ميركل "غاضبة" من هتافات نازية في مسيرة لليمين المتطرف
١٠ سبتمبر ٢٠١٨
أعربت الحكومة الألمانية عن استيائها من الاحتجاجات اليمينية في مدينة كوتن شرقي البلاد عقب مقتل شاب ألماني هناك مطلع الأسبوع الجاري، بعد مشاجرة بين مجموعتين من الرجال. واعتقلت الشرطة أفغانيين يعتقد مشاركتهما في الشجار.
إعلان
أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن غضبها اليوم (الاثنين العاشر من سبتمبر/ أيلول 2018) ازاء هتافات نازية رددها متظاهرون خلال مسيرة احتجاجا على وفاة شاب ألماني خلال تعاركه وصديق له مع أفغانيين اثنين.
وقال المتحدث باسم المستشارة شتيفان سايبرت "في نهاية اليوم في كوثن، يظهر تسجيل فيديو بوضوح شعارات نازية ... هذا يؤثر علينا حتما ويغضبنا".
وأعلن وزير الداخلية في حكومة مقاطعة ساكسونيا-أنهالت أن تحقيقات عديدة اطلقت في إطار لتحريض على الكراهية في خطابات القيت في التجمع. كما ستتطرق التحقيقات إلى هتافات تم ترديدها في المسيرة.
وفي رد على الاحتجاجات اليمينية المتطرفة التي شهدتها مدينة كوتن شرقي البلاد، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية"وصول الأمر لهتافات قومية بشكل صارخ تماما في نهاية اليوم بكوتن مثلما عرض مقطع فيديو، يدعونا أيضا للذهول والاستياء". وأضاف أنه حدثت حالة من الذهول والحزن على مقتل الشاب (22 عاما)، مؤكدا أنه لابد من استيضاح كيفية حدوث ذلك من قبل الشرطة والادعاء العام والكشف عما إذا كان المشتبه فيهم مذنبين أم لا.
يذكر أن الشاب الألماني توفى أول أمس السبت بعد مشاجرة بين مجموعتين من الرجال. وبحسب بيانات الشرطة، توفى الشاب إثر سكتة قلبية حادة وفق نتيجة التشريح الاولي للجثمان، ليس لها "علاقة سببية مباشرة بالإصابات التي وقعت له". وأصدر قاض أمر اعتقال ضد أفغانيين اثنين يشتبه أنهما شاركا في المشاجرة، بتهمة الاشتباه في إلحاق إصابة جسدية أدت إلى وفاة الشاب.
وشارك نحو 2500 شخص في مسيرة بمدينة كوتن بولاية سكسونيا-أنهالت مساء أمس الأحد على خلفية هذه الواقعة، كانت قد دعت لها جماعات يمينية على شبكات التواصل الاجتماعي. واتسمت الاحتجاجات بالعنف جزئيا، وشهدت هتافات من قبيل "العين بالعين والسن بالسن"، و"إننا الشعب"، و"صحافة كاذبة".
ح.ز/م.س (د.ب.أ، أ ف ب)
كيف تحولت مدينة كارل ماركس السابقة إلى مسرح للتطرف اليميني؟
شهدت كيمنتس تحولا كبيرا منذ إعادة توحيد ألمانيا بدءًا بعودة اسمها الأصلي إلا أنها أمست رمزا للخوف على ديمقراطية ألمانيا وانقسام المجتمع بعدما وقعت جريمة قتل لرجل ألماني، يشتبه أن مرتكبيها هما اثنان من طالبي اللجوء العرب.
صورة من: Secunda-Vista/Fotolia.com
ثالث أكبر مدن ساكسونيا
بمساحتها البالغة نحو 220 كيلومترا مربعا وعدد سكانها البالغ نحو ربع مليون نسمة، تعد مدينة كيمنتس بعد مدينتي دريسدن ولايبزيغ الشهيرتين، ثالث أكبر مدن ولاية ساكسونيا بأقصى شرق وسط ألمانيا. وكانت واحدة من أهم مدن الصناعة في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الاسم على طريقة السوفييت
اسمها جاء من نهر كيمنتس الذي يمر بها، وبنهاية الحرب العالمية الثانية تدمر نحو 90 في المائة من قلب المدينة. ومن عام 1953 وحتى 1990 في فترة ما عرف بـ"ألمانيا الشرقية" تحول اسمها لـ"مدينة كارل ماركس"، على غرار ما كان الاتحاد السوفيتي السابق يفعله من إعادة لتسمية المدن مثل ستالينغراد (فولغوغراد حاليا) ولينينغراد (سانت بطرسبرغ).
صورة من: imago/ecomedia/robert fishman
مشاهد من عصر النازية
كان برلمان كيمنتس من أوئل البرلمانات، التي سيطر عليها النازيون خلال حقبتهم، ما غير الوجه الثقافي للمدينة. وجرى اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم، وحرق معابدهم في "ليلة الكريستال". ومن لم يهرب منهم خارج كيمنتس تم ترحيله أو إرساله إلى مراكز الاعتقال.
صورة من: picture alliance
تأثير سوفيتي كبير
بعد الحرب العالمية الثانية أصبح النفوذ السوفيتي واضحا في كيمنتس سواء من الناحية العسكرية أو المالية أو التعدين أو حتى الثقافة. وفي فترة الستينات كانت هناك حركة عمران كبرى. وفي السبعينات نالت شهرة في المسرح والرياضة مثل التزلج الفني على الجليد ورياضات الدرجات والسباحة ورفع الأثقال.
صورة من: picture-alliance/ ZB
مصاعب ما بعد الوحدة
رغم آلاف الشركات التي أُنشئت في كيمنتس بعد الوحدة الألمانية منذ 1990 إلا أن ذلك لم يخف لسنوات طويلة ما يعانيه السكان من بطالة. غير أن نسبة البطالة بدأت في التحسن فوصلت إلى 13 في المائة عام 2013 لتصبح الآن أقل من 8 في المائة عام 2018.
صورة من: picture-alliance/ZB
جريمة قتل تفسح الطريق لليمين المتطرف
مثل غيرها من مدن ولايات شرق ألمانيا وجد اليمين المتطرف نفسه في كيمنتس، رغم أن أعضاء حزب البديل الشعبوي والحزب القومي (النازيون الجدد) في برلمان المدينة هم أربعة فقط من بين 60 عضوا. غير أنه في ليلة السبت/ على الأحد (26 أغسطس/ آب 2018) ظهر اليمين المتطرف بقوة إثر مقتل رجل ألماني عمره 35 عاما، خلال احتفالات المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Prautzsch
الاحتشاد أمام كارل ماركس
صدر أمر باعتقال اثنين مشتبه بهما في قتله، أحدهما سوري عمره 23 عاما، والآخر عراقي عمره 22 عاما، يفترض أنهما وجها للرجل الألماني عدة طعنات. وبعدما انتشر خبر مقتله وقعت مظاهرات بعد ظهر الإثنين في قلب مدينة كيمنتس، واحتشدت مجموعات من اليمين المتطرف حول تمثال كارل ماركس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
صراع اليمين واليسار وهجوم على أجانب
بالتزامن مع ذلك تكونت مظاهرة مضادة من قبل الأحزاب اليسارية في نفس المكان، مما حتم تدخل الشرطة لمنع وقوع الصدام. وقام أشخاص من اليمين المتطرف بمهاجمة أجانب في كيمنتس. وفي المساء بدأت المظاهرات تهدأ بعدما أسفرت عن جرح ستة أشخاص، وتقول الشرطة إن عدد المشاركين في المظاهرات جاء أكبر من توقعاتها بكثير.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
"غير قابل للانقسام"
أظهرت تلك الأحداث مدى المخاطر التي تحدق بالديمقراطية والتعددية في ألمانيا، وتحدث سياسيون ومشاهير عن قلقهم من الانقسام، وأُعلن عن تنظيم مبادرة "غير قابل للانقسام" (unteilbar#)، من أجل التظاهر في برلين في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، ضد الإقصاء وتأييداً لمجتمع ألماني منفتح. وستكون هناك في نفس اليوم مظاهرات في عواصم أوروبية أخرى ضد النزعة القومية. إعداد: صلاح شرارة.