أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رغبتها في التمسك بـ"ثقافة الترحيب الألمانية" تجاه اللاجئين. وفي مقابلة مع القناة الألمانية الثانية، بدت ميركل مصممة على موقفها والسير في الطريق الذي تراه صحيحاً فيما يخص اللاجئين.
إعلان
أبدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل صلابة وحسماً في الدفاع عن منهجها الخاص بمعالجة أزمة اللاجئين، وقالت مساء الجمعة (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) في مقابلة تلفزيونية بعنوان "وماذا الآن، سيدة ميركل؟" بثتها القناة الثانية بالتلفزيون الألماني (ZDF): "أؤيد تقديم وجه ودود لألمانيا، وهذا هو أسلوبي فيما يخص ثقافة الترحيب". ورفضت ميركل الانتقادات بأن الأمور خرجت عن سيطرتها وأنها فقدت القدرة على السير وفقاً للمعايير، وذلك على خلفية تصريحات وزيري الداخلية توماس دي مزيير والمالية فولفغانغ شويبله، واللذان ينتميان إلى حزبها (الاتحاد الديمقراطي المسيحي).
لا يوجد حد أقصى للمهاجرين
وقالت ميركل: "المستشارة الاتحادية، وكذلك الحكومة بأكملها، تسيطر على الأوضاع". وعن وزير المالية الألمانية، قالت ميركل: "شويبله هو (شخص) رائع في حد ذاته"، ولكنها أقرت بوجود خلاف معه بخصوص وصفه للاجئين بالانهيار الثلجي، مضيفة: "أنا لا أفكر بمثل هذه الصور".
اللاجئون أكبر تحد تواجهه ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية
ندد الرئيس الألماني غاوك والمستشارة ميركل بشدة بأعمال العنف الأخيرة ضد اللاجئين. وتوقعت أوساط حكومية أن يصل عدد اللاجئين 800 ألف شخص هذا العام، وهو الأكبر في تاريخ ألمانيا الحديث. رغم ذلك تحاول ألمانيا مواجهة هذا التحدي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Ujvari
أكدت المستشارة أنغيلا ميركل أنه لن يكون هناك تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين في ألمانيا، وذلك عقب زيارتها لمركز إيواء اللاجئين في مدينة هايدناو بولاية ساكسونيا شرقي ألمانيا، والذي شهد لعمال شغب قبل أيام من اليمين المتطرف.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
قوبلت زيارة المستشارة ميركل بصيحات استهجان ومظاهرة ضدها وضد اللاجئين في هايدناو. ورفعت إحدى المتظاهرات لوحة كتبت عليها "خائنة الشعب" موجهة اتهامها للمستشارة ميركل، فيما أصيب العديد من رجال الشرطة في المواجهات وأعمال الشغب في المدينة من قبل اليمين المتطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
وزار الرئيس الألماني يواخيم غاوك مركزا آخر لإيواء اللاجئين في برلين. وامتدح غاوك المتطوعين من أجل خدمة اللاجئين قائلا: المتطوعون يريدون إظهار أن هناك ألمانيا براقة تتجلى بسطوع في مواجهة ألمانيا المظلمة، التي نشعر بها عندما نسمع عن هجمات على نزل للاجئين أو حملات معادية للأجانب".
صورة من: Reuters/S. Loos
مئات اللاجئين الجدد في انتظار تقديم طلبات اللجوء في أحد مراكز استقبال اللاجئين الجدد في ألمانيا. وتواجه ألمانيا حاليا أكبر موجة لاجئين في تاريخها الحديث، وتوقعت أوساط رسمية ألمانية أن يصل عدد اللاجئين هذا العام إلى 800 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
العدد الكبير المتزايد للاجئين بدأ يشكل تحديا كبيرا أمام الألمان. وبدأت بعض المدن الألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء مؤقتة للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
اليمين المتطرف استغل مخاوف بعض الناس من تزايد عدد اللاجئين وبدأ ينظم نفسه في مظاهرات واحتجاجات ضد اللاجئين. فيما ازدادت في الأشهر الأخيرة الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين وحرقها في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/ZB/N. Bachmann
حذرت منظمات غير حكومية ألمانية من تنامي عنف اليمين المتطرف وتزايد أعمال العنف والكراهية ضد اللاجئين في العامين الأخيرين، وأشارت الأرقام الرسمية إلى تزايد كبير في هذه الأعمال. فيما دعا وزير العدل الألماني هايكو ماس موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لوقف نشر مشاركات مستخدميه ذات المحتويات اليمينية المتطرفة والمليئة بالكراهية والعداء.
أغلب السياسيين الألمان نددوا بأعمال العنف ضد اللاجئين. فيما وصف نائب المستشارة ميركل، زيغمار غابريل، المعتدين بـ"الأوغاد". ومنذ ذلك الحين يتعرض المقر الرئيسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يتزعمه غابريل، لاعتداءات عنصرية.
صورة من: DW/R. Fuchs
تضامن الآلاف من الألمان مع اللاجئين في محنتهم، وتظاهر العديد منهم مرحبين باللاجئين ومنددين بالمظاهرات المضادة التي وصفوها "بالعنصرية". بالإضافة إلى ذلك يعمل آلاف الألمان كمتطوعين دون مقابل مالي في خدمة اللاجئين وفي مختلف المدن.
صورة من: imago/C. Ditsch
نجحت مبادرات ألمانية في كسب الكثير من الشباب اللاجئين إلى سوق التدريب المهني والعمل. فيما يطالب قانون الدراسة الألماني جميع الأطفال تحت سن 16 بالدراسة في المدارس الألمانية إلزاميا ومجانا.
صورة من: DW/C. Röder
لكن أغلب اللاجئين الراغبين في القدوم إلى ألمانيا لا يعرفون تفاصيل أزمة اللجوء في ألمانيا، وأكثر ما يهمهم هو النجاة بحياتهم وعبور البحار والدول وصولا إلى مكان آمن يستقبلهم، كما هو حال هؤلاء اللاجئين بالقرب من جزيرة كوس اليونانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Palacios
لاجئون يدخلون حدود الاتحاد الأوروبي عابرين من صربيا إلى المجر. رغم كل الصعوبات والمشاكل تبقى ألمانيا من أفضل البلدان في الاتحاد الأوروبي في التعامل مع العدد الكبير من اللاجئين. وقد سهلت السلطات الألمانية إجراءات قبول اللاجئين السوريين والعراقيين، فيما تحاول حكومات بعض الدول الأوروبية، كالمجر، وضع الجيش في مواجهة اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Ujvari
12 صورة1 | 12
وما تزال المستشارة غير مستعدة لوضع حد أقصى للاجئين القادمين إلى ألمانيا، إذ قالت: "الحد الأقصى (لعدد اللاجئين) لا يمكن أن أضعه أنا بطريقة أحادية. ما لا نستطيعه نحن في ألمانيا هو أن نحدد بشكل منفرد من سيأتي ومن لن يأتي".
وكان راينر هازيلوف، رئيس ولاية سكسونيا أنهالت بشرق ألمانيا، وماركوس زودر، وزير مالية ولاية بافاريا بجنوب ألمانيا، قد كررا مطالبهما بوضع حد أقصى لعدد اللاجئين الذين سيتم استقبالهم.
ونفت ميركل أنها على استعداد للتخلي عن منصبها من أجل منهجها في سياسة اللجوء، مشيرة إلى أنها تعمل الآن بصورة مكثفة، وأكدت: "أنا تحت تصرف المواطنين طوال هذه الفترة التشريعية". وذكرت ميركل أن "مما يسبب السعادة أن يشارك المرء في أداء هذا الواجب الضخم. هذا هو التحدي الأكبر في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية".
لا شك في القدرة على تخطي الأزمة
هذا وكررت المستشارة الألمانية من جديد تأييدها لقرار الائتلاف الحاكم في ألمانيا قبل أسبوعين، الذي يتضمن التفاوض بشأن حصص اللاجئين على مستوى أوروبا، والذي يمكن أخذهم من تركيا بطريقة شرعية كنوع من توزيع العمل. وحول سؤال عما إذا كانت جملة "سنقدر على ذلك"، التي تواجه بانتقادات كثيرة حالياً، ما زالت سارية، أجابت المستشارة: "اعتقد أنه رغم ذلك يجب علينا العمل كي نستطيع (تخطي الأزمة)، وليس لديّ شك في أن بإمكاننا فعل ذلك".
وقبل مقابلتها التلفزيونية في القناة الثانية، كانت المستشارة أنغيلا ميركل قد أيدت وزير داخليتها ودافعت عنه في النقاش الدائر حول عودة ما يعرف باتفاق دبلن، وقالت: "إن هذه خطوة نحو توزيع عادل للأعباء" داخل الاتحاد الأوروبي. وطالبت ميركل بضرورة "النجاح في إعادة توزيع 160 ألف لاجئ من دول جنوب الاتحاد الأوروبي على دول الاتحاد كما هو مقرر".