ميركل تنتقد قرار النمسا وتتمسك بموقفها من اللاجئين
٢٠ يناير ٢٠١٦
انتقدت المستشارة ميركل قرار النمسا وضع حد أقصى لعدد اللاجئين الذين تنوي استقبالهم، معتبرة أن ذلك يعقد المفاوضات مع تركيا. في غضون ذلك طالب حزب اليسار الألماني المعارض ميركل بطرح الثقة في حكومتها وسياستها بشأن اللجوء.
إعلان
نظرا للنزاع الواقع داخل الائتلاف الحاكم في ألمانيا بشأن التعامل السليم مع أزمة اللاجئين، طالب ديتمار بارتش، رئيس كتلة اليسار المعارض بالبرلمان الألماني (بوندستاغ) المستشارة أنغيلا ميركل بطرح الثقة بحكومتها في البرلمان الألماني. ودعا بارتش المستشارة لتنفيذ سياساتها، وقال من المهم أن نعمل الآن، فمواصلة الكلام فقط تجعل الشعب قلقا وتخلق حالة من الفوضى في البلاد.
وقال بارتش اليوم الأربعاء (20 كانون الثاني/ يناير 2016) في حديث مع قناة "MDR" إن الحكومة الاتحادية، المكونة من الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة غابريل، هي على طرفي نقيض حاليا وغير قادرة على العمل. ولذلك، يجب على المستشارة أن تطرح الثقة بنفسها وحكومتها في البرلمان لتأمين الدعم لسياستها المتعلقة باللاجئين.
وتواجه ميركل بسبب مسارها الخاص باللاجئين انتقادات واسعة وخصوصا من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري. ويطالبها منتقدوها باتباع نهج أكثر صرامة تجاه قضية اللاجئين وأن تحذو حذو النمسا في وضع حد أقصى لعدد اللاجئين، الذين تستقبلهم ألمانيا، وهو ما رفضته المستشارة.
فقد انتقدت ميركل قرار الحكومة النمساوية اليوم وضع حد أقصى لأعداد اللاجئين على الأراضي النمساوية. ورأت خلال حديثها مع نواب الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا على هامش اجتماعهم الشتوي المغلق أن هذه الخطوة تصعب المفاوضات مع تركيا، وذلك حسبما نقل مشاركون في اللقاء.
كما جددت المستشارة رفضها لوضع حد أقصى لعدد اللاجئين، وقالت قبيل لقائها مع نواب الحزب الاجتماعي البافاري: "ما نتفق عليه هو ضرورة خفض عدد اللاجئين الذين يصلون ألمانيا بشكل ملموس ودائم". وأكدت أن السبيل لذلك هو العمل على معالجة أسباب هروب اللاجئين واضطرارهم لطرق أبواب أوروبا وشددت على ضرورة إيجاد حل أوروبي لأزمة اللاجئين مضيفة: "ولكن سيكون هناك بالتأكيد نقاش صريح ومفتوح بيننا بهذا الشأن..".
انقسام كبير في ألمانيا بعد أحداث كولونيا
أعمال التحرش الجنسي التي قام بها أجانب يشتبه أن غالبيتهم من اللاجئين تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا دفعت البعض إلى المطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت البعض يطالب بتفادي تجريم فئة معينة داخل المجتمع.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt
الكثير من اللاجئين يعول على المستشارة الألمانية في إيواء أكبر عدد ممكن ممن فروا من أعمال الحرب وظروف العيش القاهرة للاستقرار في ألمانيا. لكن أعمال التحرش الجنسي التي قام بها مؤخرا لاجئون في كولونيا جلبت للمستشارة ميركل سيلا من الانتقادات وحملت سياستها مسؤولية ما حدث.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ هورست زيهوفر وجد في اعتداءات الأجانب في كولونيا على نساء ألمانيات ليلة رأس السنة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
بعد أحداث كولونيا هبت كثير من الأحزاب للمطالبة بتعديل القوانين لتسهيل ترحيل الأجانب الذين يرتكبون جنايات، غير أن زعيم حزب الخضر تشيم أوزدمير اعتبر أن القوانين السائدة كافية لمعاقبة من يخل بالقانون. في المقابل طالب حزب الخضر بدعم الشرطة والعدالة بالموظفين والتجهيزات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
يوليا كلوكنير زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية رينانيا بلاتينا اعتبرت أن نسبة لا يستهان بها من الرجال المنحدرين من دول عربية لا تحترم المرأة. وتطالب كلوكنير باعتماد وثيقة تفاهم مع كل لاجئ تضبط الحقوق والواجبات لخدمة الاندماج.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
الرئيس يواخيم غاوك الذي سبق له أن زار مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن حث المواطنين على ضبط النفس وحذر من الترويج لصورة عدائية للإسلام.
صورة من: DW/K.Kroll
أعمال التحرش التي مارسها لاجئون في كولونيا قوت جناح المبادرات الشعبية المناهضة للأجانب مثل حركة بغيدا التي تظاهر أنصارها لوقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
أيمن مازييك رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا حذر من وضع المسلمين تحت شبهة عامة، وقال بأنه لا يمكن ربط أعمال كولونيا بالدين أو الوطن الأصلي، معتبرا أن الجناة كانوا شبانا يتحركون تحت تأثير الكحوليات.
صورة من: picture-alliance/dpa
تجاوز عدد الشكاوى التي تلقتها الشرطة في كولونيا 500 شكاية غالبيتها من نساء تعرضن للتحرش الجنسي. وخرجت بعض النسوة للاحتجاج ضد ما حصل لشجب كل أشكال التحرش والعنصرية.
صورة من: Reuters/W. Rattay
لاله أكغون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهي من أصول تركية اعتبرت أن المتحرشين ضد النساء أمام محطة القطار الرئيسية بكولونيا يعانون من الكبت في بلدانهم الأصلية، وفي ألمانيا بلاد الحرية أطلقوا العنان لهواجسهم الشخصية. وتقول أكغون إن هؤلاء الرجال يحملون صورة عدائية ضد المرأة.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt
9 صورة1 | 9
وأظهر مسح نشر اليوم الأربعاء، قام به معهد فوربس الشهير للأبحاث، تراجعا جديدا في شعبية المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وكتلتها المحافظة بسبب طريقة تعاملها مع أزمة اللاجئين ومخاوف بشأن الجريمة والأمن بعد اعتداءات على نساء في ليلة رأس العام الجديد بمدينة كولونيا.