تعتزم المستشارة الألمانية زيادة الضغط الاقتصادي على تركيا حتى تفرج أنقرة عن الألمان المحتجزين لديها لأسباب سياسية. وقالت ميركل إن من المثير للامتعاض أن يزج بمجموعة من المواطنين الألمان داخل السجن في تركيا.
إعلان
أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم السبت (16 أيلول/ سبتمبر 2017) أنها تعتزم زيادة الضغط الاقتصادي على تركيا حتى تفرج عن الألمان المحتجزين لديها. وقالت ميركل في تصريحات لصحيفة "باساور نويه بريسه" الصادرة اليوم السبت: "علينا أن نواصل تقليص التعاون الاقتصادي مع تركيا وعلينا أن نضع المشروعات المشتركة تحت الاختبار". وأضافت ميركل أن من المثير للامتعاض أن يزج بمجموعة من المواطنين الألمان داخل السجن في تركيا.
وأوضحت ميركل: "نحن نشرف على المحتجزين عن طريق القنصليات بقدر الإمكان، إلا أن ذلك يقابل بصعوبات في بعض الحالات من الجانب التركي". وأعلن زيغمار غابريل وزير الخارجية الألماني من جانبه أنه لا يوجد أساس لمواصلة مباحثات الالتحاق بالاتحاد الأوروبي مع تركيا. وقال لمحطة "إس في آر" التلفزيونية: "لا يمكننا إجراء مفاوضات الالتحاق بالاتحاد مع دولة تحتقر حقوق الإنسان وحرية الصحافة وتزج بمواطنين من دول هذا الاتحاد دون مبرر ظاهر داخل السجون"، مشيرا إلى أن المفاوضات مع تركيا مستمرة منذ خمسين عاما دون فائدة.
وأضاف غابريل أنه لهذا السبب فعلينا أن نتحدث عن صور أخرى من التعاون "عندما تتغير الحكومة التركية نفسها". كذلك أعرب المرشح الاشتراكي الديمقراطى لمنصب المستشارية مارتين شولتس عن موافقته على إلغاء أنقرة لاتفاقية اللاجئين بين تركيا والاتحاد الأوروبي، قائلا إنه حين تتصرف الحكومة التركية بهذه الصورة فلا يمكن أن تكون عضوا في الاتحاد الأوروبي.
وقال شولتس في تصريحات لمحطة "دويتشه فيله" (DW) اليوم السبت إنه إن كانت النتيجة هي إلغاء اتفاقية اللاجئين "فعلينا أن نتعامل معها، ومن ثم يجب علينا نحن أن نشرف على اللاجئين، وأنا لست مستعدا للركوع أمام السيد إردوغان، فلا يصح أن يسمح أحد لنفسه بأن يكون عرضة للابتزاز". وتعرضت العلاقات بين ألمانيا وتركيا لأشكال من التوتر منذ عدة أشهر، بسبب إلقاء تركيا القبض على مواطنين ألمان لأسباب سياسية.
ع.م/ ع.خ (د ب أ)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)