عبرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل عن تفاؤل حذر بشأن التوصل إلى اتفاق مع تركيا حول وقف تدفق المهاجرين على دول الاتحاد الأوروبي، وذلك مع بدء القمة الأوروبية عصر اليوم في بروكسل.
إعلان
قبل بدء القمة الأوروبية التركية الثانية في بروكسل بدقائق عبرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل عن تفاؤل حذر بشأن التوصل إلى اتفاق أوروبي تركي يُأمل منه وقف تدفق المهاجرين إلى دول الاتحاد عبر اليونان قادمين من تركيا.
وقالت ميركل، في حديث مع الصحافيين أثناء دخولها قاعة المؤتمر، بخصوص الاتفاق الأوروبي التركي: "أعتقد أن ذلك ممكنا. أدرك أننا سنجد موقفا مشتركا بهذا الشأن". وأضافت المستشارة الألمانية أنها تشاطر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك تقييمه". وكان توسك قد عبر عن تفاؤل حذر بخصوص التوصل إلى اتفاق مع تركيا بخصوص حل أزمة اللاجئين.
وبدأت القمة الأوروبية بعد ظهر اليوم الخميس (17 آذار/مارس 2016) بحضور قادة الدول الـ 28 في الاتحاد بجلسة تشاورية مغلقة لتحديد إطار الاتفاق المزمع عقده مع تركيا. وسينتقل المشاركون في القمة يوم غد إلى جلسة تجمعهم مع رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو الذي سيصل صباح يوم غد الجمعة إلى مقر المفوضية الأوروبية.
وقالت ميركل إنه ينبغي إيجاد مقاربة لمصالح الطرفين، الاتحاد الأوروبي وتركيا، إلى جانب ضمان تقديم المساعدات إلى اليونان. وأشارت ميركل إلى أن جولة مفاوضات معقدة تنتظر المشاركين، إلا أن التوجه واضح للجميع. وأكدت ميركل في حديثها على أهمية ضمان حق كل لاجئ بشكل فردي بأن تأخذ حقوقه بعين الاعتبار.
من جهته أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أنه "متفائل إلى حد ما". وأشاد قبل بدء القمة بقرار روسيا سحب القسم الأكبر من قواتها العسكرية من سوريا، معتبرا أن ذلك يمكن أن "يخفض عدد اللاجئين" الوافدين إلى الاتحاد الأوروبي ولو أنه "من المبكر الحديث" عن ذلك.
إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أن "ما نريد التوصل إليه بصورة واضحة هو توقف حركة عبور (اللاجئين) (...) ونتوقع أن يتوقف ذلك خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع" في حال توقيع الاتفاق مع تركيا.
ح.ع.ح/ع.ش( DW/أ.ف.ب)
سياسة اللجوء الأوروبية..بين النظرية والتطبيق
مع كل كارثة تقع عند أبواب أوروبا تتصاعد الانتقادات لسياسة واللجوء المشتركة للاتحاد الأوروبي وتتهم بالفشل. في هذه الجولة المصورة نتطرق إلى أهم معايير وقواعد سياسة الهجرة الأوروبية، وعلاقتها بالتطبيق العملي.
صورة من: Reuters
بين الخوف والأمل
بسبب الحروب الأهلية أو الاضطهاد أو ظروف العمل والحياة السيئة يبحث الناس عن الحماية بعيدا عن مسقط رأسهم. وينزح كثيرون منهم داخل أوطانهم أو إلى البلاد المجاورة. والبعض يأتي إلى دول الاتحاد الأوروبي. حاجتهم كبيرة لدرجة أنهم يخاطرون بحياتهم من أجل مستقبل أفضل. والصورة هنا لأطفال سوريين في مخيم اليرموك بدمشق.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
عدد المهاجرين بلغ رقما قياسيا
يصل المهاجرون إلى السواحل الإيطالية بأعداد متزايدة بلغت مؤخرا رقما قياسيا لم يسبق له مثيل. فمنذ بداية العام الجاري فقط وصل 68 ألف شخصا أو أنقذتهم البحرية، وفقا للأرقام الرسمية. ومن المتوقع أن ترتفع الأعداد في الأسابيع المقبلة لأن البحر المتوسط هاديء حاليا بشكل خاص.
صورة من: picture alliance/dpa
في انتظار التوافق الأوروبي
بعد كل حادثة كبيرة لغرق قارب مهاجرين يطالب السياسيون في الاتحاد الأوروبي بوضع نهاية لاستغلال عصابات التهريب أو بتوفير حماية أفضل للحدود الخارجية الأوروبية من خلال تقنية أحدث، لكن يغيب حتى الآن الاتفاق حول سياسة منح اللجوء داخل الاتحاد الأوروبي. وهذا يعطي الانطباع أن دول الاتحاد الـ 28 لا تثق في بعضها البعض، على حساب من يحتاجون للمساعدة.
صورة من: picture alliance/AP Photo
اللجوء حق إنساني ولكن..
ينص الإعلان العام لحقوق الإنسان على أن كل شخص مضطهد في بلده له الحق في الحصول على اللجوء في بلاد أخرى. وأقر الاتحاد الأوروبي بعد سنوات طويلة من الخلاف نظاما عاما أوروبيا للجوء. ويفترض في هذا النظام أن يتضمن معايير متشابهة في أوروبا كلها لتحقيق إجراءات عادلة وتضامن لاستقبال من يبحثون عن الحماية داخل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
صعوبة الحصول على وضع لاجىء
في عام 2013 قدم حوالي 430 ألف طلب للجوء داخل الاتحاد الأوروبي، رقم كبير لم يحدث منذ عام 1992. وجرى رفض 65 في المائة من الطلبات المقدمة وحصل 15 في المائة فقط من المتقدمين على وضعية لاجئ. أما ال20 في المائة الآخرون فقد حصلوا على إقامة مؤقتة فقط في الاتحاد الأوروبي.
عدم كفاية إمكانيات دول الإستقبال
يحاول الاتحاد الأوروبي إيجاد توازن بين الأمن الداخلي والواجب الإنساني، لأن موجات المهاجرين تتدفق على دول قليلة لا يمكنها وحدها استيعاب ذلك، أو مراقبة وحماية الحدود الخارجية الأوروبية. لذلك تحصل تلك الدول على دعم بشري وتقني من جهاز حماية الحدود الأوروبية فرونتيكس، الذي تواجه عملياته انتقادات حادة.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعض الأبواب موصدة
ويتبع جهاز فرونتيكس في عملة أوامر سلطات الدولة التي يعمل بها. وتحوم الشكوك حول فرونتيكس بأنه بناء على أوامر السلطات المحلية يقوم بصد القوارب المملوءة بالمهاجرين وردها إلى المياه الدولية أو لا ينقذ النازحين اللذين يتعرضون للغرق.
صورة من: picture-alliance/Milestone Media
إختلاف المعايير من بلد لآخر
تختلف قوانين استقبال وإيواء النازحين من بلد إلى آخر. وفي بعض الدول يتم اعتقال المهاجرين غير الشرعيين. كما أن شروط اعتبار شخص ما نازحا من عدمه تتوقف على الدولة التي قدم فيها طلب اللجوء. ويهدف الاتحاد الأوروبي إلى ضبط معايير حقوق النازحين وظروف الحياة والعمل.
صورة من: MSF
غياب التوزيع العادل للمهاجرين
وقد أنشئ مؤخرا مكتب دعم لشؤون اللجوء ومقره مالطا. ذلك البلد الذي كثيرا ما يتعرض لانتقادات بعجزه في التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين. ففي الربع الأخير فقط من عام 2013 تم تسجيل حوالي 300 طلب لجوء في الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 400 ألف نسمة. وبالنسبة لعدد السكان فهذا الرقم هو ثاني أعلى معدل في الاتحاد الأوروبي بعد السويد.
صورة من: Ben Borg Cardona/AFP/Getty Images
اللجوء للقضاء الأوروبي
تعرضت مالطا وإيطاليا واليونان في الماضي مرارا لعقوبات مالية بسبب سوء حالة أماكن إقامة الباحثين عن الحماية واللجوء. وبإمكان أي شخص تعرض لانتهاكات لحقوقه الإنسانية أن يقدم شكوى ضد البلد المعني أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
صورة من: picture-alliance/dpa
طلبات اللجوء: سوريا الأولى
بلغ عدد طلبات اللجوء المقدمة من سوريين في الاتحاد الأوروبي 50 ألف طلب في عام 2013 (هنا الصورة لسوريين في بلغاريا). وهي بهذا البلد الأول الذي يأتي منه طلبات لجوء إلى أوروبا. وتحل روسيا المرتبة الثانية بعدد 41 ألف طلب لجوء وأفغانستان في المرتبة الثالثة بـ 26 ألف طلب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
البقاء أطول من المسموح به
في العام الماضي فر 41 ألف شخص من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي. وبإمكان الروس الذين يحصلون على تأشيرة التحرك بحرية داخل دول الاتحاد الأوروبي. لكن كثيرا منهم لا يعودون إلى روسيا بعد انتهاء مدة التأشيرة وإنما يقومون بتقديم طلبات لجوء بسبب اضطهادهم سياسيا أو تعرضهم للتعذيب مثلا.
صورة من: picture alliance/Itar-Tass
تواصل الانتقادات والمعاناة
يبدو أن الأمر سوف يستغرق بعض الوقت حتى يتم تفعيل النظام الأوروبي الموحد لمعايير حماية النازحين. علاوة على ذلك تنتقد منظمات حقوق الإنسان مواصلة اعتقال طالبي اللجوء وتسريع الإجراءات في إبعاد الباحثين عن الحماية، رغم التأكد من أنهم لن يكونوا آمنين في بلدانهم الأصلية.