وصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الحل التوافقي، بين تحالفها المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، بشأن لم شمل أسر اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية، بأنه ناجح. بعد أن تجاوز الطرفان محادثات صعبة بهذا الخصوص.
إعلان
قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، اليوم الثلاثاء (30 يناير/كانون الثاني)، في جلسة للكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، إن الحل التوافقي، الذي توصل إليه الجانبان حول لم شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية، "نبأ سار".
وسيتم بموجب الاتفاق الإبقاء على وقف استقدام أسر اللاجئين أصحاب صفة الحماية الثانوية حتى الحادي والثلاثين من تموز/يوليو المقبل، على ألا يتجاوز عدد الأقارب الذين يتم استقدامهم بعد هذا التاريخ عن ألف شخص شهريا، يضاف إليهم أصحاب الحالات الصعبة.
وكانت هذه النقطة مثار خلاف رئيسي بين الطرفين وعقبة أمام تشكيلهما ائتلاف حكومي مشترك. وبحسب المشاركين، فقد أضافت ميركل أن السؤال الذي ينبغي بحثه الآن في المحادثات بين الجانبين لتشكيل ائتلاف كبير، هو كيف ستمضي الأمور خلال السنوات الأربع المقبلة، مشيرة إلى أن المهم خلال تشكيل الحكومة هو بحث ما تحتاجه ألمانيا.
وأكدت ميركل، خلال الجلسة أمام أعضاء البرلمان من حزبها المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، على أهمية الرقمنة لمحادثات الائتلاف وللدورة التشريعية التالية. وفيما يتعلق بحجم معاهدة الائتلاف المحتمل، قالت ميركل إن عدد صفحات المعاهدة الأخيرة كانت 130 صفحة، ومن المؤكد أن صفحات الائتلاف التالي ستكون أكثر.
ف.ي/أ.ح (د ب ا)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)