أبدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل معارضتها لفرض "حظر تام" على تصدير لقاحات كورونا إلى خارج الاتحاد الأوروبي، فيما كشفت بيانات أنه تم إعطاء 10.9 مليون جرعة من اللقاحات المضادة للفيروس في ألمانيا حتى الآن.
إعلان
عارضت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فرض "حظر عام على تصدير" لقاحات كورونا التي يتم إنتاجها على اراضي الاتحاد الأوروبي. وقالت ميركل في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء (23 مارس/ آذار 2021) في برلين عقب مشاورات مع رؤساء حكومات الولايات إن هناك العديد من التبعيات الدولية في إنتاج اللقاحات، مشيرة إلى ضرورة وضع سلاسل التوريد في الاعتبار.
وذكرت المستشارة الألمانية أن الاتحاد الأوروبي هو المنطقة التي تنطلق منها معظم الصادرات في الوقت الحالي. وأكدت المستشارة في والوقت ذاته تأييدها لرئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، التي "أظهرت بوضوح تام" أن العقود قد لا يتم الوفاء بها.
وأشارت ميركل إلى مشكلات مع لقاح "آسترازينيكا"، مضيفة أنه سيُجرى اتخاذ القرارات الخاصة بهذا اللقاح "بطريقة مسؤولة" والسعي لإجراء محادثات مع الحكومة البريطانية، مثلما فعلت المفوضية بالفعل مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وفي مطلع هذا الأسبوع هددت فون دير لاين الشركة البريطانية-السويدية "أسترازينيكا" على وجه الخصوص بالتقليل من حضر الصادرات. وقلصت الشركة بشكل كبير عمليات التوريد إلى الاتحاد الأوروبي بقرار منفرد: فبدلاً من توريدها 120 مليون جرعة لقاح للاتحاد، ستورد 30 مليون جرعة فقط في الربع الأول و70 مليون بدلاً من 180 مليون جرعة في الربع الثاني.
وكانت بريطانيا قد أعربت عن ثقتها في قدرتها على تجنب حظر الصادرات من الاتحاد الأوروبي. وفي هذا السياق قال جونسون لوكالة "بلومبرغ" للأنباء أمس الاثنين: "بعد محادثات مع شركاء الاتحاد الأوروبي في الأشهر الأخيرة، أنا متأكد من أنهم لا يريدون أي عراقيل... أعتقد أن هذا مهم للغاية".
وأوضحت المفوضية الأوروبية أنها في الواقع لا تريد أي حظر تصدير أيضاً، مؤكدة في المقابل ضرورة أن يحصل الاتحاد على اللقاحات المطلوبة من الشركات المصنعة بشكل سريع وموثوق.
يأتي ذلك في وقت أظهرت فيه بيانات لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية ووكالة بلومبرغ للأنباء اليوم الثلاثاء أنه تم إعطاء 10.9 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في ألمانيا حتى الآن.
وبحسب البيانات المعلنة اليوم، يُقدر متوسط معدل التطعيم في ألمانيا بـ 216 ألفاً و165 جرعة في اليوم الواحد. وبهذا المعدل، يتوقع أن يستغرق الأمر عاماً وأربعة أشهر لتطعيم 75 بالمائة من سكان البلاد بلقاح من جرعتين.
وبدأت حملة التطعيم في ألمانيا قبل نحو 12 أسبوعاً. وفي سياق متصل، وصل عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا إلى 2.68 مليون حالة، بحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز ووكالة بلومبرغ. ووفقاً للبيانات، وصل عدد الوفيات المرتبطة بجائحة كورونا في ألمانيا إلى 75 ألفاً و9 حالات.
يُشار إلى أن الجرعات وأعداد السكان الذين يتم تطعيمهم هي تقديرات، تعتمد على نوع اللقاح الذي تعطيه الدولة، أي ما إذا كان من جرعة واحدة أو جرعتين.
وكانت المستشارة الألمانية قد أعلنت فجر الثلاثاء فرض إغلاق عام صارم في سائر أنحاء البلاد خلال عطلة عيد الفصح من 1 ولغاية 5 نيسان/ أبريل المقبل، يشمل خصوصاً إغلاق غالبية المتاجر وإلغاء الاحتفالات الكنسيّة، وذلك في إطار جهود مكافحة "الجائحة الجديدة" المتمثّلة بتفشّي نسخ متحوّرة من فيروس كوفيد-19.
ع.غ/ و.ب (آ ف ب، د ب أ)
جنسيات مختلفة.. تعرّف على أشهر اللقاحات المرخصة عبر العالم
رخصت منظمة الصحة العالمية للقاحين اثنين فقط لأجل الاستخدام الطارئ، إلّا أن هناك عددا من اللقاحات التي تستخدم في دول العالم، ومن بينها ثلاثة في الاتحاد الأوروبي. نتعرف على أبرز سبعة لقاحات.
صورة من: imago images/Jochen Eckel
لقاح بيونتيك/ فايزر
طورته بيونتيك الألمانية مشاركة مع فايزر الأمريكية. تبلغ نسبة فعاليته حسب آخر التجارب السريرية 95 بالمئة. هو أوّل لقاح ضد كورونا ترخص له منظمة الصحة العالمية. يستند إلى تقنية الحمض النووي الريبي (mRNA)، وهو اللقاح الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، غير أنه تلقّى انتقادات بسبب صعوبة تخزينه، إذ يحتاج إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر للإبقاء على فعاليته.
صورة من: Tom Brenner/REUTERS
موديرنا
ثاني لقاح يرخص له الاتحاد الأوروبي بعد بيونتيك/ فايزر. طورته شركة موديرنا الأمريكية بالتعاون مع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية للأمراض المعدية. وصلت فعاليته إلى 95 بالمئة. يعتمد التقنية نفسها تقريبا (mRNA)، لكن شروط تخزينه أقل صرامة ويحتاج 20 درجة تحت الصفر. ورغم ذلك بقيت كميات توزيعه في العالم أقلّ من اللقاح الأول، ما قد يفسر بسعره الذي يبلغ 33 دولارا للجرعة عكس اللقاح الثاني البالغ 20 دولارا.
صورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
سبوتنيك V
هو أول لقاح في العالم يعلن مطوروه فعاليته ضد كورونا رغم أنه لم يكن حينها قد اجتاز المرحلة الثالثة. طوّره معهد جماليا الحكومي الروسي، وتصل فعاليته إلى 92 بالمئة حسب الأرقام الروسية لكن مع تردد علمي غربي بسبب قلة المعطيات المنشورة حوله. استوردته عدة دول منها المجر والجزائر وصربيا والإمارات. يتميز بسهولة نقله وثمنه الرخيص (10 دولارات) وهو يستخدم تقنية نواقل الفيروسات الغدية (أو الغدانية).
صورة من: Sergei Bobylev/TASS/dpa/picture alliance
أسترازينيكا/ أكسفورد
اللقاح الثاني الذي ترخصّ له منظمة الصحة العالمية والثالث للاتحاد الأوروبي. أرخص اللقاحات لكنه كذلك أقلها فعالية (70 بالمئة) كما شككت دول كثيرة في فعاليته بخصوص كبار السن وكذلك ضد النسخ المتحورة. طورته شركة أسترازينكا البريطانية-السويدية بالتعاون مع جامعة أكسفورد. استوردته عدة دول بعد مساهمة معهد مصل الهند في إنتاجه. عملية نقله وتخزينه سهلة وهو كذلك يستخدم تقنية الناقل الغدي.
صورة من: Frank Hoermann/Sven Simon/imago images
سينوفارم
طورته شركة سينوفارم المملوكة للدولة الصينية مع معهد بكين للمنتجات الحيوية. طرحته الإمارات أولا قبل أن ترخص له الصين، ثم استوردته عدة دول منها المغرب والأردن ومصر. وصلت نسبة فعاليته حسب مصنعيه إلى 79 بالمئة لكن المعطيات العلمية غير منشورة بالشكل المطلوب. يستخدم تقنية حقن الفيروس المعطل، وأكبر غموض يلفه هو ثمنه، إذ ذكرت عدة تقارير أن الجرعة لا تقل عن 30 دولارا بينما ذكرت أخرى سعرا أقل أو أعلى.
صورة من: Zhang Yuwei/AP/picture alliance
كورونافاك
أنتجته شركة سينوفاك الصينية، لكن الترخيص له داخل الصين أخذ وقتا أطول. نسبة فعاليته مثيرة للجدل إذ أظهرت اختبارات في البرازيل أنها لم تتجاوز 51 بالمئة، غير أن اختبارات أخرى في تركيا التي كانت من أوائل من رخصوا له رفعت الفعالية إلى 91 بالمئة. يستخدم التقنية نفسها للقاح سينوفارم، وتحوم حوله الكثير من الأسئلة بسبب قلة المعطيات، خاصة ثمنه الذي لم ترد معطيات عنه وإن كانت تقارير قد قدرته بعشرة دولارات.
صورة من: Murat Cetinmuhurdar/Presidential Press Office/REUTERS
جونسون آند جونسون
طورته شركة "جونسون آند جونسون" الأمريكية، وبدأت جنوب إفريقيا باستخدامه رغم عدم الترخيص به في الولايات المتحدة أو أوروبا، بعدما تبين لها أنه قادر على مواجهة النسخة المتحورة، عكس ما أظهرته تجارب أولى. تصل نسبة فعاليته عالميا إلى 66 بالمئة عالميا و72 في أمريكا. يمتاز عن غيره أنه من جرعة واحدة، ما يقوّي حظوظه للانتشار أكثر. يستخدم تقنية نواقل الفيروس الغدية، وهو سهل التخزين.
صورة من: Thiago Prudencio/DAX/ZUMA Wire/picture alliance