شددت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل أن سياسة الباب المفتوح التي انتهجتها مع اللاجئين ليست السبب وراء قوة حزب "البديل". وأكدت على أن سياسة حكومتها بشأن لا يمكن أن تكون "مبررا لأي عداء تجاه الآخر".
رفضت أنغيلا ميركل القول بأن سياستها الخاصة بالهجرة قد عززت من قوة حزب "البديل".صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance
إعلان
انتقدت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل قرار الحكومة الألمانية الجديدة برفض المهاجرين غير النظاميين على الحدود، حتى لو طلبوا اللجوء. وقالت ميركل في مقتطف فيلم وثائقي عُرض على القناة الأولى الألمانية (أ.إر.دي) "عندما يقول أحدهم كلمة "لجوء" عند الحدود الألمانية، فيجب أن يحصل أولا على إجراء لجوء. لا يهمني إذا كان الأمر يحدث عند الحدود مباشرة، المهم هو تطبيق إجراء لجوء.". وأضافت ميركل "هكذا فهمت القانون الأوروبي".
والتقت ميركل بلاجئين سابقين في الفيلم الوثائقي الذي جاء بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لقرارها التاريخي بإبقاء حدود ألمانيا مفتوحة خلال أزمة المهاجرين عام 2015. وقد أدى قرارها إلى دخول مئات الآلاف من المهاجرينمعظمهم من سوريا الفارين من أتون الحروب. بيد ان القرار أثار رد فعل عنيف، حيث اكتسب حزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي صنفته الاستخبارات الداخلية يمينيًا متطرفًا، زخما منذ ذلك الحين بفضل برنامجه المناهض للهجرة.
وفي تعليقها، رفضت ميركل الاتهام بأن سياستها الخاصة بالهجرة قد عززت من قوة حزب "البديل". وشددت على أن قرارات حكومتها بشأن سياسة اللاجئين لا يمكن أن تكون "مبررا لأدي عداء تجاه الآخر، لا يمكن أن يصبح أي شخص كارهًا للأجانب بسبب ذلك".
وأضافت أن البديل يعد حزبا "يُثير كراهية الأجانب والاستياء. من يقسم الشعب إلى نخب ثم يُثير الكراهية بين الفئات، هو بالفعل يقوض أسس ديمقراطيتنا".
قررت ألمانيا تشديد إجراءات الرقابة على الحدود في 8 مايو/أيار الماضي مع رفض استقبال طالبي اللجوء من الحدود باستثناء بعض الحالات.صورة من: Michaela Stache/AFP
إعادة 6193 شخصا عند حدود ألمانيا
تزامن هذا مع كشفالشرطة الاتحادية الألمانية أنها سجلت 7960 حالة دخول غير مصرح بها عبر الحدود البرية الألمانية، وأعادت على الفور 6193 شخصا وذلك منذ تشديد إجراءات الرقابة على الحدود الألمانية في 8 مايو/ أيار الماضي. وأعلنت الشرطة الاتحادية في بوتسدام أن من بين هؤلاء 285 شخصا تقدموا بطلبات لجوء، مضيفة أن عدد حالات الدخول غير المصرح بها انخفض بوجه عام في النصف الأول من 2025.
إعلان
وعلى عكس الحكومة الألمانية السابقة، قررت الحكومةالجديدة رفض استقبال طالبي اللجوءمن الحدود، مستندة في ذلك إلى قانون اللجوء الذي يسمح برفض الأفراد الذين يدخلون من بلد آمن.
وتطبق الحكومة الجديدة استثناءات للأشخاص المنتمين إلى فئاتضعيفة. سجلت الشرطة الاتحادية 79 طلب لجوءمن هذه الفئات.
ووفقا للبيانات، ألقت الشرطة منذ بداية مايو/أيار الماضي القبض مؤقتا على 274 مهربا خلال عمليات تفتيش على الحدود البرية، بالإضافة إلى 1517 شخصا صدرت بحقهم أوامر توقيف. وتم منع 319 شخصا من دخول البلاد بسبب حظر إعادة الدخول. بالإضافة إلى ذلك، رصد أفراد الشرطة 232 شخصا أجنبيا من تيارات يسارية أو يمينيةأو إسلاموية متطرفة.
وبدأت الحكومة السابقة عمليات رقابة على جميع الحدود البرية مع الدول المجاورة في 16 سبتمبر/أيلول الماضي. وفي تقريرها عن الفترة الممتدة حتى 30 يونيو/ حزيران الماضي، سجلت الشرطة الاتحادية 42 ألفا و539 حالة دخول غير مصرح بها و28 ألفا و178 حالة رفض.
وخلال تلك الفترة، ألقي القبض على 1154 مهربا، بالإضافة إلى 6959 شخصا صدرت بحقهم أوامر توقيف. وقالت الشرطة إن بياناتها بشأن النصف الأول من العام الجاري تشمل جميع حالات الدخول غير المصرح به، ليس فقط عبر الحدود البرية، بل أيضًا عبر الحدود الجوية والبحرية. وأشارت إلى تسجيل أكثر من 30 ألف حالة بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران مقارنة بأكثر من 42 ألف حالة حلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
تحرير: ح. ز
نهاية حقبة المستشارة ميركل ـ 16 عاماً على دفة القيادة
بعد 16 عاما من وجودها في السلطة وإجراء الانتخابات البرلمانية في عام 2021 تنتهي حقبة أنغيلا ميركل. قادت أربع حكومات وأدارت أزمات صعبة بحنكة سياسية أبهرت العالم وكانت أول امرأة في تاريخ بلادها تشغل منصب مستشارة ألمانيا.
"تلميذة كول"
كان المستشار الألماني الأسبق، هيلموت كول، يطلق على أنغيلا ميركل، لقب "تلميذة". لم تخرج ميركل من عباءته إلا بعد فترة طويلة في عام 2001، عندما كان الحزب المسيحي الديمقراطي CDU في المعارضة، وكانت ميركل زعيمة الحزب، غير أن فرصتها الكبيرة لم تأت إلا عام 2005.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Altwein
بداية متعثرة
بفارق ضئيل فاز الاتحاد المسيحي الديموقراطي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي CSU على الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD بقيادة المستشار غيرهارد شرودر في انتخابات عام 2005. سجل الحزب المسيحي الديمقراطي بقيادة المرشحة لمنصب المستشارة، أنغيلا ميركل أسوأ نتيجة له منذ عام 1949. هذه الظروف كانت لا تبدو جيدة في بداية مشوار أي مستشار جديد، لكن ميركل سرعان ما ثبتت أقدامها بين كبار الساسة.
صورة من: dpa
أول مستشارة في تاريخ ألمانيا
في نهاية المطاف، أتفق التحالف الاتحاد المسيحي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي تشكيل تحالف كبير. شرودر هنأ المستشارة الجديدة أنغيلا ميركل، التي تم انتخابها في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2005 من قبل البرلمان الألماني كأول مستشارة امرأة في تاريخ ألمانيا، وأصغر سياسية، والأولى من ألمانيا الشرقية سابقا، وأول عالمة فزياء في هذا المنصب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Reiss
الهيمنة على المشهد السياسي
تمكنت ميركل من الهيمنة على الساحة السياسة بسرعة. في قمة مجموعة الثماني في عام 2007، استقبلت رؤساء دول وحكومات أهم سبع دول صناعية وروسيا في منتجع هيليغيندام على بحر البلطيق، ومازحت الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج بوش (إلى اليسار) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. من الناحية الجيوسياسية، فقد كانت أجواء عالم السياسية في هذه الفترة أفضل بكثير مما هي عليه اليوم.
صورة من: AP
لعبة الألوان والسياسة
مظهر وأزياء المستشارة، ملفتة للنظر أيضاً، فهي دائما ما تطل بسترات ذات ألون معينة وعادة ما يظل لون البناطيل التي ترتديها غامق اللون، وما يتغير هو لون السترة فقط. بسبب تغير الألوان هذا، يعتقد الخبراء أنهم يستطيعون معرفة الحالة المزاجية للمستشارة أو الرسالة التي تحاول نقلها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schreiber
الأكثر شعبية داخل الاتحاد الأوروبي
في بداية الأزمة المالية، صعدت شعبية ميركل بسرعة وتحولت إلى رقم واحد بلا منازع في الاتحاد الأوروبي. هنا في خريف عام 2008، تظهر ميركل بابتسامة لطيفة أمام اثنين من مفتولي العضلات على المسرح الأوروبي، الرئيس الفرنسي آنذاك، نيكولا ساركوزي (في المقدمة) ورئيس الوزراء الإيطالي في ذلك الحين، سيلفيو برلسكوني.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Cerles
التعامل مع الأزمة المالية
عندما ازدادت ديون العديد من الدول الأوروبية، وأصبحت العملة الموحدة في خطر، وافقت ميركل على مساعدات مكثفة، لكنها في المقابل طالبت بإجراءات تقشفية في البلدان المعنية، ما أثار نقمة على ميركل هناك أعاد الذكريات المرة، خاصة في اليونان، حيث قارنت الصحف اليونانية تعاملها بالاحتلال النازي إبان الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Panagiotou
منبر الشعب
هي متحدثة متمكنة، حب الظهور لا يعنيها كثيراً، غالباً ما تبدو صلبة، وحازمة في سياستها، لكن أسلوبها الرصين والواقعي والمتواضع يروق للكثيرين، وإلا لما كانت ستستطيع أن تدير الأمور في بلادها كل هذه السنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gentsch
"ماما ميركل"
في مرحلة ما اطلق عليها لقب "ماما ميركل". وطبعا ليس المقصود الأم بل أم الأمة، إنه نوع من السخرية أو المحبة وهو تقليد قديم. إذ لم يعد هذا الوصف يستخدم من قبل الصغار اليوم. الأم تعطي الاهتمام والعناية، ما يبدد الخوف. أما الجانب السلبي لهذا الوصف، هو أن الأطفال يبقون دائماً أطفالًا ولا يحب الجميع هذا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach
"يمكننا فعل ذلك"
أكثر ما اشتهرت به أنغيلا ميركل، هو جملتها الشهيرة "يمكننا فعل ذلك"، التي قالتها إبان موجة اللاجئين.، عندما أبقت الحدود مفتوحة أمام اللاجئين والمهاجرين في عامي 2015 و2016. لذلك اعتبرها البعض بمثابة قديسة لكن البعض الآخر أنتقدها بشدة. الانقسام في تقييم سياستها تجاه اللاجئين ما يزال قائما حتى اليوم.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
"شخصية العام" 2015
في عام 2015 ، أطلقت مجلة "تايم" على ميركل لقب "شخصية العام" وحتى "مستشارة العالم الحر"، بسبب قدرتها على الإدارة في المواقف الصعبة، بدءاً من تعاملها مع الأزمة المالية العالمية ومروراً بأزمة اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Time Magazine
ملهمة النساء
ميركل هي أول امرأة في المستشارية، لكنها لم تجعل من ذلك قضية سياسية كبرى لها، غير أنه بفضل دعمها كان لبعض النساء مسيرة مهنية بارزة في الحكومة الألمانية. من أبزر الأسماء النسائية البارزة في المشهد السياسي الحالي: أنغريت كرامب كارينباور (رئيسة الاتحاد الديمقراطي المسيحي ووزيرة الدفاع)، و أورزولا فون دير لاين (رئيسة المفوضية الأوروبية)، وجوليا كلوكنر (وزيرة الزراعة).
صورة من: picture-alliance/M. Schreiber
المصلحة الوطنية
ميركل متحفظة ولا تظهر آراءها السياسية أو الشخصية بشأن رؤساء الدول والحكومات، وفي أغلب الأحيان تعبر عن آراء غامضة للغاية. هي تحرص في تعاملها على ما تقتضيه المصلحة الوطنية.
صورة من: picture-alliance/C. Hartmann
الغرور ليس من صفاتها
تعلم كم يبلغ ثمن لتر من الحليب!. حتى بعد سنوات من توليها منصب المستشارة، لم يغر ذلك شيئاً من أنغيلا ميركل. هنا في عام 2014 زارت أحد المحلات التجارية في برلين مع ضيفها المسؤول الصيني لي كه تشيانغ. لكنها شوهدت أيضا وهي تتسوق وحدها، كربة منزل.
صورة من: picture alliance/dpa/L.Schulze
سر حركة اليد المقبوضة
اشتهرت ميركل بحركة اليد المقبوضة، ولا أحد يعلم ما الذي تخفيه تلك الحركة. هي نفسها تقول إن الحركة تساعدها في الحفاظ على الجزء العلوي من جسمها مستقيماً ولا توجد رسالة أخرى من وراءها. على أي حال، استخدم الحزب المسيحي الديمقراطي حركة اليد على هذا الملصق الضخم خلال الحملة الانتخابية الألمانية لعام 2013 للتعبير عن الثقة والهدوء.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Simon
حياة ميركل الخاصة
لا يُعرف سوى القليل عن حياة ميركل الخاصة. إنها لا تكشف الكثير عنها، وربما لا يهتم الناس بذلك. نعلم، على سبيل المثال، أن ميركل وزوجها يواخيم زاور، العالم الفيزيائي أيضاً (في الصورة) يقضيان كل سنة إجازة عيد الفصح في جزيرة إيشيا الإيطالية، لكن هذا لم يكن ممكنا هذا العام بسبب الجائحة.
صورة من: picture-alliance/ANSA/R. Olimpio
إدارة أزمة كورونا
لقد غير الوباء الكثير في ألمانيا، ليس فقط طقوس إجازة المستشارة. ولطالما تعرضت سياسة ميركل الجادة والموضوعية للانتقادات، لكن تعاملها مع الوباء قد سجل أيضاً أرقاماً قياسية جديدة في شعبيتها.
صورة من: Johanna Geron/Reuters
تراجع تأييد حزبها
في السنة الأخيرة من فترة ميركل، عانى تحالفها المسيحي من سلسلة من الفضائح، لكن أكثرها تأثيرا على صورته كانت فضيحة الكمامات بعد الكشف عن أن مسؤولين من الحزبين المسيحيين تلقوا أموالا ضخمة من شركات لأجل فوز هذه الأخيرة بصفقات أعلنتها الحكومة حول توريد الكمامات.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
دمية ميركل
تحولات مهمة في المشهد السياسي الألماني، أفرزتها نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وذلك بحلول حزبها ثانيا أمام الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وقبيل رحيلها أقبل الألمان على شراء هذه الدمية والتي تذكر بحركة اليد التي اشتهرت بها.