ميركل تشيد بالتعاون الجيد مع تركيا دون إخفاء انتقاداتها
١٦ أكتوبر ٢٠٢١
في زيارتها الأخيرة لتركيا، أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على أن العلاقة بين تركيا وألمانيا ستستمر، بجوانبها الجيدة والسيئة، منتقدة في الوقت ذاته سير الأمور فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات الفردية في تركيا.
إعلان
أشادت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في اسطنبول السبت بـ"التعاون الجيد للغاية" مع تركيا بدون أن تخفي انتقاداتها لها في مسائل حقوق الإنسان والحريات الفردية.
وأكدت ميركل التي استقبلها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في إطار جولتها الوداعية بعد ستة عشر عاماً على رأس السلطة، أن العلاقة ستستمر على حالها بين "الشريك المهم" والفريق الجديد الذي سيحكم ألمانيا.
انتقادات واضحة
وأضافت ميركل: "كنت في بعض الأحيان منتقدة للتطورات التي شهدناها في مجال حقوق الإنسان والحريات الفردية" في تركيا، مشددة على أن "الأمر الوحيد الذي يمكنني قوله هو إن العلاقة بين تركيا وألمانيا ستستمر، بجوانبها الجيدة والسيئة".
وكانت العلاقات بين البلدين قد شهدت توتراً كبيراً بعد الانقلاب الفاشل في تموز/يوليو 2016 والتدابير التي تلته ضد المجتمع المدني.
وشهدت العلاقات بين تركيا وألمانيا توتراً خلال السنوات الأخيرة. ففي عام 2017 بالتحديد تسبب سجن مواطنين ألمان في تركيا في ضغط شديد على العلاقة بين برلين وأنقرة.
ووصلت العلاقات إلى أدنى مستوى لها بعد أن هاجم إردوغان المستشارة شخصياً بمقارنات "نازية" في العام نفسه.
60 عاما على الهجرة التركية لألمانيا
02:49
وفي تلك الاثناء تشهد العلاقات بين الطرفين تقارباً مجدداً، لكن لا تزال محاكمة مواطنين ألمان وعناصر من المعارضة التركية محل خلاف.
وحُكم على ألماني من أصل كردي يوم الثلاثاء الماضي بالسجن لأكثر من عامين بتهمة الدعاية الإرهابية. وكما هو الحال في العديد من الحالات الأخرى، جرت المحاكمة على خلفية منشورات انتقادية على وسائل التواصل الاجتماعي.
من جانبه، أعرب أردوغان الذي أشاد مرتين بـ"صديقته العزيزة" أنغيلا ميركل، عن قلقه إزاء مستقبل العلاقات قائلاً إنه "ليس من السهل أبداً العمل مع تحالف" مثل الذي يجري التفاوض حوله في ألمانيا لتشكيل حكومة جديدة.
ويأمل الرئيس التركي في تعاون جيد مع الحكومة الألمانية الجديدة. وقال أردوغان عقب اجتماعه مع المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها، إن ميركل اتبعت دائما "نهجا معقولا وهادفا للحل"، معربا عن أمله في إمكانية مواصلة التعاون، وقال: "اتمنى للحكومة الجديدة ومستشارها كل التوفيق".
تجدر الإشارة إلى أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومرشحه للمستشارية أولاف شولتس يعملان حالياً على تشكيل ائتلاف حاكم مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر.
ملف المهاجرين.. دعم مستمر لتركيا
وفي ما يتعلق بملف المهاجرين، وهو من القضايا الرئيسية بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، اعتبر الرئيس التركي أن بلاده أصبحت "بيت ضيافة" للاجئين.
عينٌ على أوروبا - هل يجتاز أفغان هاربون من طالبان جدار تركيا إلى أوروبا؟
26:00
This browser does not support the video element.
ولا تزال تركيا تستضيف أكثر من 3.5 ملايين لاجئ سوري و300 ألف أفغاني، لكن إردوغان أكد مراراً أن بلاده لن تقبل أي لاجئين آخرين، على سبيل المثال، من أفغانستان.
وأشادت المستشارة بـ"هذه المهمة الهامة"، ودعت إلى استمرار الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة بشأن ضبط الهجرة إلى أوروبا، مؤكدة أن "الدعم الأوروبي لتركيا سيستمر" وذلك في إطار "مكافحة الهجرة غير الشرعية"، وقالت: "لأننا نريد وضع حد للاتجار بالبشر، فإن دعم الاتحاد الأوروبي ضروري، لقد دفعنا بالفعل 4.5 مليارات يورو من أصل 6 مليارات" متفق عليها.
يُذكر أن الاتحاد الأوروبي وتركيا أبرما اتفاق اللاجئين قبل خمس سنوات، وهو ينص على أن تتخذ تركيا إجراءات ضد الهجرة غير المصرح بها إلى الاتحاد الأوروبي، ويمكن لليونان إعادة المهاجرين الوافدين إلى جزرها في بحر أيجة بشكل غير قانوني إلى تركيا.
وفي المقابل، يستقبل الاتحاد الأوروبي لاجئا سوريا من تركيا مقابل كل سوري يتم إعادته إليها، ويقدم الاتحاد دعما ماليا لأنقرة لدعمها في رعاية اللاجئين. ويعتزم الاتحاد الأوروبي دفع 3 مليارات يورو أخرى لأنقرة.
وقالت ميركل إن "تركيا تفعل شيئاً غير عادي فيما يتعلق باللاجئين السوريين"، وأعربت المستشارة عن أسفها لأنه على الرغم من قيادة الأمم المتحدة، لم تكن الأمور تسير على ما يرام في سوريا وأن الوضع في محافظة إدلب السورية لا يزال "متوتراً للغاية".
كما تطرقت المحادثات إلى ليبيا، حيث أشارت ميركل إلى أهمية الانتخابات المقررة في ليبيا أواخر كانون أول/ديسمبر المقبل، من أجل التوصل إلى "حل مستدام".
ع.ح./ع.أ. (أ ف ب، د ب ا)
تحالف الإكراه.. أبرز محطات الخلاف بين ألمانيا وتركيا
تحاول تركيا حاليا تحسين علاقاتها مع ألمانيا، خاصة بعد تأزم الوضع الاقتصادي وتفاقم الخلاف مع الولايات المتحدة. لكن تركيا كانت غالبا هي السباقة لتعكير صفو العلاقات مع حليفها التاريخي ألمانيا، وهذه أبرز محطات الخلاف بينهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
عودة المياه إلى مجاريها؟
رغم المساعي التركية الأخيرة لتحسين علاقاتها مع ألمانيا قبيل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى برلين في شهر أيلول/سبتمبر 2018. إلا أن تركيا كانت غالبا هي السباقة إلى تأجيج العلاقات مع حليفها التاريخي ألمانيا. لقاء قديم يعود لعام 2011 جمع أردوغان بالمستشارة ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
حبس صحفيين ونشطاء ألمان
رفعت محكمة تركية الاثنين (20 أب/أغسطس 2018) حظر السفر المفروض على الصحفية الألمانية ميسالي تولو التي اعتقلت العام الماضي بتهم تتعلق بالإرهاب. وتسببت قضية تولو، بالإضافة إلى قضية الصحفي دينيز يوجيل الذي ظل محتجزا عاما كاملا، وقضية الحقوقي بيتر شتويتنر الذي احتجز لثلاثة أشهر، إلى توتر شديد في علاقات أنقرة مع برلين. ومنذ الإفراج عن يوجيل في فبراير الماضي بدأت حدة التوتر في العلاقات تتراجع نسبيا.
صورة من: picture-alliance/dap/Zentralbild/K. Schindler/privat/TurkeyRelease Germany
اتفاقية اللاجئين مع تركيا
توصلت بروكسل وأنقرة إلى اتفاق في آذار/مارس 2016، يسمح بإعادة اللاجئين إلى تركيا، بمن فيهم طالبو اللجوء السوريون الذين وصلوا إلى اليونان. وذلك بعد تدفق أكثر من مليون لاجئ ومهاجر عبر تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي في عامي 2015 و2016. ووافقت أوروبا على تمويل صندوق مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات يورو مخصص لأكثر من مليونين ونصف مليون لاجئ موجودين في تركيا، في مقابل وعد أنقرة بالحد من تدفقهم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
الاعتراف بإبادة الأرمن
ازداد تدهور العلاقات بين ألمانيا وتركيا إثر قيام البرلمان الألماني "بوندستاغ" في حزيران/يونيو 2016، بالاعتراف بتعرض الأرمن للإبادة خلال حكم السلطنة العثمانية مطلع القرن الماضي. وكذلك بعد إدانة ألمانيا المستمرة لعمليات القمع في تركيا التي أعقبت الانقلاب الفاشل على الرئيس رجب طيب أردوغان صيف عام 2016.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
انتقادات تركية للغرب
انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الغرب في أكثر من مرة متهما إياه بعدم إظهار التضامن مع أنقرة بعد محاولة الانقلاب الفاشل. وقال إن الدول التي تخشى على مصير مدبري الانقلاب بدلا من القلق على ديمقراطية تركيا لا يمكن أن تكون صديقة.
صورة من: picture-alliance/abaca/F. Uludaglar
منح اللجوء لمعارضين تتهمهم تركيا بدعم الانقلاب
ما زاد من تدهور العلاقات المتوترة بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي هو منح ألمانيا حق اللجوء لجنود أتراك سابقين ومن ضمنهم قيادات عسكرية، تتهمهم الحكومة في أنقرة بالتورط في محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في شهر تموز/ يوليو 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Charisius
رفض تجميد أصول مقربين من غولن في ألمانيا
رفضت ألمانيا طلباً رسمياً من تركيا بتجميد أصول أعضاء من شبكة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشل. وأبلغت برلين أنقرة أنه ليس هناك أساس قانوني كي يقيد مكتب الإشراف المالي الاتحادي حركة غولن وأنصاره.
صورة من: picture alliance/dpa/M.Smith
مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي
رُشحت تركيا للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي منذ عام 1999، وبدأت المفاوضات بين الجانبين حول هذا الشأن عام 2005. لكن المفاوضات تجمدت خريف عام 2016. وتعترض أغلب الأحزاب السياسية الألمانية في الوقت الحاضر على انضمام تركيا للاتحاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
الترويج للتعديلات الدستورية على الأرض الألمانية
رفضت ألمانيا ترويج ساسة أتراك في أراضيها للتعديلات الدستورية التي أقرت عام 2017. واتهم أردوغان المستشارة ميركل آنذاك باللجوء إلى ممارسات "نازية" لمساندتها هولندا في النزاع الذي نشب بينها وبين تركيا لنفس المسالة، مما أثار استنكار ألمانيا وحمل الرئيس الألماني شتاينماير على مطالبته بالتوقف عن هذه "المقارنات المشينة".
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Steinberg
التجسس في ألمانيا على معارضي أردوغان
أعلنت رئاسة الشؤون الدينية التركية سحبها أئمة من ألمانيا، وذلك بعدما أعلنت هيئة حماية الدستور (المخابرات الداخلية الألمانية) في كانون الثاني/يناير 2017، أنها تحقق في اتهامات بالتجسس ضد اتحاد "ديتيب" الإسلامي التركي في ألمانيا. وتتهم الهيئة أئمة المساجد التابعة لـ "ديتيب" بتقديم معلومات عن معارضين للرئيس أردوغان للقنصليات التركية.
صورة من: DW/O. Pieper
الجنود الألمان يغادرون قاعدة أنجرليك التركية
رفضت أنقرة زيارة وفد من لجنة الدفاع بالبرلمان الألماني لجنود الجيش الألماني المتمركزين في قاعدة أنجرليك التابعة لحلف الناتو. وقررت ألمانيا إثر ذلك في حزيران/يونيو 2017 سحب قواتها الـ 260 الذين كانوا للمشاركة في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في كل من سوريا والعراق، بنقل هذه القوات إلى الأردن. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
تشبيه ميركل بهتلر وهجوم الصحافة التركية على ألمانيا
نشرت صحيفة تركية موالية للحكومة في أيلول/سبتمبر 2017، صورة للمستشارة ميركل، على صفحتها الأولى، تظهرها بشارب هتلر الشهير، ويبدو فوق رأسها الصليب المعقوف رمز النازية. وجاء التصعيد الإعلامي هذا قبيل الانتخابات التشريعية الألمانية عام 2017 وبعد المناظرة التلفزيونية بين المستشارة ميركل ومنافسها الاشتراكي شولتس، حيث دعا كلاهما إلى إنهاء المفاوضات بشأن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/L. Say
قمة جبل جليد الخلافات
شددت الخارجية الألمانية في تموز/يوليو 2017، من تحذيرات السفر إلى تركيا التي تعد مقصدا سياحيا للألمان، وذلك عقب تصاعد حدة الخلاف بين ألمانيا وتركيا وإعلان برلين عن "توجه جديد" في سياستها تجاه أنقرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
إيقاف تصدير الأسلحة
تصدير الأسلحة إلى تركيا يمثل إشكالية أيضا، وأوقفت الحكومة الألمانية صادرات الأسلحة لها بالكامل تقريبا خلال الأشهر الأولى من توليها المهام رسميا مطلع هذا العام. جاء ذلك بعد تزايد الانتقادات ضد تصدير أسلحة إلى تركيا إثر توغل قواتها في منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية. وكان من بين الأسلحة التي استخدمتها تركيا دبابات ألمانية من طراز "ليوبارد".
صورة من: Reuters
قضية مسعود أوزيل واستغلالها إعلاميا
أعلن مسعود أوزيل اعتزاله اللعب دوليا مع منتخب ألمانيا على خلفية الانتقادات الحادة التي وجهت إليه بسبب التقاطه صورا مع أردوغان، قبيل نهائيات كأس العالم في روسيا. واتهم أوزيل الاتحاد الألماني بالعنصرية مشددا على أنه لم تكن لديه أي "أغراض سياسية" عندما التقط الصورة مع أردوغان. فيما انتقد أردوغان المعاملة التي لاقاها أوزيل التي وصفها بـ"غير المقبولة".
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
"ضمانات هيرمس"
رغم الأزمة التي مرت بها العلاقات الألمانية - التركية، ارتفعت الضمانات الألمانية لائتمان الصادرات إلى تركيا، والتي تعرف باسم "ضمانات هيرمس"، بصورة ملحوظة في عام 2017 ووصلت إلى نحو 1.5 مليار يورو. وكانت الحكومة الألمانية قد وضعت حدا أقصى للضمانات في أيلول/ سبتمبر 2017، بلغ هذا المبلغ. ورفعت ألمانيا هذا التحديد في شهر تموز/يوليو الماضي. وتعتبر ألمانيا أهم شريك تجاري لتركيا على مستوى العالم.
صورة من: picture-alliance/Hermes Images/AGF/Bildagentur-online