لدى استقبالها السراج في برلين، طالبت ميركل بالعودة إلى إجراء عملية سياسية تحت مظلة الأمم المتحدة، ورحبت بمقترح وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان. هذا فيما طالب وزير خارجيتها بـ"وقف فوري لإطلاق النار".
إعلان
مسائية DW: جولة دبلوماسية جديدة للسراج في أوروبا.. ما أهدافها؟
24:48
بدأ فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دولياً، الثلاثاء (7 مايو/ أيار 2019) جولة دبلوماسية في أوروبا بدأها من روما حيث التقى على مدار ساعة ونصف صباح الثلاثاء رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي، الذي قال إن الفصائل المتحاربة في ليبيا دخلت في مأزق وأصبح الوضع متجمداً، و"هذا يوحي بأنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للأزمة الليبية". ومع ذلك ذكر كونتي أن الوضع على الأرض يمكن أن يتغير بسرعة.
وفي زلّة لسان، قال كونتي إنه تحدّث مع "الرئيس حفتر"، ليكرر "تحدثت مع الرئيس السراج. لدى ثقة في المقابل أنه يمكننا أن نلتقي بالمشير حفتر، ونحن في صدد البحث في الكيفية والوقت".
وكانت قوات شرق ليبيا "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر قد بدأت في 4 أبريل/ نيسان عمليةً عسكريةً للسيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق. وبعد تقدم سريع، تتعثر تلك القوات على أبواب طرابلس، بمواجهة القوات الموالية لحكومة الوفاق، وهي تضم مجموعات مسلحة من مدينة مصراتة. ويقول حفتر، المدعوم من مصر والإمارات والسعودية وروسيا وفرنسا، إنه يستهدف بهجومه منظمات إرهابية
ميركل تستقبل السراج في ديوان المستشارية
وفي برلين استقبلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مساء الثلاثاء في ديوان المستشارية فايز السراج، في جلسة لتبادل الآراء، وحضر اللقاء وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي طالب بـ"وقف فوري لإطلاق النار" في ليبيا.
وأعلن شتيفن زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أن اللقاء تركز على الوضع في ليبيا بعد بدء هجوم قوات المشير خليفة حفتر على العاصمة الليبية طرابلس. وأضاف زايبرت أن ميركل طالبت بالعودة إلى إجراء عملية سياسية تحت مظلة الأمم المتحدة، وقد رحبت في هذا السياق بمقترح المبعوث الخاص للأمم المتحدة الداعي إلى وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، والكلام دائماً للمتحدث باسم ميركل.
وتابع زايبرت أن المستشارة دعت الجانبين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات. وذكر زايبرت أن المحادثات تطرقت أيضاً إلى وصول المساعدات الإنسانية"، وذلك نظراً للوضع الصعب في مخيمات اللاجئين".
وكانت ميركل قد أعلنت خلال زيارتها الأخيرة لأفريقيا قبل بضعة أيام أنها ستعمل بشكل مكثف داخل الاتحاد الأوروبي من أجل تبني موقف موحد للتوصل إلى حل سياسي في الأزمة الليبية. وتابعت أنها ستقدم إسهاما من أجل تبني دول مثل فرنسا وإيطاليا موقفا مشتركا وعدم تقسيم الموقف الأوروبي إلى موقفين مختلفين. وكانت ميركل أكدت آنذاك أيضا على أهمية إسهام الاتحاد الافريقي في جهود إنهاء الأزمة في ليبيا.
ومن جانب آخر يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ظهر غد الأربعاء فايز السرّاج للحديث عن الانتقادات التي تصفها باريس بـ"غير المقبولة والتي لا أساس لها" بشأن دعم تقدّمه فرنسا لهجوم المشير خليفة حفتر على طرابلس، كما أعلن قصر الاليزيه الثلاثاء. وقال مصدر لوكالة رويترز إن باريس وروما وبرلين ولندن قامت بالتنسيق هذا الأسبوع بشأن ترتيب زيارات للسراج إلى أنحاء أوروبا في إطار جهود تستهدف التحدث بصوت واحد من أجل إيجاد حل للأزمة بما في ذلك وقف إطلاق النار.
"اسقاط طائرة مرتزق برتغالي"
ويتبادل الطرفان المتنازعان في ليبيا الاتهامات بالاستعانة بمرتزقة أجانب والاستفادة من دعم عسكري تقدّمه قوى خارجية. وأعلنت القوات الموالية لحفتر الثلاثاء إسقاط مقاتلة تابعة لحكومة الوفاق في جنوب طرابلس والقبض على قائدها الذي تمّ تقديمه كـ"مرتزق برتغالي". وأكدت صفحة على موقع فيسبوك تتبع "الجيش الوطني الليبي" إسقاط مقاتلة من طراز ميراج اف1 في محور الهيرة على بعد نحو 70 كيلومتر جنوب طرابلس.
ونشر "الجيش الوطني الليبي" صوراً لقائد الطائرة المفترض، الذي يبدو مصاباً على مستوى الرأس، وقالت إنّه "مرتزق برتغالي". من جانبها، لم تؤكد قوات حكومة الوفاق هذه المعلومات ولم تنفها.
ص.ش/خ.س (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س