ميركل تناقش علاقة الاتحاد الأوروبي بتركيا مع تسيبراس
١ ديسمبر ٢٠١٦
ناقشت المستشارة الألمانية مع رئيس الوزراء اليوناني هاتفيا اتفاقية اللجوء وعلاقة الاتحاد الأوروبي بتركيا التي طالب رئيسها الاتحاد بالإيفاء بتعهداته. في حين قال رئيس الوزراء التركي إن حزبه سيقدم اقتراحا لتعديل الدستور.
إعلان
ذكر مكتب رئيس الحكومة اليونانية ألكسيس تسيبراس أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أجرت مكالمة هاتفية مع تسيبراس بشأن علاقة الاتحاد الأوروبي مع تركيا. وأوضح المكتب اليوم الخميس (الأول من ديسمبر/ كانون الأول) في العاصمة اليونانية أثينا أن المحادثة شملت موضوعي اتفاق اللجوء بين الاتحاد الأوروبي وتركيا وكذلك القضية القبرصية. وأضاف المكتب أن تسيبراس وميركل اتفقا اليوم على البقاء على اتصال، ولكن لم يتم ذكر أية تفاصيل أخرى.
يذكر أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الأيام الماضية بشأن ترسيم الحدود في بحر إيجه تسببت في إثارة استياء أثينا. وكان أردوغان قد تشكك في معاهدة لوزان التي تم إبرامها في عام 1923 والتي تعد أساسا للعلاقات بين جميع الدول المحيطة بتركيا، وقال: "إن معاهدة لوزان ليست نصا غير قابل للطعن، ليست نصا مقدسا على الإطلاق".
وبشأن علاقة بلاده مع الاتحاد الأوروبي، قال الرئيس التركي اليوم الخميس إنه عندما يفي الاتحاد الأوروبي بتعهداته إزاء تحرير تأشيرات الدخول للمواطنين الأتراك وبشأن المساعدات الإنسانية وفتح صفحة جديدة في محادثات أنقرة للانضمام إليه ستظهر تركيا أيضا حسن نواياها.
وأضاف إردوغان الذي كان يتحدث أمام مجموعة من حكام الأقاليم في القصر الرئاسي بالعاصمة أن طاقة تركيا نفدت ولم تعد قادرة على "مطاردة" أوروبا. وقال إن أنقرة لديها رغبة في استمرار العلاقات السياسية والاقتصادية مع روسيا وإيران والصين ودول وسط آسيا على "أعلى مستوى"، لكنه أضاف أنه لا يرى أن إقامة علاقات جيدة مع الشرق بديل للعلاقات مع الغرب أو العكس.
من ناحية أخرى أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم اليوم الخميس إن الحزب الحاكم في تركيا سيعرض على البرلمان "الأسبوع المقبل" إصلاحا دستوريا يوسع سلطات الرئيس رجب طيب أردوغان. وقال يلديريم "سنعرض اقتراحنا للإصلاح الدستوري أمام الجمعية الوطنية في تركيا الأسبوع المقبل" مضيفا أن النص سيعرض على استفتاء "في مطلع الصيف" إذا وافق عليه البرلمان.
ع.ج/ ح.ع.ح (أ ف ب، رويترز)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.