كثيرون ينتقدون بطء المستشارة أنغيلا ميركل في اتخاذ القرارات. لأول مرة تكشف ميركل بصراحة عن طريقتها بالحكم وعلاقتها بألمانيا الشرقية، حيث كانت تعيش قبل توحيد شطري ألمانيا.
إعلان
دافعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن أسلوبها المتحفظ في الحكم. وقالت ميركل في تصريحات لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية في عدد نهاية الأسبوع الصادر غدا السبت (التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر) : "لابد أن أفهم الأشياء قبل أن أقرر. وقد حاولت دائما أن يكون ما يعدل تماما من قراراتي السياسية هو الأقل عددا."
وأوضحت ميركل أنها اضطرت لفعل ذلك فيما يتعلق بقرار التخلي عن إنتاج الطاقة النووية، كما أنه فيما يتعلق باليونان واليورو لم تكن تعلم في اليوم الأول ما الذي ينبغي عمله، بينما الجميع كانوا يلحون عليها أنها يجب أن تقول شيئا. وأضافت ميركل: "عندئذ لابد أن أتدبر الأمر بصورة سريعة، ولكني لا أنطق بالقرار إلا إذا تأكدت أنه باق كما هو حتى بعد ثلاثة أيام".
وأكدت ميركل قائلة في إشارة إلى حياتها السابقة في ألمانيا الديمقراطية: "تعلمت على مدار 35 عاما أن القرار الرسمي حولي يختلف عن قراري الشخصي". وأوضحت ميركل قائلة: "كنت وحدي أرى رأيا مختلفا أو بمشاركة عدد قليل من الأشخاص في ذلك الوقت، ومن ثم لم يهزني أن يرى الآخرون رأيي مختلفا".
ولم تدع ميركل اتهاما بأنها لا تمثل مصالح الألمان الشرقيين إلا قليلا، يمر دون أن ترد بأنها مستشارة لجميع الألمان. وردا على سؤال عما إذا كان يؤلمها أن تستقبل في الشرق بصورة غير ودية وما إذا كانت تجد المواطنين هناك غير ممتنين، قالت: "كلا، لا يجب أن أتعامل مع الأمر بهذه الصورة، وليس الامتنان معيارا في السياسة، ثم إن هناك الكثير من الناس يستقبلونني بود".
ورفضت المستشارة الألمانية الفكرة التي يمثلها حزب البديل من أجل ألمانيا المتطرف بأن سكان ألمانيا لم يعودوا يقولون آراءهم بدون قيود. وقالت "أعتبر هذا هراء، فالبعض يتوقع بصورة واضحة أن يوافق على آرائهم بصورة دائمة".
وأكدت المستشارة قائلة: "ولكن ما يخص حرية الرأي هو أن يتحاور الناس مع بعضهم بالحجة وربما يقال أيضا أن الحجة خاطئة تماما، وفي زمن الرقمنة فمن المعتاد أن يتلقى الشخص عاجلا عاصفة من الاستهجان لا يريدها أحد بطبيعة الحال، وطبيعي أن عندنا حرية رأي ولكن ليس عندنا الحق في التأييد من كل الجوانب". وأضافت ميركل أنها تستشعر أن الجدل حول هذا الأمر "جدل شبحي وهمي".
شاهد على لحظة سقوط جدار برلين..
02:47
ودعت ميركل في الوقت ذاته إلى المشاركة في النقاشات السياسية، مشيرة إلى أن كثيرين في الشرق صاروا في خريف 1989 فجأة في وضع يمكنهم من عمل ذلك بوضوح تام، مضيفة بصورة تحض الألمان على المشاركة: "واليوم بالذات نحتاج ثانية لمزيد ممن يشاركون في بناء مستقبلنا". وقالت ميركل: "في الوقت نفسه يجب أن لا تكون جوانب القصور في المنجزات السياسية مسوغا للتشكيك في كرامة الآخرين، فهنا حد يجب عدم تجاوزه".
ع.خ/ (د ب ا)
بوابة براندنبورغ - شعار برلين وشاهد على تاريخها الحديث
بوابة براندنبورغ هي الرمز الشهير للوحدة الألمانية. منذ الانتهاء من بنائها عام 1791 وهي تعتبر المعلم الأكثر دراماتيكية في التاريخ الأوروبي. وهي اليوم المنصة الرئيسية للاحتفال بالذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين.
صورة من: picture-alliance/Dumont/S. Lubenow
احتفالات الذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين
تعتبر بوابة براندنبورغ في التاريخ الحديث مسرح أحداث حقيقية لسقوط جدار برلين في عام 1989. وبمناسبة الاحتفال بالذكرى الثلاثين لسقوط الجدار، قام الفنان الأمريكي باتريك شيرن بإنشاء تركيب فني ملون خفيف مثل الريشة. ويجمع هذا التركيب الفني بين 30000 من الأمنيات والذكريات والرسائل من أناس في جميع أنحاء العالم، ويمنحك الفرصة للتأمل مجددا في مسألة الحدود.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
رمز ضخم للوحدة
كان لمدينة برلين في القرن التاسع عشر 18 بوابة لعبور سور الجمارك للمدينة. وباعتبارها البوابة الوحيدة المتبقية، صمدت بوابة براندنبورغ أمام تاريخ المدينة المليء بالاضطرابات لتصبح معلماً لا لبس فيه للعاصمة الألمانية. قد لا يكون البناء الذي يبلغ ارتفاعه 26 مترًا والمشيد من الحجر الرملي مثيرًا للإعجاب مثل المعالم الأثرية المماثلة الأخرى، لكنه بالتأكيد معلم رمزي له ثقله.
صورة من: picture-alliance/chromorange/SPA
"أثينا" على نهر شبريه
تُظهر هذه الصورة بوابة المدينة السابقة في عام 1764. تم افتتاح بوابة براندنبورغ بتكليف من فريدريش فيلهلم الثاني في السادس من أغسطس 1791. واستُوحى المهندس المعماري كارل غوتهارد لانغهانز فكرة هذا النصب الكلاسيكي الحديث من بوابة الأكروبول (الأكروبوليس) في أثينا. حيث كانت برلين وقتها تحظى بشهرة كمركز ثقافي في القرن الثامن عشر. ما دفع أحد الشعراء إلى أن يطلق عليها اسم مدينة "أثينا على نهر شبريه".
صورة من: Gemeinfrei
بوابة السلام
في عام 1793 تمت إضافة منحوتة من قبل النحات يوهان غوتفريد شادو إلى التصميم. هذا الجزء الذي تمت إضافته عبارة عن تمثال لعربة حربية تجرها أربعة من الخيول، أو ما يطلق عليه "كوادريغا"، وتقودها إيرين، إلهة السلام اليونانية. وبينما كانت قيم الثورة الفرنسية تشق طريقها نحو بروسيا تم إطلاق اسم "بوابة السلام" على البوابة المشيدة على الطريق المؤدي إلى براندنبورغ.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
الكوادريغا تنتقل إلى باريس
على الرغم من هذه المُثُل النبيلة، فإن بوابة السلام سرعان ما تأثرت بويلات الحرب. وفي عام 1806 عبر جنود نابليون المنتصرون من خلالها واستولوا على الكوادريغا كاملة، وأعادوها إلى باريس كشعار للنصر. وعلى الرغم من أن الخطة كانت عرض القطعة النحتية في معرض، إلا أنها ظلت معبأة في صناديق بالعاصمة الفرنسية.
صورة من: Gemeinfrei
عودة بعد الانتصار
بعد هزيمة نابليون، عادت "الكوادريغا" إلى برلين في عام 1814 بفضل الجنرال إرنست فون بفويل. ومنذ ذلك الحين، سمح لأسرته باستخدام الممر المركزي للبوابة، والذي كان مخصصًا للأسرة المالكة، بينما سمح للمواطنين العاديين (العامة) باستخدام الممرات الخارجية فقط. أعيد تصميم التمثال بواسطة كارل فريدريش شينكل ليمثل فيكتوريا، إلهة النصر وهي تحمل صليبًا ونسرًا بروسياً.
صورة من: Gemeinfrei
الدعاية النازية
في يناير/ كانون الثاني عام 1933، احتفل النازيون بوصول هتلر للسلطة عن طريق موكب حمل المشاركون فيه مصابيح اليد عابرين من خلال بوابة براندنبورغ. وكان مخططا للبوابة أن تكون جزءا من إنشاء محور شرقي غربي في العاصمة العالمية جيرمانيا التي كان مخططا انشاؤها، وهي النسخة الطموحة للتجديد المعماري للعاصمة الألمانية بعد الانتصار، الذي كان مخططا له في الحرب العالمية الثانية.
صورة من: Ullstein
بعد الحرب العالمية الثانية
تعرضت البوابة لأضرار بالغة خلال الحرب العالمية الثانية، لكنها ظلت قائمة. ولأنها كانت تقع في القطاع الذي احتله السوفييت فقد وضع علم الاتحاد السوفيتي على البوابة من عام 1945 حتى عام 1957، عندما تم استبداله بعلم ألمانيا الشرقية. أما الـ"كوادريغا" (عربة حربية يجرها أربعة خيول) فلم يتبق منها سوى القليل، ورأس الحصان التي نجت من الدمار معروضة الآن بمتحف "ميركيشس موزيوم" الذي يستعرض تاريخ برلين.
صورة من: picture alliance/akg-images
ترميم البوابة عام 1957
لحسن الحظ، تم إعداد قالب من الجبس لـ"كوادريغا" عام 1942، مما سمح بعمل نسخة جديدة منها. وعلى الرغم من النقاشات الطويلة نجحت سلطات شرق وغرب برلين في الاتفاق على ضرورة ترميم البوابة. أُعيدت عربة "كوادريغا" إلى أعلى البوابة في عام 1957. وبعد ذلك بقليل أزالت حكومة برلين الشرقية الصليب الحديدي والنسر البروسي من التمثال.
صورة من: picture-alliance/akg-images/G. Schuetz
منطقة محرمة
عندما تم بناء جدار برلين في 13 أغسطس/ آب 1961، منع الوصول إلى بوابة براندنبورغ من ناحية برلين الغربية، فقد حجبها الجدار عن الغرب. كما تم بناء جدار أصغر على الجانب الشرقي، مما جعل البوابة خارج حدود برلين الشرقية أيضًا. هذه اليافطة في الصورة على الجانب الغربي من الجدار مكتوب عليها بالألمانية: "احترس! أنت الآن تغادر برلين الغربية".
صورة من: picture-alliance/akg-images/Pansegrau
"اهدم هذا الجدار!"
ظهرت بوابة براندنبورغ كخلفية لخطاب رونالد ريغان الشهير في برلين الغربية 12 يونيو/ حزيران 1987، حيث وجه كلامه للرئيس الروسي قائلا: "سيد غورباتشوف، اهدم هذا الجدار". مكبرات الصوت جعلت تلك الكلمات مسموعة أيضا على الجانب الشرقي. كما استخدم رئيس ألمانيا الغربية ريشارد فون فايتسكر لفظة البوابة كاستعارة في عبارته البليغة: "القضية الألمانية مفتوحة مادامت بوابة براندنبورغ مغلقة".
صورة من: picture alliance/dpa/Ronald Reagan Presidential Libra
رمز لإعادة توحيد ألمانيا
عندما سقط جدار برلين في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989، حضر آلاف الأشخاص للاحتفال عند بوابة براندنبورغ ، والتي كانت بمثابة رمز للحرية والوحدة. كان الممر بمثابة معبر حدودي اعتبارًا من ديسمبر/ كانون الأول 1989، إلى أن تم إعادة توحيد ألمانيا رسميًا في أكتوبر/ تشرين الأول 1990. وقد تم تجديد النصب بالكامل في عام 2000.
صورة من: picture-alliance/dpa
مؤثرات ضوئية بقصص درامية
كل عام تقدم بوابة براندنبورغ خلفية رائعة لتأثيرات الإضاءة خلال مهرجان الأنوار في أكتوبر/ تشرين الأول. وبعد وقوع هجمات إرهابية مختلفة، تضاء البوابة أيضا بالأنوار تضامنا مع الضحايا، مثلما هو الحال هنا عند وقوع هجمات على ناد للمثليين في أورلاندو الأمريكية عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Carstensen
نقطة تلاق شهيرة
اليوم يذهب جميع السياح إلى "ساحة باريس" ليلتقطوا صورا لأنفسهم عند النصب البرليني الشهير. إنه أيضًا موقع للعديد من الأحداث الكبيرة، سواء للاحتجاجات أو الاحتفالات، مثل ليلة رأس السنة. وخلال بطولات كأس العالم لكرة القدم، يجتمع عشرات الآلاف من الأشخاص في "ساحة الجماهير" لمشاهدة المباريات والاحتفال سويا.
صورة من: Imago/Leber
مكان للذكرى ورمز للأمل
لقد عايشت بوابة براندنبورغ أكثر الفترات رعبا في تاريخ أوروبا خلال الـ 200 عام الأخيرة، وتغلبت عليها وكانت شاهدة أيضا على أسعد اللحظات. وستظل البوابة الشهيرة رمزًا للأمل في القرون القادمة. إعداد إليزابيث غرنير/ صلاح شرارة