ميركل عن فضيحة "وايركارد": انتكاسة لسمعة ألمانيا المالية
٢٣ أبريل ٢٠٢١
أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن فضيحة شركة "وايركارد" المفلسة "انتكاسة" لسمعة ألمانيا المالية، منتقدة الهيئات المسؤولة عن الرقابة المالية والتدقيق الاقتصادي، لكنها دافعت عن الترويج للشركة خلال زيارة للصين.
إعلان
انتقدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بشكل غير مباشر عمل هيئة الرقابة المالية "بافين" وسلطات أخرى في قضية شركة "وايركارد" الألمانية المفلسة لخدمات الدفع. وقالت ميركل اليوم الجمعة (23 نيسان/ أبريل 2021) أمام لجنة التحقيق في البرلمان الألماني إن وضع "الجانب الرقابي الألماني بأكمله" ليس جيداً بالقدر الكافي من الناحية الموضوعية، وأضافت: "هذا واضح للغاية".
وبجانب هيئة الرقابة المالية الألمانية تواجه أيضاً هيئة التدقيق الاقتصادي "آباس" انتقادات في قضية "وايركارد". وقالت ميركل إن المسار الذي تم تحديده الآن فيما يتعلق بالمسؤولين أظهر أنه تم التوصل إلى "الاستنتاجات الصحيحة".
وفي إطار التعامل مع الفضيحة، اضطرت قيادات "بافين" إلى إخلاء مناصبها. ومهدت الحكومة الألمانية أيضاً الطريق لتطبيق إصلاحات، لاستخلاص الدروس المستفادة من فضيحة "وايركارد" وتعزيز هيئة الرقابة المالية. وقالت ميركل إن قضية وايركارد بمثابة انتكاسة لسمعة ألمانيا كمركز مالي، مؤكدة ضرورة استعادة الثقة وتحديث السلطات الرقابية في ضوء التقدم الرقمي السريع.
وتواجه هيئة الرقابة المالية "بافين" اتهامات بارتكاب أخطاء جسيمة في فضيحة الاحتيال المتورطة فيها شركة "وايركارد"، كما تعرضت هيئة التدقيق الاقتصادي "آباس"لانتقادات. تجدر الإشارة إلى أن وزارة المالية تحت قيادة أولاف شولتس هي المسؤولة عن الإشراف القانوني والفني على "بافين"، بينما تتولى وزارة الشؤون الاقتصادية تحت قيادة بيتر ألتماير الإشراف القانوني على "آباس". الترويج لـ"واير كارد" في الصين
وفي سياق متصل، دافعت ميركل عن ترويجها لشركة "وايركارد" خلال زيارة للصين في عام 2019، وقالت: "لم تتمتع شركة وايركارد بأي معاملة خاصة خلال الرحلة"، مضيفة أن مساعي وايركارد لدخول السوق الصينية كانت متماشية مع أهداف الحكومة الألمانية، موضحة أنه من الطبيعي أن تدافع الحكومة الألمانية والمستشارة عن مصالح الشركات الألمانية في العلاقات الثنائية. وقالت: "على الرغم من كل التقارير الصحفية، لم يكن هناك سبب لافتراض مخالفات خطيرة في وايركارد".
فشل خبراء الحسابات
03:32
وقبل الرحلة إلى الصين، أجرت ميركل محادثة مع وزير الدفاع الألماني الأسبق كارل تيودور تسو غوتنبيرغ، الذي عمل كعضو في مجموعة ضغط لصالح وايركارد.
وقالت ميركل إنها لا يمكن أن تتذكر أن غوتنبيرغ ذكر على وجه التحديد وايركارد خلال المحادثة، مضيفة في المقابل أن الصحيح أنها أحالته إلى مستشارها الاقتصادي لارس-هيندريك رولر بعد المحادثة.
واعترفت "وايركارد"، التي كانت مدرجة في مؤشر البورصة الألمانية "داكس" للشركات الكبرى، في حزيران/يونيو من العام الماضي بأن 9,1 مليار يورو من أصولها غير موجودة على الأرجح. وأدى هذا بدوره إلى انخفاض أسهم الشركة، والإفلاس، واعتقال مديرين تنفيذيين سابقين، كما أدى إلى شكوك حول فعالية سلطات الرقابة المالية في أكبر اقتصاد في أوروبا، وأثار تساؤلات حول سبب عدم ملاحظة شركة "إرنست أند يونغ"، مدقق حسابات "وايركارد"، لأي مخالفات مالية.
م.ع.ح/ص.ش (د ب أ)
مشروعات البناء الكبرى يمكن أن تتعثر في ألمانيا أيضاً
لا يمكن أن يكون نقص الأموال هو سبب تعثر هذه المشروعات. وفي كثير من الأحيان تكون تكلفة مشاريع البناء الكبرى في ألمانيا أكثر مما كان متوقعاً في الأصل. ورغم ذلك لا تكتمل أحياناً. والأسباب متنوعة!
صورة من: picture-alliance/dpa
هذه الصورة من عام 2012. وكما نرى في الدائرة الحمراء في أقصى اليمين "ممنوع" مرور السيارات، التي تزيد حمولتها عن 3.5 طن لأن هناك شقا في جسر على هذا الطريق السريع المؤدي إلى مدينة ليفركوزن. ورغم مرور أعوام على الصورة إلا أنه لم يجر إصلاح الجسر حتى الآن، مما يؤدي إلى تعطل عبور السيارات، بل إن الطريق سيغلق عدة أياماً حتى يتم إصلاح الجسر.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Goldmann
هذا الجسر فوق وادي نهر "موزل" مازال قيد البناء. وهناك حملة من قبل مواطنين ترفض إقامة الجسر، الذي من المقرر الانتهاء من بنائه عام 2018. الحملة الرافضة للجسر ليس سببها فقط تكلفته الباهظة "460 مليون يورو"، وإنما أيضاً لأن هؤلاء المواطنين يرون أن منظر الوادي أفضل بدون أعمدة الخرسانة العشرة التي تحمله.
صورة من: picture-alliance/dpa/T.Frey
بعد خمس سنوات ونصف من العمل تم بناء جسر وادي "أنشتروت"، ثاني أطول جسر للسكة الحديد في ألمانيا (طوله حوالي 2.7 كيلو متر). هذا الجسر هو جزء من خط السكة الحديد للقطار فائق السرعة (ICE)، بين مدينتي إرفورت ولايبرزغ بشرق ألمانيا، والذي كلف جيوب دافعي الضرائب نحو عشرة مليارات يورو. ويقول منتقدو المشروع إن أهميته ضئيلة للمسافرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Woitas
تحفة التعثر: مطار برلين براندنبورغ، بالعاصمة الألمانية برلين، هو أكبر وأهم نموذج على تعثر مشاريع البناء في ألمانيا. فقد كان من المقرر افتتاحه عام 2013 وتأجل الافتتاح إلى مطلع 2015، لكن هذا لم يحدث أيضاً ومازال المطار في مرحلة البناء حتى الآن ولا يعلم أحد متى يتم افتتاح المطار. وقد تعرض كثيرون من المشرفين على المشروع للإقالة.
صورة من: picture-alliance/dpa
مشروع مبنى الأوبرا في مدينة هامبورغ "إلبفيلهارموني" هو دليل كبير آخر على تعثر المشروعات في ألمانيا، حيث انطلقت أعمال بنائه عام 2007 وبتكلفة متوقعه قدرها 77 مليون يورو، ثم قيل بعدها إنها ستبلغ 114 مليون، لكن في النهاية وصل المبلغ إلى 575 مليون يورو. ومن المقرر افتتاحه في مطلع عام 2017.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Charisius
ربما كان من الأفضل لمدينة كولونيا أن تتخلى عن فكرة ترميم دار الأوبرا. لأن منظرها في المدينة السياحية العريقة لا يعجب الكثيرين. فهي لا تبدو كدار أوبرا وإنما كبرميل بدون قعر. ولا يعلم حتى بيرند شترايتبيرغر، المشرف الفني على المشروع، متى سيتم الانتهاء من أعمال الترميم، حيث اُرتكبت أخطاء فادحة حسب ما قال شترايتبيرغر.
صورة من: picture-alliance/dpa/R.Vennenbernd
مرة أخرى نعود إلى هامبورغ. فالمدينة الساحلية لم تأبه بالخلافات والانتقادات بشأن مبنى الأوبرا، وتشجعت على الترشح لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024. ثم طلبت من مواطنيها التصويت على الأمر، فرفضه المواطنون؛ حيث كان من المفترض أن تصل تكلفة استضافة الدورة إلى 11.2 مليار يورو (فقط!).
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Charisius
لو كانت مشروعات البناء لها روح ولسان لتألمت وشكت مرارة الشكوى عما يوجه إليها من إهانة، لا دخل لها بها. ومن بين هذه المشروعات رصيف الحاويات "جادى-فيزر-بورت"، في ميناء فيلهلمسهافن، الذي بإمكانه أن يحكي قصصاً حول تدمير الاستثمارات وتبديد المليارات وميناء فاشل، حسب ما قيل بعد افتتاحه عام 2012. لكن ربما القادم أفضل.
صورة من: DW/G. Weyerer
وعلى عادة أفلام كثيرة لابد من كتابة نهاية سعيدة بعد كل محطات الفشل. هنا مثلاً مبنى "شورمان" في بون. الذي كان مصمماً ليصبح مبنى لمكاتب أعضاء البرلمان الألماني "بوندستاغ". وتعرض المبنى للدمار بسبب فيضان نهر الراين عام 1993، وبعد ذلك انتقل البرلمان إلى العاصمة برلين. لكن النهاية السعيدة هي أن المبنى أصبح الآن مقراً لمؤسسة "دويتشه فيله".