قبيل لقائها بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الجديد بن علي يلدريم، التقت المستشارة أنغيلا ميركل ممثلين عن المجتمع المدني التركي. ميركل ستلقي غدا خطابا في مؤتمر الأمم المتحدة لمساعدات الطوارئ.
إعلان
التقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مدينة اسطنبول التركية مساء اليوم الأحد (22 أيار/مايو 2016) ممثلين عن المجتمع المدني في تركيا. وضم وفد ممثلي المجتمع المدني التركي صحفيين ومحامين وحقوقيين. بيد أنه غاب عن المشاركة في اللقاء ساسة معارضون ومنتقدون بارزون للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكانت ميركل أعربت عن قلقها حيال قرار البرلمان التركي برفع الحصانة عن نحو ربع نوابه، وقالت إن هذا الأمر يرتبط "بعواقب وخيمة" لساسة أكراد وأشارت إلى أنها استقبلت هذا الإجراء "بقلق بالغ". وأعلنت اعتزامها الحديث مع أردوغان غدا الاثنين "عن جميع القضايا المهمة".
وتعول ميركل على تنفيذ اتفاقية اللاجئين مع تركيا وذلك على الرغم من كل الانتقادات الموجهة إليها. وكانت المستشارة الألمانية قالت قبل مغادرتها برلين مباشرة لصحيفة "فرانكفورتر الغماينه زونتاغس تسايتونغ" الألمانية الصادرة اليوم إن هناك ضرورة تتمثل في تنفيذ أنقرة لكل وعودها بشكل موثوق وذلك من أجل توازن المصالح.
ولا يزال من غير المؤكد بعد ما إذا كانت ميركل ستتمكن من تحقيق تقارب مع الرئيس التركي في الخلاف بشأن تنفيذ اتفاقية اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. يأتي ذلك في ظل رفض الرئيس التركي مطلبا للاتحاد الأوروبي بتعديل قانون مكافحة الإرهاب في تركيا، الأمر الذي يهدد بفشل الاتفاقية بعد مضي أكثر من شهرين على إبرامها.
يذكر أن ميركل تواجه انتقادات داخل بلادها بتسبب سياستها المتعلقة باللجوء في حالة من التبعية للرئيس التركي. وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم طالب ميركل بتوجيه كلمات واضحة لتركيا، فيما حذر هورست زيهوفر زعيم الحزب المسيحي البافاري، المستشارة من "الخضوع للابتزاز من قبل أنقرة".
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد وصلت مساء اليوم الأحد إلى مدينة اسطنبول التركية، في خامس زيارة تقوم بها لتركيا في غضون سبعة أشهر. ومن المنتظر أن تلقي ميركل كلمة قبل ظهر غد أمام قمة الأمم المتحدة لمساعدات الطوارئ، التي تعقد في إسطنبول.
أ.ح/م.س (د ب أ)
لاجئون سوريون تقطعت بهم السبل على ضفتي البوسفور
في إسطنبول يعيش حاليا عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين. جلهم يشعرون بأنهم محاصرين في المدينة التركية الضخمة بين الحرب في وطنهم الأم وبين حلم الوصول إلى أوروبا.
صورة من: DW/C. Roman
يعيش حاليا في مدينة إسطنبول التركية حوالي 400 ألف لاجئ سوري، ويقترب هذا العدد من أعداد اللاجئين السوريين في أوروبا بأكملها. ويتم التعامل معهم من قبل السلطات التركية بصفتهم "مسافرين" أي أنهم ضيوف مؤقتون، وبالتالي فلا حق لهم في اللجوء أو العمل.
صورة من: DW/C. Roman
علي، صبي عمره 13 عاما، يتحدث عن تجربته في القدوم إلى تركيا قائلا: "بلدي سوريا لم يعد موجودا، لأن بشار الأسد دمره، لذلك هربت قبل عامين مع عائلتي من حلب. على الحدود أطلقت الشرطة التركية النار علينا، فانبطحنا على الأرض واختبئنا لحين قدوم المهربين الذين أحضرونا إلى إسطنبول."
صورة من: DW/C. Roman
ويضيف علي "يتحتم أن أساعد عائلتي، والداي وستة إخوة وأخوات." وبدلا من أن يذهب إلى المدرسة، يعمل علي بشكل غير قانوني في سوبر ماركت في إحدى ضواحي مدينة إسطنبول، حيث يحصل على حوالي 47 يورو أسبوعيا ، مقابل ساعات عمل طويلة تصل إلى 14 ساعة يوميا. ويقول الصبي السوري: "أفتقد بيتي وأصدقائي، وأفتقد لعب الكرة معهم."
صورة من: DW/C. Roman
أما غيث، البالغ من العمر 22 عاما، فيقول: "كنت متشوقا دائما لدراسة الهندسة الكهربائية في مسقط رأسي، حمص. لكن بعد اندلاع الأحداث تم زجي في قوات الجيش السوري، وذلك لمقاتلة أبناء شعبي، ما اضطرني للهروب. أحلم أحيانا بعودتي لمدينتي حمص، وأن أجد فيها الحياة والسلام، اللذين عشناهما سابقا، لكن أعتقد أنني سأهرم قبل معايشتي ذلك مرة أخرى."
صورة من: DW/C. Roman
مارس غيث العديد من المهن ليتمكن من العيش، كان منها مهنة بواب في أحد الفنادق، المخصصة للسياح ويقول: " ألتقي هنا بالعديد من الأوروبيين، وأستمع باهتمام لقصصهم وحكاويهم، إلا أنني لا أعتقد أنهم يفهمون قصصي وتجاربي، مصطلحات الحرب والموت يعايشونها في الأفلام فقط."
صورة من: DW/Ch.Roman
ولا يرى الأخوان إبراهيم وغسان أي مستقبل في تركيا، لأنهما لا يملكان أي وضع قانوني كما يقولان. ويقول غسان الذي يعمل مع أخيه في أحد المخابز "هذا الوضع يشعرنا بالقلق. في سوريا كنت أعمل محاسبا، أما هنا فأنا لا شيء."
صورة من: DW/C. Roman
وتقول إليسار (32 عاما): "ما يشغل السوريين هنا، هو الطريق الأفضل للوصول إلى أوروبا، وهل هو بحرا بركوب القارب المطاطي؟ أم عن طريق البر؟" إليسار أنشأت محطة إذاعية في إسطنبول، موجهة للسوريين، الذين لم يهربوا بعد من مناطق إدلب وحماة وحلب، إلا أن إذاعتها أصبحت مصدرا مهما للمعلومات للكثير من اللاجئين في تركيا أيضا.
صورة من: DW/C. Roman
وتقول إليسار: "طفلتي ولدت هنا في تركيا، لكن ما حصلت عليه كغيرها من الأطفال، الذين يولودون هنا، مجرد ورقة إثبات تركية، لا تعني شيئا." وتتابع: "لا نستطيع الحصول أيضا على أية وثيقة سورية هنا، ما يعني أن الطفلة ليست سورية كما أنها ليست تركية."
صورة من: DW/C. Roman
يقول محمد، البالغ 19 عاما: "هربت بمفردي منذ عامين، عائلتي لا زالت تعيش في دمشق." ويتابع الشاب السوري: "أمنيتي كانت أن أكون مصورا محترفا، إلا أنه هنا لا أملك أي فرصة لذلك، ولم أتمكن من الحصول على أي عمل." ويضيف محمد: "أتعلم الآن اللغة التركية، وأعتقد أنه قد يكون من الأفضل أن أهرب إلى أوروبا."
صورة من: DW/C. Roman
قبل ثلاثة أسابيع كان محمد على وشك الانطلاق بقارب مطاطي للوصول إلى الشواطئ اليونانية، حيث طلب منه المهربون مبلغ 1200 دولار أمريكي من أجل ذلك. واضطر محمد إلى بيع آلة التصوير الثمينة، التي كانت بحوزته، من أجل تمويل هذه الرحلة، إلا أن الخوف تملكه في النهاية، ما اضطره إلى تأجيل السفر. "المرة القادمة لابد من أن أنجح"، يقولها محمد وهو لا يجيد حتى السباحة.