قررت المستشارة الألمانية ميركل منح أحد أشد منتقديها داخل الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تقوده حقيبة وزارية في الحكومة الجديدة، في محاولة لنزع فتيل أزمة داخلية وتهدئة الأجواء قبيل مفاوضات تشكيل الحكومة مع الاشتراكيين.
إعلان
قررت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إعطاء حقيبة وزارية لمعارض لها داخل صفوف حزبها المحافظ في محاولة منها لتبديد حركة استياء متنامية في الجناح اليميني من الاتحاد المسيحي الديمقراطي، حسب ما أفادت وسائل إعلام مساء السبت (24 فبراير/ شباط 2018).
ومن المتوقع أن تعين ميركل ينس شبان، البالغ من العمر 37 عاماً، وزيراً للصحة في حكومتها الجديدة الأحد، بحسب تقارير نشرتها صحيفتا "بيلد" و"زود دويتشه تسايتونغ"، إضافة إلى وكالة الأنباء الألمانية.
وواجهت ميركل انتقادات من قبل أعضاء بارزين في حزبها بعد انتخابات سبتمبر/ أيلول، التي تركتها تصارع للحفاظ على "تحالف كبير" يمكّنها من البقاء في المستشارية لولاية رابعة على رأس أكبر اقتصاد في أوروبا.
مسائية DW: ألمانيا.. آخر تطورات الائتلاف الموسع وفرص نجاحه
24:43
وكان شبان في مقدمة منتقدي سياسات ميركل الوسطية، خاصة في ما يتعلق بالهجرة، وطالب بتحول محافظ حاد في وقت تواجه فيه الأحزاب الرئيسية في ألمانيا ضغوطاً من حزب "البديل من أجل المانيا" اليميني الشعبوي المعارض لتدفق اللاجئين ولما يسميه بـ"أسلمة أوروبا".
هذا وقد يؤدي ضم شبان إلى الحكومة الجديدة إلى نزع فتيل تمرد داخلي قبل مؤتمر حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المقرر الاثنين. واضطرت ميركل إلى التخلي عن حقائب وزارية هامة، مثل المالية والشؤون الخارجية لإقناع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالدخول معها في ائتلاف كبير.
وينتظر الحزب الاشتراكي الديمقراطي موافقة أعضائه على هذا الائتلاف، مع توقع إعلان النتيجة في الرابع من مارس/ آذار. وإذا ما صوتت غالبية أعضاء الحزب ضد هذا الائتلاف، فإن ألمانيا ستواجه شللاً سياسياً وربما تضطر للذهاب إلى انتخابات مبكرة جديدة يمكن أن تهدد بإنهاء مسيرة ميركل في قيادة ألمانيا بعد 12 عاماً في السلطة.
ومن المقرر أن يصوت الاتحاد المسيحي الديمقراطي للموافقة على الائتلاف خلال مؤتمره الاثنين، ولكن بسبب الخطوات التي تتخذها ميركل لتهدئة معارضيها، فمن المرجح أن تكون الموافقة مجرد إجراء شكلي.
ي.أ/ ح.ز (أ ف ب)
أبرز الوزراء المحتملين في حكومة ميركل الرابعة
كُشف بشكل غير رسمي عن أسماء الوزراء الذين سيكونون حول المستشارة ميركل، خلال ولايتها الرابعة. ولكن بشرط أن يحظى اتفاق تشكيل الحكومة بموافقة أغلبية أعضاء الحزب الاشتراكي. فيما يلي أبرز الأسماء المرشحة.
صورة من: Getty Images/C. Koall
نائب المستشارة ووزير المالية: أولاف شولتس
سيكون السياسي الاشتراكي المخضرم، أولاف شولتس، أحد أبرز المفاجآت في الحكومة الجديدة، لأنه سيتولى حقيبة المالية، التي تعتبر من الوزارات الهامة جدا في ألمانيا، والتي كانت بحوزة الحزب المسيحي الديمقراطي في الحكومة السابقة. كما سيشغل شولتس منصب نائب المستشارة أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Charisius
الخارجية: مارتن شولتس
كان متوقعا أن تذهب حقيبة الخارجية للحزب الاشتراكي، حيث يشغلها حاليا زيغمار غابرييل. ولكن المفاجئ هو أن يطرح اسم مارتن شولتس بقوة لتولي هذا المنصب، على أن يتنازل عن رئاسة الحزب الاشتراكي للسياسية البارزة أندريا ناليس. وعموما يعتبر منصب وزير الخارجية الأنسب لمارتن شولتس لكونه يمتلك الخبرة ولأنه أثبت جدارة في منصبه السابق كرئيس للبرلمان الأوروبي.
صورة من: Reuters/C. Mang
الداخلية: هورست زيهوفر
كان متوقعا أيضا أن تذهب حقيبة الداخلية للحزب المسيحي الاجتماعي (البفاري)، وكان وزير داخلية ولاية بافاريا، يواخيم هيرمان، أبرز المرشحين لتولي المنصب. لكن المفاجأة جاءت الآن بطرح اسم هورست زيهوفر، لتولي الشؤون الداخلية، والتي تضم قضايا عدة، منها شؤون اللجوء واللاجئين. مع توسيع صلاحيات الوزارة لتشمل الاهتمام بشؤون الريف والتعمير، حيث هناك حاجة كبيرة لتغطية النقص في المساكن في ألمانيا.
صورة من: Reuters/C. Mang
الدفاع: أورزولا فون دير لاين
ستواصل الوزيرة المخضرمة -عن الحزب المسيحي الديمقراطي- مهامها على رأس وزارة الدفاع الألمانية. وهي التي رسمت عدة خطوط عريضة لإصلاح الجيش الألماني، وبدأت بتنفيذها فعلا. والآن تتطلع لاستكمالها خلال السنوات الأربع القادمة. كما سيكون عليها أن تتعامل بذكاء مع ضغوط حليفتها في الناتو، الولايات المتحدة، التي تريد من بقية الدول الأعضاء زيادة الإنفاق العسكري.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundeswehr
العدل: هايكو ماس
الوزير هايكو ماس (من الحزب الاشتراكي)، الذي كان يشغل منصب وزارة العدل ضمن الحكومة المنتهية ولايتها، يبدو مرشحا فوق العادة للاستمرار في منصبه، رغم النقد الذي لقيه مؤخرا قانون وسائل التواصل الاجتماعي المعروف باسم "نيتس د. ج.".
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
وزارة الأسرة: كاتارينا بارلي
السياسية التي دخلت البرلمان الألماني لأول مرة في عام 2013 عن الحزب الاشتراكي، شاءت الظروف أن تصبح وزيرة للأسرة في 2017، بعد رحيل الوزيرة السابقة مانويلا شفيزيغ لتتولى رئاسة وزراء ولاية ميكلنبورغ – فوربوميرن. وستواصل بارلي، المولودة لأب بريطاني وأم ألمانية، قيادة وزارة الأسرة، مع وعود بتقديم الكثير من أجل دعم العائلات في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
التنمية والتعاون الاقتصادي: دوروته بير
ستكون دوروته بير (39 عاما) أصغر أعضاء الحكومة الجديدة، حيث من المرجح أن تخلف زميلها في الحزب المسيحي الاجتماعي، غيرد مولر. وتعتبر هذه الوزارة من أنشط المانحين على مستوى العالم، حيث تساعد ألمانيا من خلالها وتدعم الكثير من المشاريع التنموية في مختلف أنحاء العالم.
صورة من: picture alliance/dpa/B. von Jutrczenka
الاقتصاد: بيتر ألتماير
لقي بيتر ألتماير الكثير من الإشادة خلال توليه منصب وزارة شؤون المستشارية في الحكومة المنتهية ولايتها. والآن يستعد ألتماير لخوض تحدٍ جديد على رأس وزارة الاقتصاد. ألتماير كان من بين المحاورين الأساسين عن الحزب المسيحي الديمقراطي، خلال مفاوضات تشكيل الحكومة. وكان يأتي إلى مقر المفاوضات على دراجته الهوائية.