ميركل ستواصل مسيرة الإصلاح على أساس مزيد من الحريات
تناول الخطاب الأول للمستشارة ميركل أمام البرلمان الألماني (بوندستاغ) الخطوط العريضة للمرحلة القادمة من الناحية السياسية والاقتصادية والثقافية. وأثنت المستشارة على عمل المستشار السابق شرودر وشكرته خاصة على خطته الإصلاحية المسماة "أجندا 2010"، وذلك لشجاعتها في تناول موضوع إصلاح النظام الاجتماعي، أملاً في أن يصبح هذا الإصلاح ملائماً للعصر الراهن. وأعلنت ميركل أن حكومتها ستواصل الإجراءات الإصلاحية، التي سارت عليها الحكومة السابقة.
أزمة الرهينة
وفي بداية كلمتها أمام البرلمان ركزت ميركل على خطف امرأة ألمانية تم احتجازها في العراق يوم الجمعة وتم التهديد بقتلها. وتعهدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في خطابها بألا تسمح للخاطفين الذين يحتجزون الرهينة الألمانية في العراق بابتزاز ألمانيا، وقالت إن الإرهاب يمثل تهديداً لجوهر قيم الحرية والتسامح والاحترام. ووصفت ميركل الإرهاب الدولي بأنه من التحديات الكبيرة التي يواجهها المجتمع وقالت "هذه الحكومة وهذا البرلمان لن يسمحا بأن يتعرضا للابتزاز... ذلك واضح." وأضافت "ما هو واضح أيضا هو أن كل جهود الحكومة موجهة لحماية حياة سوزان اوستوف ومرافقها العراقي والعمل من اجل إطلاق سراحهما."
الملف الاقتصادي
وشغل الملف الاقتصادي حيزاً كبيراً من خطاب ميركل التي أصبحت الأسبوع الماضي أول امرأة تتولى منصب المستشار في ألمانيا، وأوضحت أن القضايا الاقتصادية المحلية تمثل أولوية بالنسبة لحكومتها الجديدة. وقالت ميركل "آمل فتح فرص جديدة للجميع في بلادنا. وآمل أن نستغل حقا هذه الفرص ونحولها إلى حقيقة. يعني ذلك بالنسبة لي أن الحكومة الجديدة ستضع على عاتقها وعلى عاتق البلاد مطالب ثقيلة." وأضافت "نريد خلق ظروف يمكن أن تفضي خلال عشر سنوات إلى عودة ألمانيا بين الثلاثة الكبار في أوروبا. اعتقد أن ذلك مطلب مهم ومشروع."
وقالت ميركل أن الحكومة الائتلافية الجديدة لديها فرصة نادرة لحل المشاكل إذا بقيت موحدة. وقالت "فلنثبت أننا نستطيع أن ندفع بلادنا للامام معا بشجاعة وإنسانية لان ألمانيا قادرة على فعل المزيد". وأضافت "أنا مقتنعة بان ألمانيا تستطيع تحقيق ذلك." يذكر أن ميركل هي ثامن مستشار ألماني بعد الحرب العالمية الثانية، وتولت منصبها بعد نحو شهرين من فوز حزبها المحافظ بفارق ضئيل على الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يتزعمه شرودر في انتخابات مبكرة. ولأنها لم تتمكن من تشكيل ائتلاف حاكم مع شركائها المفضلين اضطرت ميركل إلى تشكيل حكومة مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي.
عملية الاندماج
تسعى الحكومة الجديدة إلى مكافحة كافة أشكال العنصرية والتطرف والعداء للسامية، حيث تعتبر الحكومة نفسها مدافع عن الألمان وعن غيرهم من أبناء الجاليات التي تعيش في كنف المجتمع الألماني على حد سواء. في الوقت نفسه عبرت ميركل عن أهمية اندماج المهاجرين في مجتمع ألماني متعدد الثقافات بقولها: "الاندماج هو المطلب المحوري في وقتنا الحالي". وتابعت أن عملية الاندماج لن تؤتي ثمارها إذا لم يلتزم الآباء بتعليم أبناءهم اللغة الألمانية. لذلك أكدت ميركل أن حكومتها ستدعم عمل الولايات الألمانية حتى تضمن أن لا يلتحق الأطفال بالمدارس إلا إذا تمكنوا من اللغة الألمانية بشكل جيد.
وشددت المستشارة على أهمية حوار صريح منفتح مع الإسلام وتعهدت بالمضي قدما في هذا الطريق. في الوقت نفسه أدانت ميركل بشدة ظواهر مثل الزواج القسري أو جرائم الشرف، وقالت أن حكومتها ستسعى إلى أن يكون الحوار شفافا وصريحا ولا يتجاهل الاختلافات بل يسميها بأسمائها.
"لن نقف صامتين أمام انتهاكات حقوق الإنسان"
على صعيد العلاقات الدولية شددت المستشارة ميركل على أهمية العلاقات على ضفتي المحيط الأطلنطي، وأشارت إلى أن كل من أمريكا وألمانيا ملتزمتان بقيم الحرية والسلام والديموقراطية والعدالة. غير أنها أضافت: "أقول كما أن اشتراكنا في تلك القيم أمر بديهي لنا وللآخرين، فإن عدم سكوتنا على انتهاكات حقوق الإنسان هو أمر بديهي كذلك. لن نقف صامتين أمام أحد في العالم، سواء أكان الأمر يتعلق بشريك تجاري واعد أو دولة مهمة لاستتباب الأمن والتوازن".
ميركل كانت تعني بذلك أمريكا على خلفية النشاطات السرية لجهاز استخباراتها، ودول مثل الصين. وأوضحت ميركل أن المكان الرئيسي لحل النزاعات الدولية يجب أن يكون ويبقى منظمة الأمم المتحدة.
دويتشه فيله + وكالات