رفضت المحكمة الدستورية الاتحادية طلبات ضد التصويت الذي يعتزم الحزب الاشتراكي الديمقراطي إجراءه بين أعضائه حول تشكيل حكومة مع ميركل، التي اتهمها زعيم حزب البديل بتفريغ حزبها أيديولوجياً لاسترضاء الاشتراكيين.
إعلان
ميركل والتنازلات المؤلمة لتشكيل الحكومة
26:04
قررت المحكمة الدستورية الألمانية في مدينة كارلسروه، اليوم الأربعاء (السابع من شباط/فبراير 2018)، رفض خمسة طلبات ضد التصويت الذي يخطط الحزب الاشتراكي الديمقراطي لإجرائه بين أعضائه حول الائتلاف المحتمل مع تحالف المستشارة انجيلا ميركل المسيحي. وذكر متحدث باسم المحكمة أنه لا يوجد تبرير لهذه الطلبات.
في غضون ذلك نقلت وكالة رويترز عن مصادر داخل الحزب الاشتراكي قولها إن التصويت سيتم في الفترة ما بين العشرين من شباط/ فبراير حتى الثاني من آذار/ مارس المقبل، على أن تعلن النتائج في الرابع من الشهر نفسه.
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد أشادت في مؤتمر صحفي مشترك مع زعيم الحزب الاشتراكي، مارتن شولتس، وزعيم الحزب البافاري، هورست زيهزفر، بالاتفاق على تشكيل الحكومة الاتحادية، ووصفته بأنه أساس جيد لحكومة مستقرة، وأكدت أن المجهودات التي تم بذلها خلال المفاوضات أتت بثمارها.
ودافعت المستشارة عن اضطرار حزبها المحافظ للتنازل عن أهم الحقائب الوزارية من أجل تشكيل ائتلاف جديد قائلة "اضطررنا إلى تقديم تنازلات" في المحادثات مع الاشتراكيين. وعلى الرغم من استحواذ الحزب الاشتراكى على الوزارات الرئيسية وهي المالية، والخارجية، والعمل والشؤون الاجتماعية، قالت ميركل إن المسيحيين الديمقراطيين بزعامتها احتفظوا بـ "وزارات مهمة" من بينها الصحة والزراعة.
يتوقف مصير ميركل على قرار قاعدة الحزب الاشتراكي الديمقراطي
01:21
This browser does not support the video element.
وقالت المستشارة إن اتفاق الائتلاف سيشكل أساسا "لحكومة جيدة ومستقرة"، مضيفة أنه في النهاية كانت محادثات الائتلاف التي استمرت أكثر من ثلاثة أسابيع "تستحق العناء". وأكدت أن التمويلات المالية القوية والاستثمار في المجالات الاجتماعية ستكون علامات مميزة لحكومتها الجديدة.
شولتس: معاهدة الائتلاف تحمل " خط الحزب الاشتراكي"
بدوره قال مارتن شولتس، زعيم الحزب الاشتراكي، إن معاهدة الائتلاف الكبير "تحمل إلى حد بعيد خط الحزب الاشتراكي". ورفض شولتس الإدلاء بتصريحات حول نيته المعلنة لتولي منصب وزير الخارجية والتخلي عن زعامة الحزب لزعيمة الكتلة البرلمانية للاشتراكيين أندريا ناليس. وذكر أن من بين النجاحات التي حققها حزبه تقييد إبرام عقود عمل مؤقتة بدون أسباب موضوعية، وتطبيق معاش أساسي وتوفير المزيد من الأموال لرعاية الأسر.
وبدوره أعرب هورست زيهوفر، زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، عن سعادته بالتوصل إلى اتفاق تشكيل نسخة جديدة من الائتلاف الكبير لقيادة البلاد في الدورة التشريعية حتى 2021. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع ميركل وشولتس، قال زيهوفر إنهم في بافاريا يعبرون عن رضائهم بالقول " مناسب هكذا". واختتم زيهوفر كلامه بالقول إنه لا يزال هناك المزيد من العمل الواجب تأديته حتى يتم التأكيد النهائي للمعاهدة عبر تصويت أعضاء الحزب الاشتراكي.
حزب البديل: ميركل فرغت حزبها إيدلوجياً لاسترضاء الاشتراكيين
بيد أن زعيم حزب "البديل لأجل ألمانيا" اليميني الشعبوي اتهم ميركل بتفريغ الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه من مضمونه في ظل الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بشأن تشكيل ائتلاف حاكم. وقال ألكسندر غاولاند: "إذا جاز التعبير فإن الحزب المسيحي الديمقراطي لا يعد بعد ذلك سوى هيكل فارغ".
كما اتهم زعيم حزب البديل المستشارة ميركل بتسليم حقائب حكومية مهمة باستهتار للاشتراكيين مثل وزارات العمل والمالية والخارجية. وقال: "كي تظل ميركل دون مضمون على القمة وكي يقبل الاشتراكيون الديمقراطيون ذلك، تم التخلي عن الحزب المسيحي الديمقراطي بصفته حزباً".
خ.س/أ.ح (د ب أ، رويترز)
أبرز الوزراء المحتملين في حكومة ميركل الرابعة
كُشف بشكل غير رسمي عن أسماء الوزراء الذين سيكونون حول المستشارة ميركل، خلال ولايتها الرابعة. ولكن بشرط أن يحظى اتفاق تشكيل الحكومة بموافقة أغلبية أعضاء الحزب الاشتراكي. فيما يلي أبرز الأسماء المرشحة.
صورة من: Getty Images/C. Koall
نائب المستشارة ووزير المالية: أولاف شولتس
سيكون السياسي الاشتراكي المخضرم، أولاف شولتس، أحد أبرز المفاجآت في الحكومة الجديدة، لأنه سيتولى حقيبة المالية، التي تعتبر من الوزارات الهامة جدا في ألمانيا، والتي كانت بحوزة الحزب المسيحي الديمقراطي في الحكومة السابقة. كما سيشغل شولتس منصب نائب المستشارة أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Charisius
الخارجية: مارتن شولتس
كان متوقعا أن تذهب حقيبة الخارجية للحزب الاشتراكي، حيث يشغلها حاليا زيغمار غابرييل. ولكن المفاجئ هو أن يطرح اسم مارتن شولتس بقوة لتولي هذا المنصب، على أن يتنازل عن رئاسة الحزب الاشتراكي للسياسية البارزة أندريا ناليس. وعموما يعتبر منصب وزير الخارجية الأنسب لمارتن شولتس لكونه يمتلك الخبرة ولأنه أثبت جدارة في منصبه السابق كرئيس للبرلمان الأوروبي.
صورة من: Reuters/C. Mang
الداخلية: هورست زيهوفر
كان متوقعا أيضا أن تذهب حقيبة الداخلية للحزب المسيحي الاجتماعي (البفاري)، وكان وزير داخلية ولاية بافاريا، يواخيم هيرمان، أبرز المرشحين لتولي المنصب. لكن المفاجأة جاءت الآن بطرح اسم هورست زيهوفر، لتولي الشؤون الداخلية، والتي تضم قضايا عدة، منها شؤون اللجوء واللاجئين. مع توسيع صلاحيات الوزارة لتشمل الاهتمام بشؤون الريف والتعمير، حيث هناك حاجة كبيرة لتغطية النقص في المساكن في ألمانيا.
صورة من: Reuters/C. Mang
الدفاع: أورزولا فون دير لاين
ستواصل الوزيرة المخضرمة -عن الحزب المسيحي الديمقراطي- مهامها على رأس وزارة الدفاع الألمانية. وهي التي رسمت عدة خطوط عريضة لإصلاح الجيش الألماني، وبدأت بتنفيذها فعلا. والآن تتطلع لاستكمالها خلال السنوات الأربع القادمة. كما سيكون عليها أن تتعامل بذكاء مع ضغوط حليفتها في الناتو، الولايات المتحدة، التي تريد من بقية الدول الأعضاء زيادة الإنفاق العسكري.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundeswehr
العدل: هايكو ماس
الوزير هايكو ماس (من الحزب الاشتراكي)، الذي كان يشغل منصب وزارة العدل ضمن الحكومة المنتهية ولايتها، يبدو مرشحا فوق العادة للاستمرار في منصبه، رغم النقد الذي لقيه مؤخرا قانون وسائل التواصل الاجتماعي المعروف باسم "نيتس د. ج.".
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
وزارة الأسرة: كاتارينا بارلي
السياسية التي دخلت البرلمان الألماني لأول مرة في عام 2013 عن الحزب الاشتراكي، شاءت الظروف أن تصبح وزيرة للأسرة في 2017، بعد رحيل الوزيرة السابقة مانويلا شفيزيغ لتتولى رئاسة وزراء ولاية ميكلنبورغ – فوربوميرن. وستواصل بارلي، المولودة لأب بريطاني وأم ألمانية، قيادة وزارة الأسرة، مع وعود بتقديم الكثير من أجل دعم العائلات في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
التنمية والتعاون الاقتصادي: دوروته بير
ستكون دوروته بير (39 عاما) أصغر أعضاء الحكومة الجديدة، حيث من المرجح أن تخلف زميلها في الحزب المسيحي الاجتماعي، غيرد مولر. وتعتبر هذه الوزارة من أنشط المانحين على مستوى العالم، حيث تساعد ألمانيا من خلالها وتدعم الكثير من المشاريع التنموية في مختلف أنحاء العالم.
صورة من: picture alliance/dpa/B. von Jutrczenka
الاقتصاد: بيتر ألتماير
لقي بيتر ألتماير الكثير من الإشادة خلال توليه منصب وزارة شؤون المستشارية في الحكومة المنتهية ولايتها. والآن يستعد ألتماير لخوض تحدٍ جديد على رأس وزارة الاقتصاد. ألتماير كان من بين المحاورين الأساسين عن الحزب المسيحي الديمقراطي، خلال مفاوضات تشكيل الحكومة. وكان يأتي إلى مقر المفاوضات على دراجته الهوائية.