للتحقيق منذ آذار/ مارس الماضي، كُلِّفت به نيابة برلين بتهمة "الإعداد لعمل إجرامي خطير يشكل خطرا على الدولة." لكن التهم أسقطت لغياب الأدلة الكافية، ومن ثم توقفت مراقبته في أيلول/ سبتمبر الماضي. وأمضى أنيس عامري وقته متنقلا في مختلف أنحاء ألمانيا، لإخفاء أثره على ما يبدو.
صورة من: REUTERS
وأشارت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية إلى أن الشاب التونسي كان على علاقة مع عراقي يبلغ 32 عاما، مشهور باسم أحمد عبد العزيز عبد الله ولقبه "أبو ولاء". وأوقف "أبو ولاء" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي إلى جانب أربعة شركاء آخرين لتشكيلهم شبكة تجنيد لصالح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بحسب النيابة الاتحادية الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/Al Manhaj Media
فيما قال رالف ييغر، وزير الداخلية بولاية شمال الراين-ويستفاليا الألمانية، إن أنيس رُفِضَ كطالب لجوء في حزيران/ يونيو 2016 "ولكن لم تستطع السلطات المعنية ترحيله لأنه لم يكن لديه أوراق هوية صالحة". كما أكد الوزير أن تونس شككت مرارا في أنه تونسي الجنسية. وأكد الوزير أن أوراق الهوية المطلوبة لترحيله لم تصل سوى بعد يومين، بعد الهجوم الإرهابي في برلين.
صورة من: Reuters/I. Fassbender
وكان الادعاء العام الألماني قد صدر أمر اعتقال بحق أنيس عامري بتهمة الهجوم بشاحنة على سوق عيد الميلاد بالعاصمة الألمانية برلين. وقالت المتحدثة باسم الادعاء العام أن الأدلة تشير إلى أن عامري هو من قاد الشاحنة، التي اقتحمت السوق مساء الإثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول) وتسببت في قتل 12 شخصا وإصابة نحو 50 آخرين. الكاتب: زمن البدري