أكدت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أن حالتها الصحية بخير، رغم إصابتها بنوبة ارتجاف للمرة الثالثة علنا، أثناء مراسم استقبال رئيس الوزراء الفنلندي، أنتي رينه.
إعلان
قالت المستشارة أنغيلا ميركل اليوم (الأربعاء العاشر من يوليو/ تموز 2019) في المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء الفنلندي: "لا تقلقوا علي"، مضيفة: "أنا على قناعة تامة بأني قادرة على أداء مهامي بشكل جيد".
وبررت ميركل نوبة الارتجاف، الثالثة خلال ثلاثة أسابيع، بأنها "لا تزال في مرحلة استيعاب" النوبة التي أصابتها منتصف حزيران/يونيو خلال استقبال الرئيس الأوكراني الجديد فولوديمير زيلينسكي، وقالت إن هذه المرحلة لم تنته بعد، "ولكن هناك تقدم".
وردا على سؤال عما إذا كان من حق الرأي العام، بعد تكرار ارتجافها للمرة الثالثة خلال بضعة أسابيع، أن يعلم ما إذا كانت المستشارة بحالة صحية جيدة، أجابت ميركل بتحفظ: "أعتقد أن تصريحاتي اليوم لهذا السبب"، مشيرة إلى أنها بصدد استيعاب الارتجاف الأول،
وكانت ميركل قد تعرضت اليوم مجددا لنوبة ارتجاف طالت جميع جسمها، وذلك أثناء استقبالها رئيس الوزراء الفنلندي بمراسم عسكرية في برلين، وذلك للمرة الثالثة خلال نحو ستة أسابيع.
وكانت ميركل تبتسم وتتحدث بسلاسة في بداية المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء الفنلندي الزائر أنتي ريني. وأضافت ميركل "أنا بخير... لا داعي لأن يقلق الناس بشأني".
وأظهرت لقطات تلفزيونية ميركل وهي ترتعش خلال استقبالها لريني، لكن متحدثا باسم الحكومة قال إنها بخير. واهتز جسد ميركل بينما كانت تقف مع ريني خلال استعراض حرس الشرف لدى وصوله.
من أديناور إلى ميركل.. مستشارو ألمانيا وبصماتهم في الحكم
ستة مستشارين ومستشارة ترأسوا الحكومات الألمانية المتعاقبة منذ عام 1949، آخرهم أنغيلا ميركل. DW تأخذكم في جولة تاريخية للتعرف على أسلاف ميركل في الحكم وسيرهم وتركتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Sauer
كونراد أديناور (1949-1963)
كان كونراد أديناور أول مستشار لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وتحت قيادته أصبحت ألمانيا دولة ذات سيادة. في السياسة الخارجية انضمت ألمانيا إلى المعسكر الغربي في مواجهة الاتحاد السوفيتي وحلفائه. وقد اعتبر أسلوب أديناور المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي في الحكم استبداديا. ينحدر أديناور من منطقة حوض الراين ومن هنا جاء سعيه إلى أن تصبح مدينة بون هي عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: Imago/United Archives International
لودفيغ إيرهارد (1963-1966)
في عام 1963 أجبر الحزب المسيحي الديمقراطي أديناور البالغ من العمر 87 عاماً على الاستقالة واختار لودفيغ إيرهارد خليفة له. وكان إيرهارد قد اكتسب شهرة وشعبية لتبنيه نظام السوق الاجتماعي واصبح "أب" المعجزة الاقتصادية الألمانية. كان السيجار لا يفارق شفتيه ومن النادر رؤيته بدونه؛ إذ كان يدخن ما لا يقل عن 15 سيجاراً في اليوم. لم تعمر حكومته طويلاً؛ إذ استقال عام 1966.
صورة من: picture-alliance/dpa
كورت غيورغ كيسنغر (1966-1969)
شكل كورت غيورغ كيسنغر أول حكومة اتلافية موسعة من الحزبين المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي. ونجح في إعطاء دفعة للاقتصاد الذي أصابه الركود، غير أن إقرار قانون الطوارئ الذي يعطي للدولة حقوق خاصة للتعامل مع الأزمات دفعت الشباب للنزول إلى الشارع. ومن هنا ولدت الحركة الطلابية في أواخر الستينات. كان كيسنغر موضع جدل بسبب ماضيه أثناء الحكم النازي.
صورة من: picture-alliance/dpa
فيلي برانت (1969-1974)
أدى الحراك الاجتماعي إلى تغيير سياسي؛ إذ أصبح فيلي برانت أول مستشار ألماني ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي. جلوسه على ركبتيه أمام نصب تذكاري للغيتو اليهودي في وارسو بقيت عالقة في الأذهان لطلب المسامحة على الماضي النازي لألمانيا والمصالحة مع الحاضر. وقد تبني سياسة خارجية خففت حدة التوتر مع المعسكر الشرقي، وحاز بسببها على جائزة نوبل للسلام عام 1971.
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت شميت (1974-1982)
تقلد هيلموت شميت منصب المستشار بعد استقالة صديقه ورفيقه الحزبي فيلي برانت. وقد تميز عهده بعدة أزمات، من بينها التضخم والانكماش الاقتصادي والحظر النفطي العربي إبان حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973. وقد واجه إرهاب "الجيش الأحمر" اليساري RAF بكل حزم ولم يخضع لابتزازهم. وخسر منصبه في اقتراع على الثقة في البرلمان الألماني (بوندستاغ).
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت كول (1982-1998)
أطول رئيس حكومة في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية؛ إذ استمر عهده 16 عاماً. كان كول غير ميالاً للإصلاح ويسعى للمحافظة على الأوضاع كما هي، غير أنه دخل التاريخ كـ"مستشار الوحدة الألمانية" ومهندسها. كما عمل على إعادة بناء ما كان سابقاً يسمى بـ "جمهورية ألمانيا الديمقراطية". لم تتوقف تركته عند حدود ألمانيا، إذ أنه عمل بدأب على الدفع باتجاه تقوية العلاقات الأوروبية وتسهيل الاندماج الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
غيرهارد شرودر (1998-2005)
بعد أربع فترات انتخابية لهيلموت كول نضج مزاج التغير. ترأس غيرهارد شرودر أول حكومة ائتلافية بين الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر. وفي ظله شاركت ألمانيا للمرة الأولى في مهمات عسكرية خارجية في إطار الناتو كتلك في أفغانستان. وقد أدخل شرودر تعديلات على نظام الرعايا الاجتماعية فيما عرف بـ"أجندة 2010". وقد تسببت ذلك بأزمة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتظاهر الكثيرون ضد ما أسموه "التجريف الاجتماعي".
صورة من: picture-alliance/dpa
أنغيلا ميركل (2005- إلى اليوم)
انتخبت أنغيلا ميركل كأول سيدة لمنصب المستشارة في 2005. وفي 14 آذار/مارس 2018 أعيد انتخابها للمرة الرابعة. نهجها السياسي تميز بالبراغماتية. بدأ نجمها السياسي بالأفول شيئاً فشيئاً منذ عام 2015 وقرارها التاريخي بإدخال أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا. وبعد عدة خسارات في انتخابات الولايات أعلنت "المرأة الحديدة" أنها ستتخلى عن رئاسة الحزب ولن تترشح لمنصب المستشارة في عام 2021.
ديانا بيسلر/ خالد سلامة
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
8 صورة1 | 8
ولم يقدم مكتب ميركل تفسيرا لنوبات الارتعاش التي تصيبها مما أثار تكهنات في وسائل الإعلام الألمانية عن السبب. وليس للمستشارة التي تبلغ من العمر 64 عاما تاريخ مع أي مرض خطير.
وقال المتحدث إن "المستشارة بخير وتسير المحادثات مع رئيس الوزراء الفنلندي وفق المخطط له".
وبعد أول نوبة ارتعاش تصيب ميركل، وكانت أثناء لقائها بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم 18 يونيو حزيران، قالت ميركل إنها شعرت بتحسن بعد شرب بعض الماء.
وشوهدت من جديد وهي ترتجف أثناء لقاء بالرئيس فرانك فالتر شتاينماير يوم 27 يونيو/ حزيران، لكن المتحدث باسمها قال إنها بخير. وسافرت ميركل بعدها كما كان مقررا إلى اليابان لحضور قمة مجموعة العشرين.
وقال مسؤول بالحكومة إنها مسألة نفسية إذ أنها تحاول جاهدة تجنب تكرار الرعشة.
وبعد زيارتها لليابان، توجهت ميركل مباشرة إلى محادثات معقدة استمرت ثلاثة أيام في بروكسل لاتخاذ قرار بشأن مجموعة جديدة من المرشحين لمناصب عليا بالاتحاد الاوروبي.
وميركل في السلطة منذ 14 عاما، وهي معروفة بالالتزام بأخلاقيات العمل وتشتهر بقدرتها على التركيز على التفاصيل في المناقشات المعقدة المطولة في اجتماعات الاتحاد الأوروبي أكثر من الزعماء الآخرين