ترغب ألمانيا التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في دفع الدول الصناعية الكبرى للالتزام بالعمل على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 30% حتى عام 2020 وخفض نسبة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 60% حتى عام 2050. وتأتي الأفكار الألمانية هذه في إطار ورقة عمل تنوي ألمانيا طرحها في قمة زعماء ورؤساء الاتحاد الأوروبي التي ستعقد الأسبوع القادم. وفي حال اتفاق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على هذه الأفكار فإن برلين ستطرحها على أعمال قمة الدول الثمانية الصناعية الكبرى المزمع عقدها في شهر حزيران/ يونيو المقبل.

"تغير المناخ يعتبر مشكلة عالمية كبيرة"

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد ذكرت مؤخراً في حديث مع احدى الصحف الألمانية أن "تغير المناخ يعتبر مشكلة عالمية كبيرة، يتطلب معالجته تظافر جهود كل الدول". وأضافت أنه يتوجب على الاتحاد الأوروبي أخذ زمام المبادرة في هذا المجال، كما أكدت أن الاتحاد الأوروبي سوف يقر خطة عمل جديدة، تعتبر الأولى من نوعها على هذا الصعيد. وحسب تصريحات المستشارة ميركل فإن الخطة الجديدة لن تكون مجرد طرح للنوايا، وإنما ستعبر عن منهج لسياسة أوروبية جديدة في مجالي المناخ والطاقة.

وبالإضافة إلى ذلك تريد المستشارة أنجيلا ميركل أثناء قمة دول الثمانية الصناعية الكبرى طرح مشروع ميثاق جديد حول حماية البيئة، يمكن أن يكون بديلاً لاتفاقية كيوتو بعد انتهاء العمل بها. وفي هذا السياق تقول المستشارة ميبركل: "يجب على رؤساء الدول والحكومات التحاور للاتفاق على الخطوط العريضة لجدول أعمال المؤتمر الوزاري للمناخ الذي سوف يعقد في خريف العام الحالي". كما أعربت ميركل عن ثقتها بأن الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تلتزم حتى الآن بأية اتفاقيات دولية بخصوص البيئة تشهد الآن وعياً مناخياً جديداً. وأضافت أن هذا الأمر سوف يعمل على خلق منافسة بين الدول المختلفة في مجال ابتكار تقنيات جديدة لحماية البيئة.

خلافات أوروبية حول سياسة بيئية مشتركة

وقد أفادت مصادر صحفية أن حكومات دول الاتحاد الأوروبي لا تزال مختلفة فيما بينها حول الاتفاق على سياسة مشتركة بشأن حماية المناخ وذلك قبيل انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة. وفي هذا الإطار أوضح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في بروكسل على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة الأوروبية بأنه من غير المتوقع التوصل لاتفاق حول الالتزام بالاقتراح الألماني الجديد. ويعود ذلك إلى تخوف حكومات بعض الدول من تدخل الاتحاد الأوروبي في السياسة الداخلية المتعلقة بالمناخ للدول الأعضاء.

وتأتي فرنسا كذلك في طليعة الدول الأوروبية التي تطالب بتخفيض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، لكنها تريد في الوقت نفسه ترك الخيار للحكومات في بحثها عن السبل المناسبة لتحقيق ذلك، سواء كان ذلك عن طريق استخدام الطاقة النووية أم الطاقة المتجددة.