ميركل تطالب أنقرة باحترام حرية التعبير وفصل السلطات
٢ فبراير ٢٠١٧
أعربت المستشارة الألمانية ميركل عن قلقها إزاء وضع حرية التعبير في تركيا داعية أنقرة إلى إتاحة الفرصة لمراقبين خارجيين على الاستفتاء على الدستور، فيما دافع الرئيس التركي أردوغان عن تطبيق النظام الرئاسي في بلاده.
إعلان
أعلنت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل اليوم الخميس (الثاني من فبراير/شباط 2017) أنها عبرت للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قلقها إزاء حرية التعبير في تركيا. وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي في أنقرة، إن "فصل السلطات وحرية التعبير يجب أن يكونا مضمونين" في التعديل الدستوري الذي يريده أردوغان ويفترض أن يعرض على استفتاء في نيسان/ابريل مضيفة أنها عبرت أيضا عن قلقها إزاء وضع حرية الصحافة.
وقالت ميركل إنه لابد من بذل كل جهد ممكن لضمان استمرار الفصل بين السلطات، وحرية الرأي، والتعددية في المجتمع في تركيا. وأشارت ميركل إلى أنها بحثت مع أردوغان " إتاحة الفرصة لوجود مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا خلال التصويت على الاستفتاء" الشعبي على الدستور، بشأن نظام رئاسي جديد. . وتابعت ميركل قائلة: "إن المعارضة تعد جزءا من الديمقراطية، إننا نعايش ذلك جميعا مع بعضنا البعض كل يوم في دول ديمقراطية".
من جانبه دافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تطبيق النظام الرئاسي في تركيا إزاء الانتقاد الموجه له. وقال أردوغان اليوم الخميس في العاصمة التركية أنقرة بعد لقائه ميركل إنه لا يمكن الحديث عن إلغاء الفصل بين السلطات الذي تتخوف منه المعارضة.
وأكد الرئيس التركي أيضا أن زيارة ميركل تحظى بأهمية بالنسبة للعلاقات بين ألمانيا وتركيا، مؤكدا أهمية التعاون و"التضامن" بين شركاء حلف شمال الأطلسي "ناتو"، لاسيما في مكافحة الإرهاب.
وكشف أردوغان عن أن محادثاته مع ميركل ركزت في الأساس على التطورات في سوريا والعراق وبحر إيجه. وقال إردوغان إنهما بحثا خلال اجتماعهما في أنقرة التعاون في مكافحة الإرهاب وأزمة اللاجئين والخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها في الأزمة السورية.
ع.ج.م/ي. ب (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.