نجحت المستشارة الالمانية ميركل في وضع تصورها الخاص للمناصب الوزارية القادمة المخصصة لحزبها ضمن الحكومة القادمة. بيد أن هذه الحكومة لن تبصر النور إلا بعد مصادقة أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية تشكيل الائتلاف الكبير.
إعلان
انتهت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الأحد (25 فبراير/ ) من وضع قائمتها الخاصة بالمناصب الوزارية التي سيشغلها حزبها ضمن الحكومة الائتلافية القادمة. واحتفظت ميركل ببعض الوجوه القديمة كبيتر آلتماير وأورزولا فون دير لاين، في حين ستمنح المناصب الوزارية الأخرى لأعضاء جدد من حزبها وخصوصا من الجيل الشاب.
وقالت ميركل مساء اليوم الأحد: "بهذا الفريق يمكن البدء الآن في الاضطلاع بواجبات المستقبل"، لافتة إلى أن القائمة تقدم مزيجا جيدا من أصحاب الخبرات والوجوه الجديدة. ووفقا لما ذكره المشاركون في لجان الحزب فإن المرشحين للمناصب الوزارية الست التي تخص الحزب المسيحي الديمقراطي (حزب ميركل) ضمن حكومة الائتلاف الكبير هم كما يلي:
بيتر ألتماير - الاقتصاد
هيلغا براون - المستشارية
أنيا كارليتسيك - التعليم
يوليا كلوكنر - الزراعة
أورزولا فون دير لاين - الدفاع
يينزشبان - الصحة
والآن أصبحت الكرة في مرمى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي لم يحدد رسميا أسماء الشخصيات الست التي ستشغل الحقائب الوزارية الممنوحة لها في الائتلاف الكبير. فإعلان ميركل عن أسماء وزراء حزبها يشكل ضغطا إضافيا على قيادة الحزب الاشتراكي التي أجلت الإعلان الرسمي عن وزرائها حتى الانتهاء من تصويت أعضاء الحزب على المشاركة في الحكومة المقبلة.
ويشار إلى أنه لا يزال يتعين حصول الائتلاف الحكومي على موافقة أعضاء الحزب الاشتراكي الذين يصوتون في استفتاء داخلي ستعلن نتائجه في 4 آذار/مارس.وإذا ما صوت غالبية أعضاء الحزب بـ"لا" في الاقتراع الذي يجري عبر البريد والإنترنت، فإن ألمانيا ستواجه شللا سياسيا وربما تضطر للذهاب الى انتخابات مبكرة جديدة قد تنذر بأنهاء مسيرة ميركل في قيادة البلاد بعد 12 عاما في السلطة.
ع.أ.ج / أ.ح (د ب ا، أ ف ب)
كيف تمول الأحزاب الألمانية حملاتها الانتخابية؟
لوحات الدعاية للمرشحين في الشوارع والمؤتمرات الانتخابية والشرح المفصل لبرامج الأحزاب، كلها أمور تكلف الأحزاب مبالغ طائلة. فمن أين تأتي الأحزاب الألمانية بالمال اللازم لتمويل حملاتها الانتخابية؟
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
اعتماد كبير على التبرعات
تلعب التبرعات –بالإضافة لدعم الدولة الذي تحصل عليه جميع الأحزاب الأخرى- دوراً مهماً في تمويل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي ترأسه المستشارة أنغيلا ميركل. وبلغت التبرعات التي حصل عليها الحزب في عام 2017 وحده، أكثر من مليوني يورو. أما تكاليف الحملة الانتخابية للحزب لانتخابات 2017 فقدرت بنحو 20 مليون يورو، وفقا لبيانات الحزب نفسه.
صورة من: Reuters/F. Bensch
سرية تكاليف الحملة الانتخابية
أما حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي (الحزب البافاري)، الشقيق الأصغر للحزب المسيحي الديمقراطي، والذي يشكل معه ما يعرف بـ"الاتحاد المسيحي"، فلم يكشف عن تكلفة حملته الانتخابية لأسباب استراتيجية داخله. لكن توقعات الخبراء، التي تعتمد على حملة الحزب الأخيرة في عام 2013، تشير إلى أن تكلفة الحملة الانتخابية هذا العام تقدر بنحو تسعة ملايين يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
الحزب الاشتراكي يكسب أموالاً بنفسه
تكلفة الحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي خلال انتخابات عام 2013، تفوقت على كافة الأحزاب الأخرى وبلغت تحديداً 23 مليون يورو. وارتفعت إلى 24 مليون يورو خلال الحملة الانتخابية الحالية. وبدلا من الاعتماد بشكل كبير على التبرعات، يكسب الحزب الاشتراكي بنفسه أموالاً من خلال المشاركة في مؤسسات مختلفة، وهو ما يدر على الحزب سنوياً نحو مليوني يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
اعتماد أساسي على التبرعات
الحزب الديمقراطي الحر هو الآخر يعتمد بشكل كبير على التبرعات مثل الحزب المسيحي الديمقراطي، وتلقى الحزب خلال العام الجاري وحده، أكثر من 1.5 مليون يورو من كبار المتبرعين. ورغم قلة ميزانية الحملة الانتخابية للحزب مقارنة بالأحزاب الأخرى، والتي بلغت نحو خمسة ملايين يورو، إلا أن حملة الحزب هذا العام جذبت الاهتمام بشكل واضح.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Gollnow
حملة انتخابية بأقل تكلفة ممكنة
ميزانية الحملة الانتخابية لحزب الخضر كانت ضئيلة أيضا مقارنة بأحزاب أخرى، إذ بلغت هذا العام، بناء على أقوال الحزب ذاته، نحو 5.5 مليون يورو، مقارنة بنحو خمسة ملايين يورو خلال انتخابات 2013.
صورة من: picture alliance / dpa
أعضاء الحزب يمولون حملته الانتخابية
اختلاف واضح في طريقة تمويل حزب "اليسار"، الذي لا يعتمد على التبرعات وإنما على مساهمات الأعضاء، والتي تشكل نحو 34 بالمئة من مصادر دخل الحزب. وأنفق "اليسار" نحو 6.5 مليون يورو على الحملة الانتخابية لهذا العام، مقارنة بنحو 4.5 مليون يورو خلال انتخابات 2013.
صورة من: DW/P. Böll
حيلة مذهلة- بيع الذهب لأجل المال!
ابتكر حزب البديل من أجل ألمانيا، طريقة جديدة لتمويل نفسه، تعتمد على بيع الذهب للأعضاء بالحزب؛ بحجة أن الذهب أكثر أمناً من اليورو، الذي يعارضه الحزب أصلاً. وحصل الحزب من خلال عمليات البيع – التي تم منعها مؤخراً- على نحو مليوني يورو، تستخدم في تمويل الحملة الانتخابية، التي تشير تقديرات إلى أنها بلغت نحو ثلاثة ملايين يورو.
صورة من: DW/M. Sileshi Siyoum
تبرع غير مباشر
في الوقت نفسه يحقق الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، مكاسب أيضا من خلال "الرعاية". فعن طريقها تحصل أحزاب على دعم مالي من شركات ومؤسسات، يتمثل في توفير مساحات للوحات الدعاية والإعلان للحزب. ينتقد الكثيرون غياب الشفافية في هذه الطريقة. ويتخلى حزب "اليسار" تماماً عن فكرة "الرعاية"، التي تلعب دورا محدودا بالنسبة لأحزاب أخرى مثل الخضر والديمقراطي الحر (الليبرالي).
صورة من: picture-alliance/F. May
مبلغ مقابل كل صوت!
تشارك الدولة أيضا في تمويل الحملات الانتخابية، لكن بعد انتهاء الانتخابات، إذ يحصل كل حزب على مبلغ معين (83 سنتاً) مقابل كل صوت يحصل عليه في الانتخابات. وهي طريقة يمكن للأحزاب من خلالها تعويض تكلفة الحملات الانتخابية. اعداد: تابيا برونته/ ابتسام فوزي