ميركل تقول إن الشعور العام كان مع قرارها باستقبال اللاجئين
٢٣ فبراير ٢٠٢٢
شريط وثائقي جديد يعرض أهم أحداث الفترة التي قضتها ميركل كمستشارة. وكان لابد أن يأخذ قرارها التاريخي لفتح الحدود أمام آلاف اللاجئين في عام 2015 حيزأ مهمها، شرحت فيه الأخيرة دوافعها لاتخاذ قرار أثار جدلا داخليا كبيرا.
إعلان
في فيلم وثائقي عن المستشارة السابقة أنغيلا ميركل، عرضته قناة "أرتيه" الفرنسية - الألمانية ليلة الثلاثاء (22 فبراير/ شباط 2022)، أوضحت الأخيرة الأسباب التي دفعتها لفتح الأبواب أمام عشرات الآلاف من اللاجئين إلى الدخول إلى الأراضي الألمانية، في خطوة حصدت بها انتقادات داخلية وخارجية كثيرة.
وقالت ميركل (67 عاما) إن دافعها الأساسي لاتخاذ القرار كان هو مراعاة حقوق الإنسان. وقالت في الفيلم الذي حمل عنوان"أنغيلا ميركل - مع مرور الوقت"، إن "المادة رقم واحد في دستورنا تقول: كرامة الإنسان
مصونة. وهذا لا ينطبق فقط على الألمان".
أّشد المعجبين بأنغيلا ميركل
02:15
وأضافت الأخيرة في المقابلة التي تم تسجيلها للفيلم الوثائقي في ديوان المستشارية في السادس من كانون الأول/ديسمبر الماضي؛ أي قبل يومين من تولي المستشار الجديد أولاف شولتس مهام منصبه: "لا أعرف ما إذا كانت المادة 1 من الدستور عاطفية. أرفض ذلك"، وإنما هي "منبثقة على الأحرى من تجربة عميقة ولها علاقة بكامل صورتنا البشرية"، معربة عن دهشتها "من أن هذا دائما موضع تساؤل".
وأشارت ميركل إلى أنه كان هناك أيضا شعور عام في ألمانيا تجاه موضوع اللاجئين، بالطبع "كان الناس يتوقعون مني ألا يأتي 10 آلاف شخص إلينا في اليوم لمدة عشر سنوات. لكنهم في نفس الوقت رأوا تلك الحالة الطارئة وشاركوا في التعامل معها. العديد من رؤساء البلديات، والعديد من المتطوعين"، وتابعت: "ولذلك لم أشعر بأني بمفردي على الإطلاق".
وفي ضوء تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين من سوريا، من بين آخرين، لم تغلق ميركل الحدود الألمانية في عام 2015، وأكدت مرارا قناعتها بأن ألمانيا ستسيطر على الوضع، وصاغت العبارة التي انتقدها خصومها بشدة: "نستطيع ذلك".
وبعد سبع سنوات وصفت ميركل الأوضاع السائدة في ذلك الوقت على أنها "في الواقع كانت تفاقما لوضع متصاعد"، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من السوريين من بين اللاجئين في ذلك الوقت كان لهم أيضا الحق في اللجوء.
وانتقدت ميركل الانقسام الأوروبي فيما يتعلق بسياسة اللجوء الأوروبية، مشيرة إلى أنه كان من الواضح في ذلك الوقت "أنها مشكلة أوروبية". وذكرت ميركل أنها بدأت بعد ذلك بسرعة كبيرة في خريف 2015 في التفاوض على اتفاقية اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وقالت: "كنت أتمنى المزيد من العدالة في التوزيع بالطبع... سيظل عدم اتفاقنا في قضية اللاجئين وقضايا الهجرة الجبهة المفتوحة في الاتحاد الأوروبي حتى اليوم".
وأشاد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بتصرفميركل خلال الوضع آنذاك، وقال في الفيلم الوثائقي: "لقد كان قرارا سياسيا منها محفوفا بالمخاطر. لكنها كانت على حق من الناحية الأخلاقية"، مضيفا أن تصرفها كان نموذجا لما اعتبرته ميركل مهما جدا أخلاقيا وخُلُقيا، لدرجة أنها كانت على استعداد للمخاطرة بمنصبها من أجل ذلك، وقال: "في النهاية هذا ما يميز القادة عن الساسة العاديين".
و.ب/ع.ج.م (د ب أ)
كلمات وداع مؤثرة من قادة العالم للمستشارة ميركل
تنهي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مسارها السياسي بعد 16 عامًا في المنصب. وبهذه المناسبة توجه إليها عدد كبير من قادة العالم الحاليين والسابقين بكلمات مؤثرة. في هذه الجولة المصورة نستعرض بعضها.
صورة من: Guido Bergmann/Bundesregierung/Getty Images
أشاد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بميركل قائلا إنها "صديقة عظيمة وصديقة شخصية له وللولايات المتحدة الأمريكية"، ووصفها بأنها امرأة "تاريخية". وخلافا لسلفه دونالد ترامب فإن علاقة ميركل ببايدن أفضل بكثير. رغم ذلك ظلت العلاقة هادئة.
صورة من: Guido Bergmann/Bundesregierung/Getty Images
وصف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ميركل بأنها تتمتع "بروح الدعابة والبراغماتية الحكيمة"، مضيفا أنها "بوصلة أخلاقية لا هوادة فيها". ووجه أوباما الخطاب لميركل بالقول "سعيد جدا لأني أصبحت صديقا لك".
صورة من: Reuters/M. Kappeler
رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل أثنى على ميركل ووجه لها خطابا مؤثرا جاء فيه: "أنت نصب تذكاري. المجلس الأوروبي بدون أنغيلا كروما بدون الفاتيكان أو باريس بدون برج إيفل. سنفتقد حكمتك، خاصة في الأوقات الصعبة".
صورة من: Reuters/V. Mayo
رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي السابق جان كلود يونكر هو من الشخصيات التي عملت لسنوات عن قرب مع ميركل. وجمعته بالمستشارة الألمانية عدة قمم أوروبية ودولية. ويقول عن ميركل: "أنا أقدرها كعمل فني كامل. لأنها تتكون من أجزاء كثيرة ... خلال 16 عامًا عملت الكثير على نحو صحيح ولم تقم بأي خطأ جوهري".
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
يعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أقرب شريك لميركل داخل الاتحاد الأوروبي. ورغم أن ميركل لم تستجب للكثير من مطالب ماكرون لإدخال إصلاحات مالية في الاتحاد، إلا أن العلاقة بينهما لم تتأثر سلبا. وغرد ماكرن مخاطبا ميركل: "شكرًا لك عزيزتي أنغيلا على المعارك التي خضتها من أجل أوروبا".
صورة من: John Thys/AFP/dpa/picture alliance
يبقى رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الشريك الأكثر صعوبة لميركل خصوصا بسبب دوره في إخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك فجونسون جامل ميركل خلال زيارتها الوداعية إلى لندن. وشكر المستشارة على "التزامها التاريخي، ليس فقط من أجل العلاقات الألمانية البريطانية، ولكن للدبلوماسية في جميع أنحاء العالم".
صورة من: David Rose/Daily Telegraph/empics/picture alliance
لو كان الأمر بيد توني بلير لبقيت بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. ويقول رئيس الوزراء البريطاني الأسبق عن تعامل ميركل مع مفاوضات خروج لندن من الاتحاد: "كان إنجازا رائعا أن نحافظ على التماسك في أصعب مرحلة مرت بها أوروبا".
صورة من: Gretel Ensignia/AP Photo/picture alliance
علاقة ميركل بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم تكن سهلة. واجهتهما مشاكل عدة في عدة مجالات منها ملف حقوق الإنسان. غير أن أردوغان امتدح ميركل ووصفها بـ "الصديقة" و "المستشارة العزيزة" وبأنها "سياسية متمرسة لديها دائما مقاربة معقولة وموجهة نحو الحل".
صورة من: OZAN KOSE/AFP
في ولايتها الأولى والثانية كانت ميركل من بين المعجبين بصعود الصين. لكن الوضع تغير في نهاية منصبها كمستشارة حيث صارت أكثر تشككًا. وودعها الرئيس الصيني شي جين بينغ بشريط فيديو وصفها فيه بـ "الصديقة القديمة للصين".
صورة من: Liu Bin/XinHua/dpa/picture alliance
تهرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تقييم ميركل. وسئل مؤخراً عما إذا كان سيفتقدها فكان رده: "كانت في السلطة لمدة 16 عامًا، وهو أمر رائع". وأضاف أنه كان بإمكانها الترشح مرة اخرى. والتقطت هذه الصورة للسياسيين عام 2007 عندما سمح بوتين بدخول كلبه رغم علمه أن ميركل تخشى الكلاب، الأمر الذي لم تظهره خلال اللقاء.
صورة من: ITAR-TASS/imago images
يقضي الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن وقت فراغه بشكل أساسي في الرسم. من بين اللوحات التي رسمها بريشته لوحة لأنغيلا ميركل التي زارته مرة في مزرعته في تكساس. وفي حديث لدويتشه فيله (DW) قال بوش الابن "أنغيلا ميركل شغلت منصبها المهم للغاية بإتقان وكرامة. لقد فعلت الأفضل لألمانيا، وهي فعلت ذلك على أساس المبادئ".