ميركل تودع ناخبيها السابقين في زيارة لدائرتها الانتخابية
٢٣ سبتمبر ٢٠٢١
كانت ميركل منذ 1990 تفوز دائما بمقعد دائرتها في البرلمان الاتحادي، ومع اقتراب الانتخابات الجديدة، التي ستغادر بعدها ميركل المشهد السياسي، فاجأت المستشارة الألمانية سكان دائرتها المشي في منطقة المشاة والتقاط الصور معهم.
إعلان
قامت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الخميس (23 أيلول/سبتمبر 2021) بزيارة مفاجئة لدائرتها الانتخابية في مدينة غرايفسفالد شمال شرق البلاد. وخلال جولتها في سوق أسبوعي بالمدينة، قالت ميركل لبائعة ورد:" أردت أن أقول الوداع مرة أخرى".
وسبق ذلك قيام ميركل بالتجول في منطقة المشاة وزيارة محلات بصحبة غيورغ غونتر الذي سيخلفها كمرشح مباشر للبرلمان الاتحادي عن الحزب المسيحي الديمقراطي في هذه الدائرة الانتخابية وبصحبة ميشائيل زاك المرشح الرئيسي للحزب المسيحي لانتخابات برلمان ولاية مكلنبورغ-فوربومرن.
وخلال الجولة أحاط المارة الذين فوجئوا بالزيارة بالمستشارة الألمانية التي توقفت مرارا لالتقاط الصور الذاتية. وانتهزت ميركل الفرصة لتلفت نظر المواطنين إلى غونتر الذي سيخلفها في انتخابات الدائرة للبرلمان الاتحادي حيث إنها لن تخوض سباق الانتخابات مرة أخرى.
كيف يرى عشاق أنغيلا ميركل خروجها من المشهد السياسي؟
02:23
تجدر الإشارة إلى أن ميركل كانت تفوز بشكل دائم بمقعد الدائرة في البرلمان الاتحادي منذ عام 1990. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات البرلمانية المحلية في ولاية مكلنبورغ-فوربومرن يوم الأحد المقبل وهو نفس يوم إجراء انتخابات البرلمان الاتحادي.
وحسب استطلاع الرأي، فقد تقهقهر حزب ميركل المسيحي في الولاية إلى المركز الثالث متأخرا بشكل ملحوظ عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب البديل من أجل ألمانيا، كما يحتل الحزب المسيحي المركز الثاني على المستوى الاتحادي بعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حسب استطلاعات الرأي.
وكشف استطلاع أجرته شركة كانتار أن نسبة تأييد الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الذي يرشح أولاف شولتس نائب المستشارة ووزير المالية في ائتلاف ميركل لمنصب المستشار، انخفضت نقطة واحدة إلى 25 بالمئة.
وزادت نسبة تأييد تحالف حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الذي اختار آرمين لاشيت مرشحا لمنصب المستشار، نقطة مئوية إلى 22 بالمئة، في حين انخفضت نسبة دعم حزب الخضر إلى 16 بالمئة وظلت نسبة تأييد حزب الديمقراطيين الأحرار عند 11 بالمئة.
وتعتزم ميركل، التي تتولى السلطة منذ 2005، ترك منصبها بعد الانتخابات. وشولتس هو المرشح الأكثر شعبية بين الألمانلتولي منصب المستشار.
ز.أ.ب/ص.ش (د ب أ، رويترز)
وداعا ميركل.. 16 عاما في صدارة أغلفة المجلات
توشك حقبة المستشارة أنغيلا ميركل أن تنتهي. خلالها تصدرت ميركل أغلفة المجلات في العالم مدحا بتشبيهها بأيقونة العمل الإنساني الأم تيريزا أو انتقادا بدعوى هيمنتها وتسلطها بمقارنتها بـ "هتلر". فما هي أبرز أغلفة تلك المجلات؟
صورة من: Adrian Bradshaw/dpa/picture alliance
علامة اليورو ..ضربة بالسوط أو بالحديد؟
في خضم أزمة اليورو، قامت مجلة "لا جيفيس" الإسبانية الساخرة عام 2011 بتركيب صورة لميركل تظهرها كشخصية متسلطة، إذ رغبت المجلة بهذه الصورة في تسليط الضوء على الشروط الصارمة التي بموجبها ستمنح ميركل مساعدات مالية لإسبانيا التي كانت تواجه أزمة خانقة في حينه. ذات مرة سألت ميركل رئيس الحكومة الإسبانية (الأسبق) ماريانو راخوي هل كانت علامة اليورو ضربة بالسوط أم بالحديد؟ فأجابها بنبرة تذمر"الأمر يعتمد".
صورة من: el jueves
"هتلر المتقشف"
خلال أزمة اليورو، عانت اليونان بدورها من أزمة ديون خانقة ما فرض عليها الاقتراض بشكل كبير لإبقاء اقتصادها على قيد الحياة لكنها لم تستطع سداد الديون الضخمة في بادي الأمر. إبانها تعهدت ميركل بتقديم مساعدات كبيرة لليونان شريطة تبني إجراءات تقشفية قاسية. إثر ذلك تعرضت ميركل لانتقادات من صحف يونانية، حيث قارنت صحيفة "ديمقراطية" في عددها بتاريخ 9 من فبراير/ شباط عام 2012 الأمر بحقبة الاحتلال والنازية.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Panagiotou
ميركل .."سجينة في معسكر اعتقال"
في عام 2013، عمدت مجلة "أوزام رزي" اليمينية في بولندا إلى إبراز وجه آخر للعلاقة بين ميركل و"النظام النازي"، عندما صورت على غلافها ميركل كأنها سجينة في معسكر اعتقال. وكانت الصورة تشير إلى سلسلة "أمهاتنا وآباؤنا" الوثائقية من إنتاج القناة الألمانية الثانية (ZDF). وكانت الصورة تنطوي على اتهام لألمانيا بتشويه تاريخ الحرب خاصة بطريقة تصويرها لما عُرف بـ "جيش الوطن البولندي" في ذاك الوقت.
صورة من: BARTLOMIEJ ZBOROWSKI/dpa/picture alliance
وجه البوكر في بكين
لطالما تم تصوير ميركل باعتبارها زعيمة فولاذية حازمة وعنيدة. وفي ديسمبر/ كانون الأول عام 2011 عنونت مجلة صينية غلافها بعبارة "وجه البوكر" مع صورة لميركل بملامح وجهها الباردة التي تخلو من أى إنفعالات. وصدر هذا العدد قبل زيارة ميركل الرسمية إلى الصين حيث أجرت مباحثات مع رئيس الوزراء الصيني وين جياباو تركزت حول دور بكين في المساعدة على تعزيز الاستقرار في منطقة اليورو.
صورة من: Adrian Bradshaw/dpa/picture alliance
المدمر
نشرت مجلة "نيو ستيتسمان" البريطانية في يونيو / حزيران 2012 هذه الصورة لميركل لتوحي كيف تحولت من مفاوض شرس إلى قاتل سياسي في انتقاد من المجلة لسياسات ميركل التقشفية إذ زعمت المجلة أن هذا الأسلوب التقشفي في حينه سيدفع أوروبا صوب كساد جديد. وصورت المجلة ميركل في شخصية القاتل الآلي أو "المدمر" المستوحاة من فنتازيا هوليود فيما ذهبت قصة الغلاف إلى القول بأن ميركل كانت "أخطر زعيم ألماني" منذ أدولف هتلر.
صورة من: dpa/picture alliance
الأم تريزا - ماما ميركل
خلال أزمة الهجرة عام 2015، صدر غلاف مجلة "دير شبيغل" يحمل صورة ميركل وكأنها الأم تريزا وعنونت"ماما ميركل". فعقب رفض المجر استقبال اللاجئين السوريين الفارين من الحرب وسط شبح أزمة إنسانية كارثية عند حدود أوروبا، قررت ميركل السماح لطالبي اللجوء بالدخول إلى ألمانيا وأطلقت مقولتها الشهيرة "نستطيع إنجاز ذلك" للتأكيد على قدرة ألمانيا تجاوز أزمة اللاجئين لتصبح فيما بعد عبارة تاريخية للتعبير عن الإنسانية.
صورة من: SPIEGEL
مستشارة العالم الحر
في عام 2015، منحت مجلة تايم الأمريكية ميركل لقب "شخصية العام" إذ اعتبرتها "مستشارة العالم الحر". وأشادت المجلة بميركل لإظهارها "الرحمة كسلاح" عقب قرارها بفتح حدود ألمانيا أمام اللاجئين. وقال الفنان الأيرلندي كولين ديفيدسون الذي رسم الصورة، إنه كان يرمي من وراء هذا العمل الفني تسليط الضوء على جزء قليل مما أظهرته ميركل من "كرامة وتعاطف وإنسانية".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Time Magazine
"السيطرة على بولندا"
لم تجد إشادة العالم بميركل صدى في الإعلام البولندي الذي عارض سياسة الباب المفتوح التي أعلنتها ميركل في 2015 بشأن الهجرة. وفي ردها قارنت مجلة Wprost الأسبوعية البولندية ميركل مرة أخرى بـ "هتلر" وكتبت عبارة "إنهم يرغبون في السيطرة على بولندا مجددا". المجلة عمدت إلى إظهار ميركل محاطة بمسؤولي الاتحاد الأوروبي مثل رئيس المفوضية السابق جان كلود يونكر في تلميح لصورة هتلر التاريخية مع حاشيته.
صورة من: Maciej Chmiel/dpa/picture alliance
نهاية الحقبة
وبعد 16 عام في السلطة أعلنت ميركل أنها ستنسحب مع نهاية حقبة حكمها التاريخية. ورغم تصدر صور قاسية غلاف بعض المجلات والصحف، إلا أن القليل كُتب عن قيادتها المتميزة لألمانيا في فترات صعبة. من بين ما كتب في الإشادة بقيادتها سيرة ذاتية كتبتها الصحافية الألمانية أورسولا فيدنفيلد وفيها عنوان فرعي: "صورة الحقبة". بعد انتخابات 26 سبتمبر / أيلول الجاري سيعرف من سيخلف ميركل.
إعداد: بيتينا بومان / م ع