بعد مشاركتها في قمة الدول السبع الكبرى، تحدثت المستشارة ميركل في مقابلة شاملة مع القناة الأولى (ARD) في معظم القضايا التي يتم تداولها حاليا في ألمانيا. فشل القمة وملف اللاجئين أخذا الحيز الأكبر من مقابلة ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/NDR/W. Borrs
إعلان
اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الأحد (10 حزيران/ يونيو 2018) أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة التراجع عن تأييده للبيان الختامي لقمة مجموعة السبع كان أمرا "محبطا إلى حد ما". وقالت ميركل في مقابلة مع القناة الأولى في التلفزة الألمانية "ARD" وضمن برنامج "آنّا فيل" الحواري "هذا قاس، هذا مخيب للآمال هذه المرة، لكنها ليست نهاية" مجموعة السبع.
وأضافت تقول: "هذا محبط. وقولُ ذلك كثير بالنسبة لي"، ساخرة من تحفظها المعتاد في التصريحات. وطمأنت ميركل بالقول: "لا أعتقد أنها نهاية العلاقة عبر الأطلسي"، مضيفة أن "إلغاء البيان خطوة حاسمة لكن الولايات المتحدة بلد ديموقراطي". وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس رد على الرئيس الأميركي قائلا إن تغريداته دمرت "مقدارا هائلا من الثقة".
وحول موضوع اللاجئين رفضت المستشارة ميركل مقترح حليفها الاتحاد الاجتماعي المسيحيالبافاري حول الإعادة القسرية للاجئينمن على الحدود الألمانية. وأضافت ردا على سؤال بهذا الخصوص: "أفضل أن تكون الأولوية لقانون الاتحاد الأوروبيعلى القانون الوطني".
وشددت ميركل على أنها تراهن على إجراء إصلاح في سياسة الاتحاد الأوروبي في ملف اللجوء، وذكرت مثالا على ذلك اتفاق دبلن. كما تحدثت ميركل عن ضرورة حماية أفضل للحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ونظام لجوء مشترك في الاتحاد الأوروبي بنفس المعايير. وأضافت قائلة إنها تريدهذه الإصلاحات الأوروبية على أن "نتصرف على المستوى الوطني".
ميركل مع ترامب في قمة الدول السبع.صورة من: Reuters/Bundesregierung/J. Denzel
ترحيل أسرع لطالبي اللجوء المرفوضين
وردا على سؤال حول قضية الفتاة القاصر سوزانا البالغة من العمر 14 عاما، والتي يشتبه بأن طالب لجوء من العراق قام باغتصابها وقتلها، طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالإسراع في ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين. وأضافت ميركل أن هذه القضية بينت بشدة على أنه "من الأهمية بمكان، أن تتم إجراءات المحاكم الإدارية للأشخاص الذين ليس لديهم حق الإقامة بسرعة وأن يرسلوا بأقصى سرعة إلى بلدانهم".
وكانت المستشارة أنغيلا ميركل قد أدانت على هامش قمة مجموعة السبع في كندا ما وصفتها بـ "جريمة القتل الدنيئة"، مؤكدة أن "عقوبتها" يجب أن تكون بمستوى خطورتها بعد التحقق من الوقائع. وأضافت أن "الحزن الهائل الذي ضرب العائلة يؤثر على الجميع وعلي أيضا"، مشيدة بتعاون قوات الأمن الكردية.
يشار إلى أن المشتبه به علي ب. اعترف أمام قاضية التحقيق في المحكمة الإدارية بفيسبادن بقيامه بقتل الفتاة، إلا أنه أنكر واقعة الاغتصاب بشدة. القاضية أمرت بإيداعه السجن الاحترازي.
أ.ح/م.أ.م (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)