ميركل تطرح "تحالف الراغبين" بديلاً لسيناريو فشل قمة بروكسل
٢٨ يونيو ٢٠١٨
يستعد قادة دول الاتحاد الأوروبي بعقد قمة بروكسل "قمة القمم" كما تمّ وصفها قضية اللجوء تتصدر جدول أعمال ضخم، والمطلوب التوصل إلى اتفاقات متعثرة منذ عامين. واستباقا لفشل محتمل للقمة، ميركل تطرح فكرة "تحالف للراغبين".
إعلان
حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الخميس (28 حيران/ يونيو)، من أن مستقبل أوروبا بات على المحك في قضية الهجرة. وذلك قبل ساعات من انعقاد قمة للاتحاد الأوروبي التي يتوقع أن تشهد مناقشات شائكة حول هذه القضية.
وقالت ميركل متحدثة أمام مجلس النواب الألماني "أمام أوروبا الكثير من التحديات لكن تلك المرتبطة بمسألة الهجرة قد تقرر مصير الاتحاد الأوروبي" داعية إلى حلول "متعددة الأطراف" بدلا من اتباع نهج "أحادي".
أزمة اللاجئين: من هم أصدقاء ميركل ـ ومن هم الخصوم؟
في خضم بحثها عن "حل أوروبي" لأزمة الهجرة تحتاج أنغيلا ميركل إلى حلفاء بين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي. لكن عددهم يضمحل، وبعضهم يقف بحزم في وجهها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/O.Matthys
الشريك
إذا أمكننا التحدث عن صديق سياسي لميركل، فإنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. فهو على غرار ميركل مهتم بالتوصل إلى حل أوروبي، لأنه يخشى مثل ميركل على كيان الاتحاد الأوروبي. لكن الحزب المسيحي الاجتماعي يعتقد أن ماكرون اشترى دعمه لميركل بوعود مالية.
صورة من: picture-alliance/Tass/dpa/M. Metzel
المتفهم
رئيس الوزراء الإسباني الجديد بيدرو سانشيس يبدو أنه تحرك في إطار يخدم ميركل عندما قبل أن ترسو سفن تقل لاجئين أفارقة رفضتهم الحكومة الإيطالية. وهذا القدر من الإنسانية نادر في هذه الأوقات. لكن الاشتراكي قال بوضوح بأن بلاده تحتاج إلى دعم في تجاوز متاعب الهجرة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Soriano
الوسيط
حدود الاتحاد الأوروبي الداخلية المفتوحة مهمة بالنسبة إلى هولندا المعتمدة على التجارة. وهنا يحصل إجماع بين رئيس الوزراء مارك روته والمستشارة ميركل. في المقابل فإن الأجواء السائدة في البلاد هي في الأثناء معادية للمهاجرين. وطالبو اللجوء الذين ليس لهم فرصة لا يريد روته السماح لهم أصلا بالعبور إلى أوروبا. وبهذه الاستراتيجية المترنحة يمكن له تولي دور الوساطة.
صورة من: Reuters/F. Lenoir
المراوغ
هناك فوارق إيديولوجية بين المسيحية الديمقراطية ميركل واليساري أليكسيس تسيبراس. وبالرغم من ذلك فإن رئيس الوزراء اليوناني يساند مبدأ "التضامن الأوروبي" في تجاوز الهجرة ويدعم شخصيا ميركل. والسبب يعود في ذلك لكونه عايش ميركل كمتفهمة لأزمة الديون اليونانية وأنه يأمل في الحصول هنا على تنازلات إضافية.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
الراديكالي
الدنماركي لارس لوكه راسموسن لا يبدو ظاهريا مثل رجل راديكالي، إلا أنه يتخذ هذا الموقف في قضايا الهجرة. وقلما توجد حكومة أوروبية أخرى تنهج سياسة متشددة في ردع طالبي اللجوء مثل حكومته. راسموسن أثار كذلك في وقت أبكر من آخرين فكرة إقامة مراكز إيواء خارج الاتحاد الأوروبي. وإذا كان الحل الأوروبي على هذا النحو، فإنه يدعمه، إلا أنه لا يساند مخطط توزيع اللاجئين على الدول الأوروبية.
صورة من: imago/Belga
الخصم
المستشار النمساوي سباستيان كورتس يظهر مهذبا أمام ميركل، لكنه لا يخفي رفضه العميق لسياستها الليبرالية في اللجوء. ويتفاهم كورتس بخلاف ذلك مع المعارضين لميركل في قضية الهجرة ابتداء من وزير الصحة ينس شبان إلى وزير الداخلية هورست زيهوفر ورئيس وزراء بفاريا ماركوس زودر.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
المدفوع
رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الذي لا ينتمي لأي حزب يُعتبر أحد المشاكسين الكبار لميركل. كونتي يرفض استقبال اللاجئين المسجلين في إيطاليا. ويدعمه في هذا بوجه الخصوص وزير الداخلية ماتيو سالفيني من "رابطة الشمال" المعادية للأجانب: "لم يعد في وسعنا استقبال ولو شخص واحد". وبهذا النوع من التصريحات تزداد شعبية الرابطة في استطلاعات الرأي.
صورة من: picture-alliance/ZumaPress
غير المهتم
لا أحد انتقد بقوة كبيرة طوال سنوات سياسة ميركل للحدود المفتوحة مثل المجري فيكتور أوربان. فهو يعتبر هذه الأزمة مشكلة ميركل. ولم يشارك في اجتماع الأحد الماضي (24 يونيو 2018) مثل الزعماء الآخرين لدول فيزغراد سلوفاكيا وتشيكيا وبولندا. فجميع هذه الدول ترفض توزيع اللاجئين على البلدان الأوروبية.
صورة من: picture alliance/AP Photo/D. Vojinovic
8 صورة1 | 8
وترى ميركل ضرورة قصوى لتطوير آليات مراقبة أوروبية لمنظومة الهجرة وسياسية اللجوء، موضحة أن "انتقال مواطنين من دول غير أوروبية بين دول الاتحاد الأوروبي، عليها أن تخضع لانضباط وتوجيه".
وتقول ميركل إنه وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين أطراف القمة، فستكون هناك حاجة إلى ما أطلقت عليه "تحالف الراغبين" الذي لا يجب عليه أن يمضي في "اتجاه واحد"، أو يكون "على حساب طرف ثالث"، وإنما يعتمد على مبدأ "التشاور مع الحلفاء". وتضيف ميركل "ربما لن يشكل هذا المخرج الحل الأمثل، لكنه سيكون الخطوة الصحيحة نحو ضبط وإدارة الهجرة الثانوية (الهجرة داخل دول الاتحاد الأوروبي)، التي يستلزم علينا تطوير آلياتها مستقبلا".
ترقب لنتائج القمة
وتنطلق اليوم أعمال قمة أوروبية حاسمة في بروكسل، خاصة بالنسبة لميركل. وتسعى الدول الأعضاء خلال يومين في القمة إلى تخطي خلافاتهم العميقة حيال تحدي الهجرة كما حول مستقبل منطقة اليورو.
و"قمة القمم" كما جاء في تعبير مسؤول أوروبي نسبة إلى جدول أعمالها الحافل، تأتي في ختام نحو أسبوعين من الاحتكاكات حول سفن مهاجرين تمت إغاثتهم في المتوسط ورفضت الحكومة الإيطالية الشعبوية السماح لها بالرسو على شواطئها.
أما المستشارة الألمانية فتتجه إلى القمة وسط تراجع غير مسبوق لوزنها السياسي. داخليا، باتت ميركل مطالبة بانتزاع توافقات تبدو مستحيلة، لإرضاء وزير داخليتها الممثل لتصور مخالف عن تصورها في قضية الهجرة. وبلغ الصراع بين الاثنين لدرجة أن وضع الوزير هورست زيهوفر أمام رئيسته ميركل مهلة إلى غاية يوم الاثنين القادم، عدا ذلك سوف يقوم بطرد المهاجرين المسجلين في بلد آخر عند الحدود بصورة أحادية.
ميركل وزيهوفر .. قصة خلاف معلن!
الخلاف قائم بين المستشارة أنغيلا ميركل ووزير الداخلية هورست زيهوفر منذ سنوات إلا ان الخلاف تفاقم بينهما مؤخراً. لقطات مصورة تبرز أهم مواقف الخلاف بينهما.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Hoppe
صفعة في وجه ميركل
الصدام بين الحليفين حصل لأول مرة خلال مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي في نوفمبر 2015، فبعدما شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمام المندوبين على رفضها وضع حدٍ أقصى لعدد اللاجئين، إعتلى زيهوفر المنصة ليطالب بتقنين عدد اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا. واضطرت المستشارة ميركل إلى الوقوف بجانبه طيلة 13 دقيقة وقد عيل صبرها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Hoppe
سحر البداية
ساد الإنسجام بالفعل بين الشريكين، في كانون الثاني/ ديسمبر 2013 ـ قبل أزمة اللجوء . في الصورة رؤساء الأحزاب زيغمار غابرييل (الحزب الاشتراكي الديمقراطي ) وأنغيلا ميركل ( الحزب المسيحي الديمقراطي) وهورست زيهوفر ( الحزب المسيحي الاجتماعي) يمسكون باتفاقية التحالف الموقعة لتشكيل ائتلاف حكومي كبير. وللمرة الثالثة يحكم ألمانيا تحالف من الأحزاب الثلاثة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
"سننجح في إتمام المهمة"
في نهاية أغسطس 2015، أثناء المؤتمر الصحفي الاتحادي تشرح ميركل جملتها التي طبعت فترة حكمها أكثر من أي تصريح آخر: "سننجح في ذلك". وقالت أمام الصحفيين بأن هذه الجملة كانت تحمل نبرة تشجيع واعتراف. وأن يستوعب زيهوفر ذلك بشكل مختلف، فهذا لا يُعتبر سرا. وسيعرض هذا الأخير قريبا مخططاته.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
يظهر مستعدا للمقارعة
خلال اجتماع الحزب المسيحي الاجتماعي في يناير 2016 طالب زيهوفر لأول مرة بتحديد عدد المهاجرين. وبوسع ألمانيا استقبال 200.000 لاجئ كأعلى سقف سنويا. وهذه المبادرة من قبل رئيس وزراء بافاريا السابق فاجأت ميركل. وبعدها بقليل هددت الحكومة البافارية برفع دعوى أمام محكمة الدستور الاتحادية ضد سياسة اللجوء التي تنهجها ميركل.
صورة من: Imago/L. Barth
قرع الكؤوس تيمنا بمستقبل مشترك
بمشاعر التشكيك يراقب ميركل وزيهوفر بعضهما البعض. ورغم جميع الخلافات هما يدركان تبعية بعضهما لبعض ويتقاربان مجددا بصعوبة. وفي مايو 2017 يقومان معا بحملة انتخابية داخل خيمة بيرة بافارية. إلا أن ميركل تبدو غير مقتنعة بالمبادرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
انسجام مفتعل
من خيمة البيرة إلى قاعة المؤتمرات. في ديسمبر 2017 تظهر خلال مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي صورة مختلفة عن الخلاف في 2015. زيهوفر وميركل والخصام بسبب اللاجئين يبدو وكأنه انتهى. لكن وراء الواجهة يستمر الغليان.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Gebert
في الطريق إلى محادثات تشكيل ائتلاف حكومي
مشاهد الوئام أتت بثمارها. ميركل وزيهوفر يستعدان في نهاية أكتوبر 2017 بعد الفوز بالانتخابات التشريعية لخوض محادثات تشكيل تحالف. لكنهما لا يظهران كفريق واحد في المقر الرئيسي للحزب المسيحي الديمقراطي في برلين. ولا عجب في ذلك. وانصب النقاش على سياسة اللجوء للاتحاد المسيحي بالنظر إلى تحديد سقف أعلى.
صورة من: Imago/Ipon
حكومة جديدة، فرصة جديدة
ميركل وزيهوفر أثناء تسلم المناصب. الرئيس فرانك فالتر شتاينماير يكلف في قصر "بيلفو" وزراء الحكومة الجديدة. وبالنسبة إلى الخصمين من الحزبين المتحالفين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي تلوح في الأفق فرصة بداية جديدة.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
هو يلسع وهي تسكت
بصفته وزيراً للداخلية انتقل زيهوفر من ميونيخ إلى برلين. منصبه كرئيس وزراء تولاه ماركوس زودر. ومقابل ذلك ينغص زيهوفر في العاصمة ضد سياسة ميركل حتى ولو كان ذلك أخف من السابق. ويظهر خلاف جديد لاسيما فيما يخص القوانين الجديدة الخاصة بلم الشمل العائلي للاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
مشاكس ميركل
زيهوفر يؤجل عرض "مخططه الشامل حول الهجرة" بسبب خلافات مع المستشارة. وفي الوقت الذي دعت فيه المستشارة لقمة الاندماج، التقى الزعيم البافاري مع المستشار النمساوي سباستيان كورتس الذي يشعر بأنه مقرب منه سياسيا. صدام جديد مع المستشارة. والكتل الحزبية للاتحاد المسيحي تعقد اجتماعات منفصلة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
10 صورة1 | 10
وقبل انطلاق القمة تقلصت نبرة زيهوفر الحادة تجاه ميركل، وأعلن أمام وسائل الإعلام أن "لا أحد في حزبه (الحزب الشقيق في ائتلاف ميركل) يريد الإطاحة بها كمستشارة" وأضاف أنه أيضا مع حلول أوروبية للأزمة. كما أعلن أيضا أنه "متيقن من إيجاد حل توافقي مع ميركل" وذلك قبل ثلاثة أيام من انقضاء مهلته المذكورة.
بدوره، حذر رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني في مقالة نشر أمس الأربعاء في صحيفة "غارديان" بأن الفشل في التوصل إلى اتفاق من شأنه أن "يسدد ضربة قاضية للمشروع الأوروبي".
أولويات القمة
وتتعد الأهداف المسطرة لهذه القمة التي ستناقش أيضا ملفات اقتصادية آنية كموضوع الرسوم الجمركية الأمريكية والبريكست. لكن الأولوية موجهة نحو حلحلة ملف الهجرة المتعثر منذ سنتين، بعد "وفاة" اتفاقية دبلن عمليا.
وتقترح المفوضية الخروج عن هذا المبدأ بشكل مرحلي خلال الأزمات على أن يتم توزيع طالبي اللجوء على دول الاتحاد الأوروبي. لكن دولا مثل المجر وبولندا تعارض بشدة هذه الخطة، مدعومة من النمسا، فيما تطالب إيطاليا على العكس بنظام توزيع دائم.
انقسام الاتحاد الأوروبي حول الهجرة
01:39
وسيطرح في هذا السياق اقتراح جديد يقضي بإقامة "منصات وصول خارج أوروبا" للمهاجرين الذين تتم إغاثتهم في البحر، ما "سيضع حدا لنموذج المهربين الاقتصادي"، بحسب ما جاء في مسودة نتائج القمة. لكن ملامح هذا المشروع لا زالت غير واضحة، خاصة أن ألبانيا التي رشحت كبلد محتضن لمثل هذه المراكز، أعربت عن رفضها التام للمشروع.